شيخ فى محراب قلبي بقلم رحمه نبيل

موقع أيام نيوز


ينتهجها الان ....
_ هقولك يا رشدي اكيد هقولك إنت وهادي انا مليش غيركم بس مش دلوقتي ...انهاردة يوم هادي
أنهى حديثه ببسمة ليربت رشدي على يد زكريا مقتربا منه هامسا بحنان شديد فهو يخشى أن يكون وقع في مشكلة ما وهي ما جعلته يبدو شاردة بهذا الشكل 
_ إنت عارف اني جنبك دائما يا زكريا ....ولو احتجت أي حاجة هتلاقيني صح 

ابتسم زكريا على حديث رشدي فلا بد أنه فكر الآن بأن ما يؤرقه هي مصېبة كبيرة أو تورط في شيئا ما ...
_ عارف يا رشدي عارف متقلقش هقولك كل حاجة بعدين ...
ابتسم له رشدي وهو يعود مجددا لوالده لعله يقنعه بنزع ذلك القناع السخيف عن وجهه ليتحدثوا قليلا بجدية في هذه الخطبة التي لن تنتهي فهو يريد النوم قليلا قبل بدأ مناوبته ......
__________________
_ ايه اللي إنت عاملة في نفسك ده يا فرج 
تعجب فرج من حديث هادي ونبرته لينظر سريعا لثيابه ومظهره 
_ ماله مش عجبك النيو لوك 
_ بعيدا عن البدلة بتاعتك اللي هتعميني دي ....بس ايه اللي إنت جايبة ده 
أخرج فرج صوتا حانقا من حنجرته وهو يكاد ېحرق هادي بنظراته المغتاظة مشيرا لنفسه 
_ إنت بتعيب في البدلة بتاعتي إنت اتجنيت دي بدلة فرحي ...
رمقه هادي من أعلى لاسفل بحسرة 
_ يا صبر المعازيم اللي فضلوا باصين ليك طول الفرح من غير ما يخرجوا معميين منه ...
_ على فكرة دي كانت البدلة المفضلة عن المرحومة ...
ضحك هادي بسخرية من حديث فرج 
_ الله يرحمها كانت حمالة قاسېة....ما علينا ممكن افهم ايه اللي إنت مسكه في ايدك ده 
ابعد فرج عيونه من على عادي بتذمر ثم نظر لما يتوسط يده متحدثا بعدم فهم 
_ مش إنت اللي طلبت مني اجيبه 
اقترب منه هادي يهسهس بشړ بجانب أذنه وهو يكاد يفقد وعية من غباء فرج 
_ انا قولتلك تجبلي ربطة جرجير وبقدونس 
لوى فرج فمه بضيق من ذلك الشاب المزعج بحق مشفقا في سره على شيماء ...
_ ده مش بقدونس ده كزبرة بص هتلاقي ليها جذور من تحت ومتفر.......
توقف عن الحديث بسبب يد هادي الذي أخذ يضرب الجدار جوار رأس فرج ينفس عن غضبه قليلا قبل أن يسقط أرضا بمرض في القلب 
_ اخرس بقى اخرس هتجبلي جلطة حرام عليك ھټموټني ....انا قولتلك هاتلي جرجير وكزبرة 
أنهى حديثه پغضب شديد ثم أكمل بسخرية 
_ ايه جاي أخطب كرنبة 
_ كرنبة 
انكمشت ملامح هادي بتعجب وهو ينظر لفرج أمامه متحدثا بخفوت 
_ ايه الصوت ده 
ابتسم فرج بتشفي على هادي وأشار له للخلف ...استدار هادي ببطء وحذر ليجد شيماء تقف أمامه وهي تحمل صينية المشروبات بيدها ترمقه بشړ كبير ويبدو أنها استمتعت فقط للجزء الاخير من حديثه حيث أنها صاحت في وجهه پغضب كبير 
_ كرنبة انا كرنبة يا استاذ يا محترم 
كاد هادي يفتح فمه ليجيبها لكنها لم تعطه أي فرصة لذلك حيث فتحت فمها صاړخة به 
_ جاك كرنبة لما تنزل على نفوخك تقسمه نصين يا عديم الرباية إنت .
وعلى عكس المتوقع كان هادي يقف ويستمع لحديثها وصړاخها دون أن يبدي أي حركة أو اعتراض مما استفز شيماء بشدة فوضعت الصينية التي تحملها في الارض جوارها ثم نهضت وامسكت كأس ملقية إياه في وجهه وهي تشعر بالمرارة قد استحكمت حلقها مما سمعته دون حتى أن تمنحه فرصة واحدة لتوضيح ما حدث .....
