رواية بقلم اسراء عبداللطيف

موقع أيام نيوز

ده أحسنلك يا عاصم بيه على الأقل تقدر تخلص من ذنوبك !
لم يترك مروان أي مجال لعاصم لكى يرد و سحبه ب قوه ليخرج من المشفي 
وقفت زينا و أقتربت من أدهم قائله ب ذهول
_أن أنت بلغت عنه !
أبتعد أدهم قائلا بلا أهتمام 
_ دي أخرة العمليات ال اللي كان بيعملها
كادت زينا أن تتكلم حتى خرج الطبيب من غرفة نور ف أسرع أدهم ناحيته متسائلا 
_ أيه يا دكتور نور عامله أيه 
وضع الطبيب كفه على كتف أدهم قائلا ب هدوء
_ هى سليمه جدا و تقدر تخرج النهارده قبل بكره بس 
_ بس أيه يا دكتور !
_ من رأيي أنسه نور محتاجه ل مصحه نفسيه عن أذنكوا 
خرج الطبيب ليترك أدهم غير مستوعب لكلامه هل وصل حال نور أن تحجز ب مصح نفسي !
بعد مرور ما يقرب من شهر 
ب المشفي 
وقف أدهم مع الطبيب المسئول عن حالة جاسر متحدثا ب هدوء 
_ يا دكتور حضرتك مش فاهمنى جاسر بقاله حوالى شهر فى غيبوبه و لسه مافقش أنا بقولك إنه لو محتاج يسافر بره هسفره !
_ الموضوع مش كده يا أستاذ أدهم أحنا عملنا معاه أكتر من اللى كانوا هيعملوه برا أحنا مستشفي كبير لينا سمعتنا برضو 
فرك أدهم وجهه ب كلتا كفيه ب ضيق قائلا
_ طيب أيه الحل دلوقت قولى هيفوق من الغيبوبه دي أمتى بقي !
_ كل شئ ب أيد ربنا يا أستاذ أدهم و ده بيتوقف على مدى أستجابة العقل و التمسك ب الواقع بس أنا كنت عايز اسألك عن حاجه !
_ أتفضل يا دكتور 
_ هو أستاذ جاسر في حد في حياته !
عقد أدهم حاجبيه معلقا ب 
_ حد حد مين آها واحده قصدك 
حرك الطبيب رأسه ب الأيجاب ف تابع أدهم حديثه ب 
_ اه كان ف لأ لأ مافيش
_ في و لا مافيش يا أستاذ أدهم لو سمحت قولى 
نفخ ب ضيق معلقا ب 
_ أصل حضرتك مش هتفهم 
_ نعم !
شعر أدهم ب الحرج ف وضع أحد كفيه على رأسه و أخرى على الحائط قائلا ب توتر 
_ أسف يا دكتور مش ده قصدي قصدى إن الموضوع خاص و عاكك شويتين 
رفع الطبيب كفه و وضعها على كتف أدهم قائلا ب هدوء 
_ مهما كان لازم اللى بيحبها تكون جنبه ده هيساعده و يساعدنا عن أذنك 
رحل الطبيب تاركا أدهم مشتت الفكر و لكنه أتخذ قراره و خرج من المشفي مقررا شيئا ما 
ب الفيوم 
ب مشفي الأمرض النفسيه 
لوت
الممرضه فمها في ضيق ثم وضعت العلبه التي بيدها على الطاوله قائله 
_ يا نور ماينفعش كده لازم تاخدى العلاج دكتوره زينا لو جات و ملقتكيش خدتيه هتزعل منى أنا 
ضمت نور ساقيها إلى صدرها و لفت ذراعيها حولهم و أشاحت بوجهها بعيدا ناحية النافذه و لم تنطق ب كلمه 
أشفقت الممرضه كثيرا عليها ف أقتربت منها و جلست بجوارها لتمسح على ظهرها ب رقه قائله ب هدوء 
_ نور أنا عارفه إنك أتعرضتى لحاجات كتير وحشه بس صدقينى كده أنت بټأذي نفسك هتفضلى كده محپوسه هنا !
