شيخ فى محراب قلبي بقلم رحمه نبيل

موقع أيام نيوز


انت عارف ان امي ست مفيش في طيبة قلبها هو بس لؤي اللي بيعصبها وبيخرج اسوء ما فيها و
توقف زكريا عن الحديث وهو يرى والدته تخرج من غرفتها وهي تحمل ورقة كبيرة مكتوب عليها بحروف عملاقة 
اطلع إنت وصحابك برة البيت عشان هنفض 
خرجت ضحكة ساخرة من فم رشدي وهو ينظر لهيئته يتخيل نفسيه وهو يخرج بهذا الشكل في الشارع ليتحدث زكريا بصوت عالي وحنق 

ايه يا ست أنت ده ده أنت مفترية والله 
احمرت عين وداد پغضب وهي تلقي الورقة التي تحملها ارضا ثم دخلت للغرفة وعادت وهي تحمل ورقة أخرى خطت عليها
انا مفتريه يا عديم الربايه 
نظر زكريا للورقة بجدية وهو يهتف بحنق وقد نسي وضعه وما كان يتناقش به منذ ثوان 
اولا يا امي بعتذر على كلمة مفترية انا بهزر وأنت عارفةبس معلش بعد كدة ابقى اكتبي مفترية بالتاء المربوطة وليست الهاء وكمان الرباية نفس الأمر بالتاء وليست الهاء وفي الاخر حطي علامة استفهام بما انك بتسألي 
وضع هادي يده على ذقنه مفكرا 
و دي نديها كام في الاملاء يا استاذ زكريا 
تحدث زكريا بجدية كبيرة 
سبعة من عشرة ومش اكتر من كده ده إذا تغاضينا عن الخط و 
قاطع حديثه صړاخ هادي الذي نفذ صبره من صديقه هذا 
انت ياض دماغك دي فيها ايه 
عقل 
كانت إجابة بسيطة من زكريا أثارت ڠضب هادي أكثر لينقض عليه هادي ېخنقه پغضب شديد 
يا غبي يا غبي هنشل يا رب هنشل امك عايزة تطردنا بجلابيات فوق الركبة برة البيت وإنت واقف تصحح في الخطأ يا متخلف يا غبي يا يا 
توقف هادي لا يجد وصف لما يحدث ليبعده رشدي عن زكريا الذي تحدث بحنق 
وايه يعني ما انا ياما خرجت بيها 
وانا يعني ينفع أخرج بيها 
الټفت زكريا لجمال الذي كان يظهر على ملامحه عدم تصديق لما يحدث حوله لا يعلم كيف طاوعهم من البداية وارتدى هذا الشيء 
فكر زكريا قليلا قبل أن يبتسم فجأة وهو يقول لهم 
لقيتها 


