شيخ فى محراب قلبي بقلم رحمه نبيل
المحتويات
له هادي أو ينتبه له بالأحرى بل أخذ يكمل حديثه بها
اي رأيك نخرج انهاردة سوا
ابتسمت شيماء من الجانب الآخر بخجل وهي تكتب له
ايوة يا ريت عشان بجد زهقانة اوي وماسة قرفتني في عيشتي بس قول لرشدي الأول
تحدث رشدي بسخرية
عندك حقك والله ماسة مقرفة فعلا بعدين يقولي ايه يا ستي توكلوا على الله
لا فكك من رشدي أنت مراتي يعني ميقدرش يفتح بقه
أنهى كلماته وهو يستدير لرشدي الذي يلتصق به قائلا
لا مؤاخذة يا رشدي
ولا يهمك يا حبيبي خد راحتك
ابتسمت شيماء بشدة من الجانب الآخر وهي تنهض بسرعة تقول بلهفة
طب هقوم اجهز لبسي بسرعة
محمد رسول الله
تشنج رشدي وهو ينظر له هامسا
ايه الاستاذ استدعوه يقف على الحدود ولا ايه
ألقى هادي الهاتف جواره وهو يتسطح بحالمية مغمضا عينه يمني نفسه بساعات مع حبيبة القلب وجواره رشدي ينظر له ببسمة غبية وهو يهمس له
حلو الحب يا هادي صح
اوي اوي يا حبيبي
لا والأحلى بقى مرارة الحب دوق معايا مرارة الحب يا هادي
_
استدار الجميع لصوت فاطمة الذي اخترق الأجواء المشټعلة منذ قليل ليجدوها تقف على باب المنزل ترمقهم بتعجب لكن لم تتمكن من فتح فمها لتكرير سؤالها لتجد فجأة والدها يركض صوبها جاذبا إياها لاحضانه بشكل افزعها وهي تعود للخلف كرد فعل غير إرادي منها
ابتعد مرسي عن ابنته وهو يستشعر برودتها لينظر في وجهها يجدها تناظرة بتعجب شديد وكأنه للتو قام بعمل خارقلكنه لم يأبه بل مد يده وأمسك وجهها بحنان
استدارت فاطمة ببطء وهي تنظر لزكريا متأكدة أنه هو من اخبرها ليخفض زكريا نظهر يتلاشى نظراتها تلك
نظرت فاطمة بعدها لوالدها وهي تهز رأسها بنعم
اه صحيح فعلا انا كنت انهاردة في النيابة بجيب حقي يا بابا
فاطمة يابنتي انا ب
ولا يهمك
نظر لها مرسي بتعجب لا يفهم ما تقصد لتقول فاطمة ببسمة تحاول بها منع تساقط دموعها
مش انت برضو كنت هتبرر تصرفك وتعتذر وانا بختصر كل ده وبقولك ولا يهمك انا مش زعلانة
فاطمة
استدارت فاطمة تنظر لزكريا الذي كان يحدجها بنظرات معاتبة لحديثها ذاك مع والدها وبهذا الشكل لكنها تحدثت وهي تنظر له وقد بدأت دموعها تتساقط
ايه يا زكريا انا قولت حاجة غلط ولا ايه انا بس بوفر عليه الكلام يمكن يكون مستعجل ولا حاجة
نظرت فاطمة في أعين والدها الذي ولأول مرة ترى دموعه تهبط
ولا يهمك يا بابا محصلش حاجة دول هما يا دوبك كام سنة عشتهم بعيدة عن حضنك وكله بيتهمني ويشاور عليا كأني مچرمة وانت كنت واقف تتفرج ولا يهمك محصلش حاجة دي حياتي بس اللي اټدمرت وانت معملتش حاجة عشان تصلحها يا بابا
بكت وهي تتحدث لا تتذكر شيء واحد قد يشفع له عندها حتى قبل الحاډثة كان دائما باردا معها هي و والدتها يعاملهم وكأنهم شيء ثانوي في حياته لا أهمية لهم ابدا
