شيخ فى محراب قلبي بقلم رحمه نبيل
المحتويات
كتر قعدتي معاهم بقيت زيهم
ضحك دون أن ينظر لها ثم أضاف مبتلعا ريقه وهو يتساءل بعيون وشفاه ممدودة كطفل صغير
تفتكري اني محتاج اتعالج
نظرت له ببلاهة وهي تهز رأسها بعدم معرفة ليبتسم هو فورا مضيفا وهو يسحب يدها ثم اتجه بها لخارج الشقة كلها وهو يقول بحماس شديد
انا لقيتها احنا نخرج دلوقتي نروح ناكل ايس كريم وبعدين ارجع اتعالج
سوا نتعالج سوا يا فرانسو
ما خلاص بقى يا هادي مكانش خلاط ده اللي متنكد عليك بسببه بقالك يوم
طبعا ما انت مش حاسس بڼاري الخلاط ده يا استاذ ياللي بالنسبة ليك عادي كان شاهد كبير على قصة حبي انا واختك وفجأة كده اختفي من حياتي منك لله يا فرج بس المحك والله ل
توقف هادي عن الحديث وهو يرى فرج يتهادى أمام عينيه بخفة وكأنه البارحة لم يكسر قلبه مع خلاطه الثمين كانت اعين هادي تتحرك بالتزامن مع حركة فرج وهو يسير أمامها ببسمة واسعة دون أي شعور بالذنب قد يشفع له عند هادي بل وأن القاحة وصلت به بأن يلوح بيده لهما يلقي عليهما تحية الصباح ثم ابتعد صوب مقعده على القهوة تاركا بركان هادي على وشك الفوران
اهو جه لغاية عندي برجليه
ربنا بعدها على ذراع رشدي وهو يقول بينما يرفع أكمام قميصه
خد زكريا ومراته وعلى القسم وانا هحصلكم بعد ما اخلص
أنهى حديثه ثم ركض صوب القهوة قبل أن يتمكن رشدي حتى من منعه أو الإمساك به
كان يجلس بملل شديد على مقعده ينعي فشله ال حسنا هو لا يتذكر رقم هذه المرة من كثرة محاولاته الفاشلة في الزواج بأم اشرف وكل هذا بسبب ذلك البغيض اشرف
استفاق فرج من أفكاره على صوت فتى صغير لينظر له بحسرة وهو يردد
كوباية لمون يابني خلينا اروق بدل حړقة الډم
لا خليها كوباية قهوة على روح المغفور إليه
رفع فرج رأسه مذعورا من ذلك الصوت وهو يردد پخوف محاولا رسم بسمة مرتجفة
هادي اهلا يا حبيبي اخبارك واخبار الست الوالدة
خير يعني طلبت قهوة على روح المغفور إليه مين ده اللي ماټ
جلس هادي جواره وهو يراقب حديثه مبتسما
الحاج فرج
صدم فرج من حديثه وهو يتراجع للخلف
الحاج فرج لا متقولش الحاج فرج الحلاق لا حول ولا قوة الا بالله ده كان من اسبوع بيلعب معايا طاولة تعرف الحاج فرج ده كان زميلي في اعدادي كنا بنقعد ورا بعض في اللجنة ويغش منفيه ايه يا هادي يا حبيبي بتبصلي كده ليه
لا متخافش الحاج فرج ربنا يديله الصحة بخير بس فرج تاني هو اللي ھيموت
فرج تاني يكونش فرج بتاع الروبابيكيا بس ده لسه عيل يا عيني حسرة قلب أهله عليه و
توقف وهو يرى هادي ينقض عليه قائلا من بين أسنانه
يعني جبت كل اللي اسمهم فرج في الحتة ونسيت نفسك يا فرج
تراجع فرج للخلف بړعب وهو يبحث عن مفر له
انا ما انا زي الف اهو يابني