تحرك الأربعة بخفة خلف بعضهم البعض وهم يغطون الجزء الأسفل منهم بالجرائد متحركين صوب منزل رشدي وكلا منهم يغطي على الذي خلفه حسب الطول فكان جمال يتقدمهم وخلفه هادي ثم رشدي واخيرا زكريا الذي كان أقلهم طولا بفارق القليل فقط من السنتيمترات عنهم 
كان جمال يتحرك وهو لا يستوعب ما يفعله الان بحق الله هو في أكثر خيالاته جموحا لم يتوقع أن يمر بشيء كهذا كان فقط يراه في الأفلام الكوميدية وكان وقته يراه سخيفا 
كان الأربعة ينظرون حولهم جيدا حتى لا يجذبون الأنظار لكن في منتصف الطريق وصل لهم صوت عالي ينادي على جمال ويبدو أنه أحد الرجال الذين جاءوا ضمن دورية الشرطة التي طلبها هو 
جمال باشا يا جمال باشا 
فتح جمال عينه پصدمة ليرفع الجريدة ودون وعي يغطي بها وجهه ناسيا أن جزءه السفلي من قبل الركبة بقليل عاري تماما الا من شراب اسود قصير وحذائه 
رأى هادي ما حدث لتصدح ضحكاته في المكان وهو يرى تخبط جمال بين أن يغطي قدمه ويغطي وجههليفاجئه جمال وهو يجذب الجريدة التي يحملها ثم بعدها ترك الصف الذي صنعوه وركض بسرعة لمنزل رشدي والذي كانوا على قرب منه تاركا النصف الاسفل لهادي عاري لكنه لم يهتم بل كان مستمر في الضحك ركض الجميع تتبعهم ضحكات هادي العالية التي كادت تزهق أنفاسه تحت أنظار العسكري المتعجب والذي كان يتساءل إن كان هذا جمال أم أنه أخطأ 
صعد الاربع على الدرج بسرعة وهم يتنفسون پعنف حتى وصلوا الطابق الخاص بمنزل رشدي وبعدها سقطوا جميعا ارضا وهو يتنفسون پعنف بينما هادي كان يمسك معدته وهو يضحك بصخب من بين أنفاسه اللاهثة ليضربه جمال بحنق شديد مغتاظا من ضحكاته 
بالنظر لمظهر هادي وضحكاته ومظهرهم اڼفجر كلا من رشدي وزكريا في الضحك لېصرخ رشدي من بين ضحكاته 
الحمدلله يارب مطلبتش القسم بتاعي الحمدلله 
نظر لهم جمال بحنق شديد يراقب ضحكاتهم تلك حتى ضحك دون وعي يشاركهم ذلك لا يصدق ما مر به منذ ثوان لينفجر في الضحك أكثر وهو يتذكر مظهرهم 
_
عاد للمنزل وفتح الباب يتنحي جانبا ليسمح لها بالمرور دخلت بثينة للمنزل وهي لا تزال لا تستوعب الأمر لتهتف سريعا 
يعني احنا هنقضي شهر هنا 
هز فرانسو رأسه وهو يلقي المفاتيح على الطاولة ثم ألقى جسده بعدها على الأريكة 
ايوة ده شرطي عشان اتأكد أنها بتعامل ابنها كويس وأنها بدأت ترجع عن طريقها وكمان عشان اطمن على المشروع اللي هعمله ليها 
تنفست بثنية لحظة وهي لا تتخيل استمرار الأمر أكثر فهي كانت تظن أن الأمر سيستغرق ايام ثم تعود بابنه الذي اتضح أنه ابن رفيقه السوري والذي ماټ قبل أن ينعم باحضانه ليصمم هو على أخذه من والدته الفاسدة ويربيه بنفسه واستعمل تلك الحجة الغبية ليقنعها بسرعة الزواج 
تحركت صوب الغرفة دون كلمة إضافية تاركة إياه ينظر في اعقابها يفكر كيف يبدأ معها العلاج ليوقفها فجأة وهو ينهض 
بثينة 
توقفت فجأة وهي تنظر له بترقب ليبتسم لها بسمة جميلة حنونة لا تشبه ابدا تلك التي كان يمطرها بها قبل الزواج 
ايه رأيك نعمل سوا باستا أو بيتزا انا جعان اوي 
مظهره وهو يطلب منها أن تصنع معه بعض الطعام جعلها تتخيله كما لو أنه طفل بملامحه الجميلة تلك وما كادت تفتح فمها للحديث حتى وجدته يجذبها بسرعة المطبخ وهو ېصرخ بسعادة كبيرة 
تعالي هعلمك سر الباستا بتاعتي 
__
كان الأربعة يجلسون واخيرا على فراش رشدي بعد أن بدلوا ثيابهم بثياب أخرى من عند رشدي وجلسوا وهم يتحدثون عن سبب مجئ جمال والذي بادر بالحديث 
جمال هيوصل مصر بكرة 
نظر له الجميع بلهفة فخطته نجحت وبشكل أسرع فهو حرص على أخذ هاتف أخيه واغلقه وهذا ليس من عادته ابدا ليقلق جمال رفيق مصطفى وبشدة على مصطفى ثم اتصل عليه هو يسأله عن مصطفى ليخبره جمال كڈبا ان مصطفى تعرض لحاډثة خطېرة ليسارع جمال رفيق مصطفى باخباره أنه سيأتي على اول طائرة لمصر 
ابتسم زكريا براحة شديدة وهو يرى تلك اللحظة قد اقتربت واخيرا اللحظة التي سيأثر فيها لزوجته وحبيبته
وعلى ذكر حبيبته خرج زكريا والجميع من شرودهم على صوت رنين هاتف زكريا وهو يصدح في المكان 
رفع زكريا هاتفه لترتسم ابتسامة كبيرة وهو يرى اسمها ينير شاشته لذا تحرك بعيدا عنهم قليلا وهو يستأذن للإجابة على زوجته 
السلام عليكم 
ابتلعت فاطمة ريقها وهي تنظر حولها لماسة وشيماء حيث كانت تفتح المكبر ليصل صوته للجميع 
عليكم السلام زكريا معلش ممكن تبعد لو فيه حد جنبك عشان عايزاك في حاجة ضروري 
ارتاب زكريا من الأمر ومن صوتها
 

تم نسخ الرابط