أنا اسف يابنتي حقك عليا انا اسف
سقطت دموعها وهي تهز رأسها تهمس بۏجع
متعتذرش يابابا متعتذرش انا مش زعلانة منك والله لاني لما قعدت وفكرت لقيت إن كان عندك حق اصل مين اللي هيتحمل إن بنته تكون من غير شړ
فاطمة
تعبت فاطمة تعبت يا زكريا تعبت وملت من كل ده هو انا مش مكتوب ليا اعيش زيي زي اي بنت في سني
كانت تتحدث وهي على وشك الاڼهيار بعد كل ما مرت به اليوم بينما زكريا يغمض عينه بۏجع على ما يحدث معها ليسمع صوتها يردد قبل أن تتحرك صوب غرفتها
انا مسمحاك يا بابا مسمحاك بس مش عشانك لا عشان نفسي
أنهت حديثها وهي تدخل لغرفتها ثم أغلقت الباب بهدوء تاركة خلفها الجميع كل في حال مختلف عن الاخر لكن ما يجمعهم هو الحزن والۏجع لما حدث مع فاطمة
يسير في ممرات المدرسة بتعب شديد وارهاق كبير لعدم أخذه ما يكفيه من النوم البارحة وهو يفكر في فاطمة وحالتها النفسية تنهد وهو يدلف أحد الفصول وعينه موجهه على واحدة معينة ثم أخبرهم أن يخرجوا كتبهم الخاصة
كانت اسراء تشعر بالړعب الشديد كلما استدار زكريا صوبها وقد غابت عن المدرسة لايام خوفا من المواجهة والان يبدو أنه حان الوقت لذلك
كان زكريا يشرح لهم كعادته وقد نحى أفكاره جانبا يحاول تصفية ذهنه لما هو مقدم عليه فها هو على وشك إنهاء آخر مشكلة في حياته حتى يتفرغ بعدها لحبيبته الجميلة ويفكر كيف يكسر جبال الاحزان التي تستوطن قلبها
واخيرا انتهى من شرح الدرس ليبتسم بسمته المعتادة وهو يضع قلمه على المكتب
احنا بكده نكون انتهينا من نصف المنهج بالضبط وباذن الله بكرة في مراجعة شاملة عليه
صمت قليلا ثم قال بجدية
وبما أننا خلصنا الحصة بدري ممكن اللي عنده اي سؤال في أي جزئية من اللي درسناه يتفضل يسأل
جلس زكريا على مكتبه وهو يستقبل بعض الأسئلة من الطالبات أمامه غير غافلا عن اسراء التي كانت تحاول بأقصى جهدها أن تختفي عن أنظاره
نظر زكريا في الوجوه أمامه وهو يقول
ها حد تاني عنده سؤال
صمت عم المكان ليتنهد زكريا وهو يعود بظهره للخلف ثم قال وهو يدعي التفكير
طب ايه رأيكم نستغل الوقت الفاضي ده ونتكلم شوية اعتبروني اخوكم
صمت وهو ينظر في الوجوه وقد انتبهت له جميع الفتيات ليقول ببسمة لهن
عايز اعرف كل واحدة حلمها ايه
سؤال بسيط افتتح به زكريا الحوار بينه وبين طالباته لتبدأ كل واحدة في رفع يدها والتحدث بحماس شديد عن حلمها ليبتسم لهن زكريا وهو يشاركهن الحديث بلهفة توازي لهفتهن ثم وفجأة تحدث
انسة اسراء
انتفضت اسراء بفزع بعدما كانت تحاول الاختباء خلف صديقاتها وهي تستمع لاسمها من المعلم لتقف وهي تبتلع ريقه تكاد تبكي تتخيل اپشع السيناريوهات وهو يخرج رسالتها
متابعة القراءة