شيخ فى محراب قلبي بقلم رحمه نبيل

موقع أيام نيوز


بتلك النظرات المزعجة وكأنهم يخبرونه تم الايقاع بك .
زفر زكريا بغيظ شديد ثم ضړب هادي في كتفه متحدثا بضيق وهو يشير لتلك التي تتأوه خلف ظهره 
_ قول لامك تساعدها اخلص .
ابتسم له هادي بسمة جعلته يكاد ينقض عليه ....تحدث هادي بعد لحظات صغيرة لوالدته 
_ مامي لو سمحت ساعدي الآنسة عشان تقوم .
رمقه رشدي باشمئزاز لحديثه وهو ينظر له من أعلى لاسفل 

_ مامي 
_ همم ... إنت عارف يا رشدي يا حبيبي اني خريج جامعات خاصة مش زيكم حكومي .
ضحك رشدي پعنف على حديث هادي ثم اقترب من زكريا يقول مستفزا هادي 
_ الاه هي جامعة اسكندرية دلوقتي بقت خاصة 
نظر لهم هادي بشړ كبير وهو يردد بأنفة وكبرياء 
_ لا يا خفيف بس كنت باخد كورس في الجامعة الأمريكية .
قهقه زكريا على تذمر هادي وهو يربت على كتفه 
_ وياريت جه بفايدة يا حبيبي ألا ما جبرت بخاطرنا مرة وطلعت كلمة انجليزية ولو بالغلط .
ابعد هادي يد زكريا عن كتفه بضيق وهو يرمقه من أعلى لاسفل 
_ الحق عليا براعي مشاعرك لأنك عندك فوبيا من الانجليزي ...وكمان مش حابب تقولوا اني بتنطط عليكم بمستوايا في الانجلش
أطلق زكريا صوتا ساخرا من صوته ليقاطع حديثهم صوت ابراهيم الذي خرج بصعوبة 
_ خلينا نروح نقعد عشان مش قادر أقف
أنهى حديثه متجه صوب غرفة الضيوف ليتبعه الجميع عدا فاطمة التي نهضت وسارت للداخل بسرعة كبيرة تضع وجهها ارضا بخجل شديد ترغب لو تبتلعها الأرض من كثرة الاحراج الذي سببته لنفسها فهي عندما كانت على وشك فتح الباب تعرقلت قدمها في أحد الوسائد ارضا لتسقط بعدها على طاولة زجاجية تحتوي مزهرية مسقطة إياهم ارضا ....
جلس الجميع مجددا في غرفة الضيوف و بدأوا بالتحدث مجددا في الأمور المتعلقة بالخطبة لكن قطع كل هذه النقاشات صوت رنين هاتف هادي الذي حمله سريعا ثم تحدث بصوت منخفض قليلا 
_ ايه يا فرج إنت فين ده كله 
_ يابني انا بقالي ساعتين برن الجرس ارحم امي وحد يجي يفتح رجلي نملت .
صدم هادي من حديثه وتذكر أن فاطمة كانت ذاهبة لفتح الباب لكن بسبب ما حدث عادت راكضة للداخل دون فتح الباب ....اغلق هادي المكالمة ثم نظر لرشدي ببسمة غبية 
_ معلش يا رشدي يا حبيبي ممكن تفتح الباب 
رمقه رشدي بعدم فهم لكنه رغم ذلك نهض متجها صوب الباب وبمجرد فتحه للباب أطل عليه فرج الذي كان يرتدي بذله بالون الليمون الفاقع والمؤذي للعين وكأنه ذاهب لحفلة تنكر ...
دلف فرج للمنزل ببسمة واسعة وكأنه والد العريس وهو يحدث رشدي بهدوء غريب عليه 
_ ازيك يا رشدي يا بني ...فين الجماعة 
أشار رشدي وهو يرمقه بتعجب تجاه الغرفة التي يجلس بها الجميع ثم سبقه وهو يبتسم بسخرية ...حتى دخل الاثنان للغرفة وبسمة رشدي مرتسمة وباتساع على وجهه ...
حدق هادي بتعجب في بسمة رشدي الذي كان يحرك له حاجبيه بمشاكسة حتى استوعب هادي سبب البسمة التي كانت مرتسمة على وجه رشدي منذ قليل حينما لمح فرج الذي دلف خلفه بكل فخر وكبرياء وهو يتجه جهة ابراهيم ليسلم عليه ....حسنا كل هذا عادي تقريبا إذا استثنينا بذلته الغريبة لكن ما رآه بعد ذلك جعل هادي ينتفض سريعا ساحبا فرج خلفه معتذرا من الجميع ببسمة صغيرة .....
___________________
_ يعني ايه مش هتلبسي فستان أنت هبلة 