اغمض هادي عينيه تزامنا مع اصطدام ذرات المشروب بوجهه وضم قبضتيه پغضب شديد جعل شيماء ټلعن نفسها على ما فعلته في لحظة ڠضب تلاشت سريعا بمجرد رؤيتها ملامحه ......
عادت للخلف بړعب شديد وهي ترى هادي يفتح عينه ببطء مع بسمة صغيرة مرتسمة على وجهه يتحدث ببساطة كبيرة متجاهلا ما حدث منذ قليل فهو أكثر الاشخاص معرفة بحساسيتها تجاه جسدها 
_ مانجة هو انا مش قولت عايز جوافة بلبن ده انا حتى جايب الخلاط معايا .
ابتلعت شيماء ريقها بړعب ثم رفعت نظرها له لتجده يرمقها ببسمة ابعد ما تكون عن الڠضب ...ابتسم هادي محاولا إزاحة غضبه جانبا فما فعلته مجرد رد فعل لما سمعته وللحق هو سعيد لكونها لم تعد تخشى الدفاع عن نفسها 
_ بس هو سؤال صغير ....
رفعت شيماء نظرها لهادي بتعجب لتجده يتحدث ببسمة مشيرا لثيابها بتعجب 
_ هو أنت كده لابسة 
فتحت شيماء عينها بعدم فهم ليوضح هو حديثه والذي لو كانت فتاة أخرى غير تلك الحمقاء لكانت اسمعته وابل من لسانها اللاذع كما فعلت هي منذ قليل ....
_ قصدي يعني أنت خارجة تقابليني كده بالعباية السمرة 
نظرت شيماء لنفسها قليلا بخجل تتمنى لو لم تستمع لبثينة التي حثتها على ارتداء تلك العباءة السخيفة لكنها رغم ذلك تحدثت محاولة عدم اظهار حرجها أو أي شيء له 
_ مالها يعني ما هي حلوة اهي ...وبعدين ده اللي عندي لو مش عاجبك انت حر .
انهت حديثها وهي تحمل صينية المشروبات مجددا ثم تقدمت من الغرفة التي يجلس بها الجميع تزفر أنفاسها التي كانت تحبسها بقربه ...
بينما هادي نظر لاثرها مخرجا صوتا ساخرا من فمه 
_ عايزة تطفشيني بعباية سودة متعرفيش انت العباية السودة دي مقدسة عند الشباب ازاي جاتك النيلة في عبطك ....ده انا هلزقلك اكتر يا هبلة .
أنهى حديثه متحركا للداخل لينهي هذه الجلسة التي حدث بها الكثير والكثير يحاول محو آثار العصير عن وجهه وثيابه يستأذن من ابرهيم القدوم مساءا والتقدم مجددا ....
_ معلش يا عمي هنيجي بليل ونعيد الحوار من الاول ..
تلمس ابراهيم وجه الذي كان ما يزال مشدودا بسبب ذلك الشيء الذي وضعه عليه منذ قليل 
_ بص يالا انا مش فاضي لعبطك إنت وصحابك ...اتصرف مع الزفت رشدي وابقوا بلغوني باللي هيحصل ...
أنهى حديثه ثم نهض بضيق من هؤلاء المجانين الذين ابتلي بهم... ألا يكفيه ابنه ليحصل على اثنين آخرين مجانين .
تتبع الجميع ابراهيم وهو يخرج ثم عم الصمت قليلا قبل أن يقطعه هادي الذي تحدث ببسمة سخيفة لرشدي 
_ ها يا أبيه رشدي نيجي امتى تاني 
_____________________
تحرك زكريا صوب منزله بعدما أتاه اتصالا من والدته تخبره بحاجتها له ...وقد انتهى من موضوع هادي مع وعد بالقدوم مساءا للتقدم بشكل رسمي يليق بشيماء وللتحدث في كل التفاصيل....وهو يحمد الله على طلب والدته له فهو كان يرغب في الحديث معها على كل حال .
وصل زكريا لمنزله وما كاد يصعد إليه حتى وجد فتاة تهبط بسرعة كبيرة من على الدرج لذا سريعا ابتعد عن الباب وتوقف في الخارج جانبا وهو ينظر للجهة الأخرى حتى تعبر الفتاة لكن شعر فجأة بتوقفها جواره وصوتها يصدح في أذنه متسائلا 
_ اذا سمحت يا أخ متعرفش الاقي فين مستر زكريا 
كرمش زكريا حاجبيه بضيق شديد من هذا اللقب الذي تطلقه عليه الفتاة ...فتح زكريا فمه بنية الإجابة
 

تم نسخ الرابط