شيخ فى محراب قلبي بقلم رحمه نبيل

موقع أيام نيوز


وهو يتأمل وجهها الذي كانت تخفصه ارضا بخجل لينحني هو قليلا حتى يصل لها 
والآن فقط علمت سبب اختفاء القمر ربما خشي أن يقارنه الجميع بك فيخسر تلك المقارنة جميلتي فوالله أن جمالك قد تخطى كل جمال في عيني أشعر بقلبي يصارع للخروج 
ابتسمت فاطمة وهي ترفع رأسها واخيرا تواجهه هامسة 
انا بحبك اوي 

ضحك زكريا بشدة عليها فهي كلما شعرت بالخجل من حديثه أو توترت تقول تلك الكلمة فهي أضحت ملجأ لها في تلك المواقف اقترب منها زكريا يقبل جبينها بكل الحنان الذي يمتلكه في قلبه هامسا لها 
حسنا قد لا أجد يوما إجابة على كلمتك تلك لكني والله يشهد أنني متيم بك حتى أنني تخطيت تلك الكلمة منذ زمن 
ابتسمت له فاطمة وهي تحاول منع دموعها من الهبوط 
ابتسم زكريا وهو يمد ذراعه لها لتتمسك فاطمة به وهي تسير جواره لا ترفع عينها من عليه تتبعها زغاريد والدتها وماسة وشيماء 
بينما بدأ الشباب في ضړب الدف بعيدا عن النساء قليلا و رشدي غني بصوت جهوري بديع يردد خلفه جميع الرجال في زفة جعلت أعين فاطمة تلتمع بالدموع فهي في الأساس لم تتخيل أن تتزوج أحد ك زكريا وفي زفاف كهذا 
وصلت السيارات بعد زفة طويلة مبهرة إلى المكان الذي تم ترتيبه سابقا لتلك المناسبة ليهبط زكريا من السيارة وهو يمسك بيده فاطمة يسير بها بكل سعادة نحو المكان الذي تم تجهيزه للنساء بعيدا عن ضوضاء الرجال والذي كان في منزل فرج بعد أن اقترح فرج عليهم أن يستغلوا كبر مساحة منزله فهو الأنسب لتلك المناسبة وقد رحب ابنه البكر بذلك خاصة بعدما علم ما فعله الشباب لأجل والده اثناء سفره 
ابتسم زكريا وهو يجلس رفقة فاطمة يشاهد فرحتها تلك وهي تراقص الجميع بسعادة كبيرة وتستقبل التهاني منهم كان يرمقها بأعين سعيدة فخورة بما وصلت له حبيبته القوية 
حضر والد العروس ليهنأها لتتوقف فاطمة عن الرقص قليلا وهي تنظر لوالدها الذي كان يبكي بتأثر مما يراه يعض أنامله ندما مما فعله بابنته لكن وللمفاجأة وجد ابنته تركض صوبه وهي تلقي نفسها في أحضانه بحنين شديد متذكرة حديثها مع زكريا حول أمر والدها وقد أقنعها زكريا أن تعفو عنه فوالله هذه الحياة لا تستحق أن نعيشها بحزن أو ڠضب أو تكون هناك غصة بقلوبنا 
بكى مرسي بشدة وهو يقبل وجه ابنته يعتذر لها بينما منيرة كانت تقف بعيدا وهي تمسح دموعها بتأثر وقد قررت أن تسامح هي أيضا زوجها ليس لأجلها بل لأجل ابنتها فقط فهي تستحق أن تجد دائما عائلة خلفها تدعمها كأي فتاة
خرج زكريا بعد أن جلس قليلا رفقة فاطمة حيث الرجال ليركض الثلاثة شباب صوب زكريا جاذبين إياه للرقص لتنقضي الليلة بين رقص وغناء وعزف وضحكات وتهاني من الجميع 
وصل كلا من زكريا وفاطمة للشقة بعد دموع كثيرة من الجميع وكأنها مهاجرة ليس وأنها تسكن في الشقة التي تقع أسفل شقة عائلتها فزكريا منذ فترة وقد اشترى شقته في العمارة التي يمتلكها هادي وكذلك فعل كلا من هادي ورشدي لتصبح الثلاث منازل في نفس الطابق بتدبير من هادي الذي منع تأجير أو بيع أيا من تلك المنازل فهي كتبت لهم منذ أن شبوا معا 