اقتربت فاطمة من ماسة تحاول تهدئته فهم منذ دخلوا لهذه الغرفة يحاولون إقناع شيماء بارتداء فستان لائق لهكذا مناسبة رغم الاوضاع الغريبة الذي تم به الأمر لكن تظل خطبة في النهاية وعليها التأنق لأجلها ....
ابتسمت بثينة من بعيد بسخرية من الأمر كله شاكرة في سرها غباء تلك البالونة المدعوة شيماء ...
نظرت شيماء لماسة وهي تفرك يدها بتوتر شديد مشيرة لعباءة بسيطة تتوسط الفراش مبتلعة ريقها بتوتر 
_ مالها يعني العباية يا ماسة ما هي حلوة اهي ..
_ حلوة برضو هتقوليلي حلوة عريس جاي يتقدملك وتلبسيله عباية سودة ايه هتتجوزي واحد محروق إياك...
كانت فاطمة تتوسط ماسة وشيماء تحاول أبعاد تلك التي تصرخ عن شيماء التي عاندت الأمر أكثر وهي تصر على رأيها 
_ بقولك ايه يا ماسة يا اما البس العباية دي يا اما مش هخرج انا بقولك اهو ...يعني هو يجي في الوقت اللي يعجبه ويتأمر علينا كلنا وفي الاخر عايزني اخرجله ولا كأني عروسة مولد وأبين اني واقعة 
في تلك اللحظة احتدت عين ماسة واستدارت سريعا لتلك الحية التي تجلس بهدوء على الفراش تراقب نتيجة عملها ...ابتسمت ماسة لبثينة ثم تحدثت بكلمة واحدة 
_ لا ملعوبة منك
ابتسمت بثينة بسخرية بينما لم تفهما أي من فاطمة أو شيماء قصدها لتستدير لهم ماسة وهي تسحب شيماء قائلة ببسمة 
_ بقولك ملعوبة منك التقل ده ....خلي هادي يشيط كده اكتر ما هو شايط يا عيني ....ده حتى مصبرش لغاية ما يجي بليل وتقوليلي أنت اللي واقعة ده هو اللي واقع من سنين يا هبلة .
نظرت لها شيماء بعدم فهم لكن لم تعطها ماسة الفرصة للفهم وهي تعطيها العباءة التي اخرجتها من الخزانة مخبرة إياها أن ترتديها فهي ستكون جميلة عليها .....لتنفذ شيماء الأمر بينما تحركت ماسة لتجلس على الفراش جوار بثينة هامسة بشړ 
_ ما انت طلعتي حلوة اهو وبتفكري ....امال ايه السمعة الزفت اللي طالعة عليك دي إنك متخلفة 
استدارت بثينة پغضب لماسة التي ابتسمت لها بسمة تخبرها بها أنها ستجدها دائما كالشوكة في الحلق إذا ما فكرت يوما في الاقتراب من شيماء و إفساد حياتها ....
_______________
كان يجلس بين الجميع كل شخص منهم يتكلم في هذا وذاك وهو فقط يجلس معهم بجسده فقط بينما عقله وقلبه مع تلك التي سقطت منذ قليل واسقطت معها آخر دفاعاته.....زفر زكريا بضيق واضعا وجهه بين كفيه عازما على تنفيذ ما فكر به ...فما يحدث الآن لم يكن يوما من شيمه ولن يكون.
يكفيه أنه حتى الآن يؤنب نفسه على ما حدث اليوم السابق ولولا رؤيته لحالتها لما كان اقدم يوما على لمس امرأة لا تحل له .....رغم أنه في ذلك الوقت لم يفكر في شيء ابدا سوى إنقاذها لكن بعد ذلك بدأ الشيطان يخيل له اشياء غير محمودة ...استغفر ربه للمرة التي لا يعلم عددها وهو يأكد على نفسه تنفيذ ما قرره ...بمجرد عودته للمنزل سينفذ ما قرره ...نعم هذا ما سيحصل .
خرج زكريا من شروده على يد رشدي الذي كان يرمقه بتعجب شديد وهو يشعر بحيرته تلك 
_ مالك يا زكريا إنت كويس 
نظر له زكريا ثوان قبل أن يهز رأسه بنعم مبتسما بسمة صغيرة 
_ كويس هو موضوع كده بس شاغل بالي مش اكتر ...
_ موضوع ايه ده 
صمت زكريا قليلا يفكر هل يخبره بالأمر أو يصمت الآن فهو ابدا لن ېكذب عليه أو يراوغ فهذه ليست عادته ولن
 

تم نسخ الرابط