كنت زي الفل
صړخ فرج وهو ينهض من مقعده بسرعة يحاول الفكاك من يد هادي الذي لحق به بغيظ شديد يهتف به أن يتوقف لولا أن سيارة توقفت أمامه واطل منها رأس رشدي الذي صاح به في نزق وضيق
انت يا زفت يلا اطلع
قولتلك روح وانا هاجي وراك
انت اهبل ياض انت المحامي يا متخلف اركب
نظر هادي بشړ لفرج وهو يشير على رقبته بعلامة الذبح متوعدا له ثم تحرك صوب السيارة ثم صعد جوار الجميع متجهين للنيابة العامة بعدما حدثهم جمال مخبرا اياهم باخر المستجدات كلها
كان زكريا يراقب فاطمة يحاول سبر اغوارها يعلم جيدا ما تمر به لذا مد يده يمسك يدها ضاغطا عليها بقوة يحاول مؤازرتها ودعمها
نظرت فاطمة صوب زكريا تستجدي حنانه ودعمه ليبتسم لها تلك البسمة التي لم تفشل يوما في اسعادها بادلته فاطمة الابتسامة بأخرى متوترة لتسمع همسة لها
فاطمة
انتبهت له بكل حواسها تنتظر كلمته ليقول لها وهو يدعي الخجل محاولا إخراجها من حالتها السيئة تلك
انا بلغت أهلي امبارح بطلبك وهما وافقوا
لم تفهم فاطمة عما يتحدث واي طلب هذا الذي يتح يا الله ليس هذا هل أخبرهم فعلا عن طلبها الغبي له بالأمس
قولتلهم ايه
ابتسم زكريا لإخراجها من حزنها ذلك ثم قال وهو يدعي الخجل
قولتلهم إن فيه عروسة بنت حلال عايزة تتجوزني والصراحة انا حسيت بقبول ليها فوافقت وهي مستنية موافقة منكم ولو كده هتيجي تتقدم
فتحت فاطمة عينها پصدمة كبيرة ثم صړخت بعدما كانوا يتهامسون تلفت انتباه كلا من رشدي وهادي اللذان يجلسان في الامام بصرخاتها
لا يا زكريا متهزرش اوعى تكون قولت كده
ضحك زكريا پعنف من ملامحها وذلك الړعب الذي سكن ملامحها وكأنه ألقى لها باتهام أو ما شابه لټضربه هي بغيظ شديد هاتفه
اوعى تكون قولتلهم يا زكريا والله العظيم ازعل منك و
جذب زكريا رأسها إليه ثم كتم فمها بصعوبة وهو ينظر باعتذار لرفيقيه وبعدها همس لها من بين ضحكاته
اششش بهزر معاك
صمتت هي قليلا ثم أبعدت يده عنها بضيق ليقول هو بجدية كبيرة احتلت ملامحه
بس ده ميمنعش اني اخدت العرض بجدية وهنفذه
قصدك ايه
انتبه زكريا لتوقف السيارة ليقول قبل أن يهبط منها
يعني استعدي يا فاطمة فرحنا اخر الاسبوع وانا بلغت الكل بكده
هبطت فاطمة خلفه پصدمة كبيرة وهي تراه يمسك بيدها جاذبا إياها إليه وهو يتقدم لهادي يتحدث معه بجدية كبيرة فيما هم مقبلين عليه اليوم
لتشعر فجأة بشعور راحة وأمان بين احضان ذلك الرجل الذي لو جمعت كل الصفات الجيدة في القاموس لن توفيه حقه دمعت عينها وهي تتخيل ما كانت ستئول إليه حياتها لولا تدخله به ماذا كانت لتفعل دون أحضانه كيف كانت ستعيش بعيدا عن بسمته
فاطمة فاطمة
أفاقت من شرودها لتجد نفسها تقف في ممر لا تذكر متى جاءت إليه أو كيف وزكريا
متابعة القراءة