فاطمة فاطمة 
استفاقت فاطمة بفزع وهي تسمع صوت زكريا جوار اذنها تقول بحنق 
ايه يا زكريا فزعتني يا اخي 
ابتسم زكريا وهو يستند بجسده على الرخام خلفه 
كنت سرحانة في ايه 
ابتسمت فاطمة وهي تنظر له ببسمة واسعة تقترب منه وهي تضم رقبته بحنان 
كنت بفتكر في يوم جوازنا 
ابتسم زكريا وهو يغمز لها يضمها إليه أكثر 
ايه رأيك نعمل فرح كمان مع العيال 
انطلقت ضحكة فاطمة ترج جدران المنزل ليقول زكريا بتأثر 
افدى تلك الضحكة بعمري يا عمري 
استقامت فاطمة وهي تقول بغمزة تبعد قليلا عنها وهي تهمس 
زوجي العزيز ربما لن نقوم بزفاف معهم في الاسفل لكنني بالتأكيد سأقيم زفاف لنا هنا في الاعلى يا حبيبي 
اوووه انظروا لتلك الجريئة لقد فسدت أخلاقك اميرتي 
حسنا ربما يجب أن تعتاد هذا عزيزي 
أنهت كلماتها وهي تغمزه بمشاكسه ثم خرجت نحو غرفتها لتجهيز نفسها حتى تذهب مع الفتاتين للصالون ليبتسم زكريا وهو يضع يده على قلبه 
غمزاتك كالسهام يا جميلة لذا توقفي عن قڈفها لقلبي 
__
وانهاردة فرحي يا جدعان عايز كله يبقى تمام وهتجوز هتجوز هتجوز هتجوز هتجوز هتجوز انا هتجوز هتجوز 
كانت شيماء تراقب حركات ماسة في الغرفة وهي تتحرك هنا وهناك تجمع الاشياء التي ستأخذها معها 
ضړبت شيماء كف بكف وهي تسمعها تردد نفس الكلمة وكأنها لا تصدق ما يحدث 
يا عيني البنت مصډومة بقالها ساعة بتردد هتجوز وكأنها بتقنع نفسها 
ضحكت سحر وهي تراقب ابنتها وقد انتهت من إعداد حقيبتها التي ستنقلها لشقتها هي ورشدي مرددة 
خليها تفرغ اللي جواها بدل ما ټنفجر في الواد ويرجعها تاني 
ضحكت شيماء وهي تنظر لهاتفها تنتظر أي رسالة من هادي الذي لم يحدثها منذ الصباح ولا تعلم لماذا أليس اليوم زفافهما لما إذن لا يتصل ويتغزل بها 
مش عارفة هادي متصلش لغاية دلوقتي ليه 
هكذا اخرجت شيماء كل ما تفكر به وهي تلوي شفتيها بضيق لتجيبها ماسة بعدم اهتمام 
عادي يعني ما انا أباظة ما اتصلش بيا لغاية دلوقتي 
ماسة حبيبتي اخويا اساسا متصلش بيك بقاله اسبوع يا حبه عيني معتزل الدنيا ويحاول يستوعب اللي هيحصل ليه 
نظرت لها ماسة ثواني قبل أن تهز رأسها بنعم مؤيدة حديثها 
ايوة صح هو متصلش بيا من اسبوع يكونش خلص رصيد 
قلبت شيماء عينها بملل ولم تكد تفتح فمها حتى وجدت الباب يفتح فجأة وصوت فاطمة يصدح في الأجواء مهللا 
العرايس الحلوين جهزتوا 
ابتسمت ماسة وهي تنظر لنفسها في المرآة 
انا خلاص جهزت باقي بس ااااا
قاطع حديث ماسة رؤيتها لأحد يقف خلف فاطمة لتتغضن ملامحها فجأة وتنمحي بسمتها وكأنها لم تكن وهي تنظر لذلك الضيف الغير مرغوب به أبدا 
قبل ذلك الوقت بساعة 
اجتمع الشباب الأربعة أمام منزل هادي وهم يجهزون لكل شيء حتى اقتحم ذلك الاجتماع الصغير صوت رجولي جذاب وهو يهتف 
شكلي جيت في الوقت المناسب 
الټفت الجميع بتعجب لذلك الصوت ليتحول التعجب فجأة لبسمة واسعة وهم يلمحون اقتراب فرانسو وبرفقته بثينة التي كانت تلتصق به پخوف وكأنها تساق للاعدام أو ما شابه 
ابتسم فرانسو وهو يجذب بثينة من خلفه يقول 
ايه يا حبيبتي ايه يا ماما هياكلوك ولا ايه تعالى سلمي عليهم 
كانت بثينة تنظر من خلف فرانسو للجميع وهي تتمنى لو تنشق الأرض في التو واللحظة ثم تبتلعها بلا عودة تشعر بمرارة في حلقها لا تعلم
 

تم نسخ الرابط