كانت نور تستمع إلى كلماتها و هى تتذكر ما عرفته من حقائق بائسه ف أغمضت عيناها ب قوه لتنساب العبرات على وجنتيها 
لمحتها الممرضه صباح ف حركت رأسها ب حزن قائله ب آسي 
_ ربنا يخفف عنك يا حبيبتى أنا عارفه إنك شايله كتير جواك بس لو تتكلمى و تخففي عن نفسك لكن أنت يا حبة عينى مانطقتيش ب كلمه من ساعة ماجيتى 
كانت الأجابه على حديث الممرضه هو الصمت التام من نور ك العاده ف ما كان منها إلا أن تقف و تخرج من الغرفه تاركه أياها ب مفردها
ظلت نور تحدق بنقطة ما من النافذه و العبرات تنهمر على وجهها و خرج صوتها ضعيفا 
_ كڈب ك كله كڈب لا أبويا هو أبويا و لا أمي هى حتى أخ أختى كانت أنانيه معايا و الش الشخص الوحيد اللى حبيته ب هدلنى ليه لليه !
في فيلا معتز 
جلست زينا قبالة معتز الذى كان منهمك بقراءة أحدي الصحف و مدت يدها لتتناول فنجان القهوه الخاص بها قائله ب هدوء 
_ أدهم أتصل بيا يا معتز 
أنزل معتز الجريده و طبقها ليضعها على الأريكه بجانبه و خلع نظارته الطبيه قائلا ب ضيق 
_ ليه مش قولنا نقفل على الموضوع ده نهائي و خلاص على كده ليه بيتصل تانى 
لوت زينا فمها فى ضيق قائله 
_ ماتنساش إنه ابن عمى يا معتز 
_ ابن عمك !
لا مش ناسي يا زينا و ياريت ماتنسيش أنت كمان اللى جالنا من مشاكل من ورا عيلة حضرتك الكريمه و أهو المسكينه أختك ملقحه فى المصحه !
_ وقفت زينا صائحه ب ڠضب 
_ خلاص يا معتز خلاص اللى حصل حصل و اهو والدى بيتحقق معاه و هياخد جزاته و نور محدش راح قالها تهرب علشان تتجوز جاسر في السر اللى هو أخونا 
وقف معتز و عقد ذراعيه أمام صدره و أبتسم ب سخريه قبل أن يعلق ب 
_ أنا ملاحظ إنك بقيتى تقولى والدى و اخويا كتير ناسيه والد حضرتك المبجل إنه هو اللى رماك زمان أنت و نور !
_ يوه خلاص يا معتز مش كل شويه تقول كده و ياريت تحترم نفسك و أنت بتتكلم عنهم ده أبويا و دى عيلتى فاهم 
أقترب معتز منها و وضع كفه على ذراعها ثم ضحك ب سخريه قبل أن يقول 
_مش غريب عليك الكلام ده و أنا أقول جايبه القسۏه دى كلها منين ما أنت زي أبوك ب الظبط 
لم يترك معتز مجالا لزينا حتى ترد على حديثه و صعد إلى غرفته ليتركها تشتعل ڠضبا 
ألقت هى بجسدها على الأريكه و سمحت لعبراتها ب الخروج قائله 
_ أكيد لازم أكون زيه ما أنا بنته !
ب القاهره 
السجون 
جلس أدهم ب غرفه مغلقه بها طاوله و مقعدين من الخشب و ظل ينظر إلي ساعة يده حتى فتح الباب و دخل أحدي العساكر و معه عاصم قائلا ب جديه 
_ خمس دقايق مش أكتر 
ثم خرج صاڤعا الباب خلفه بقوه 
تأمل أدهم هيئة عاصم الذى كان ينظر أرضا بتلك الملابس الخاصه بالسجن مر ما يقرب من شهرا و لم يراه لقد تغير كثيرا إنه عاصم الذى كان مفعم بالقوه و الشده ماثل الآن و هو ضعيفا جدا يبدو إنه قد كبر عشرات السنوات بتلك الأيام القليله 
رفع عاصم وجهه لينظر إلى أدهم ب أنكسار ثم أقترب ليجلس على المقعد المقابل له قائلا بحزن 
_ جاي تشمت فيا مش كده !
حرك أدهم رأسه يميا و يسارا قائلا بهدوء
_ ابدا جاي أطمن عليك !
ضحك عاصم بسخريه قائلا بآسي 
_ تطمن عليا
تم نسخ الرابط