رواية بقلم اسراء عبداللطيف

موقع أيام نيوز

فتح الباب و جلس علي المقعد و هو ممسك الوشاح بيده و أبتسم قائلا قبل أن ينطلق بالسياره 
_ قال أبعد عنك قال !
ب القاهره 
في فيلا الشناوي 
أستطاعت نهله الوصول إلي غرفتها خلسه دون أن يلاحظها أحد و جلست علي الأرضيه و ظلت تبكي قائله بصياح 
_ ليه ليه كده عملت أنا أيه علشان يحصلي كده !
سمعت نهله صوت طرقات علي باب غرفتها و صوت والدتها تقول 
_ نهله أفتحي يا حبيبتي أنت بټعيطي ليه أفتحي يا نهله 
نظرت نهله ناحية الباب قائله بصړاخ و حسره
_ مش عايزه أشوف حد فيكوا خاااالص أبعدوا عني 
ثم وقفت و هي تستند علي المقعد و من ثم علي الحائط حتي لا تفقد توازنها و تسقط أرضا و توجهت ناحية المرحاض 
بالخارج 
ظلت صفاء تطرق علي باب الغرفه و لكن لم تسمع سوء صياح نهله و بكائها و فجاءه هدأ الصوت فعقدت حاجبيها متسائله 
_ مالها البنت دي !
أما أروح أقول ل عاصم 
ظلت نور واقفه مكانها حتي جاءت مها متسائله
_ نور مين اللي كنت واقفه معاه ده يا نور
نظرت نور إلي مها ب هدوء قائله 
_ ده جاسر ابن عم أدهم 
أندهشت مها كثيرا بعد ما عرفت هويته و تسائلت ب بتعجب 
_ طيب و عايز منك أيه ده التاني !
أنزلت نور رأسها في حزن و فركت كلتا يديها معا قائله بتوتر 
_ ج جاسر بي بيحبني !
صدمت مها مما عرفته قائله ب عدم أستوعاب
_ أزاي طيب و ابن عمه بيحبك أزاي يسمح لنفسه إنه يحبك !
أتجهت نور و جلست علي مقعد خشبي و أنسابت العبرات من عيناها قائله بحزن 
_ مش عا عارفه أنا موضوعي علي طول بيتعقد كده أعم أعمل أيه !
نظرت مها ناحية صديقتها بشفقه و أتجهت لتجلس بجانبها و وضعت كفها علي ظهر نور قائله ب حزن 
_ معلش يا نور كل حاجه هتبقي كويسه 
ب القاهره 
في فيلا الشناوي 
خرج أدهم من القصر و ركب سيارته و أنطلق بها 
و
ظل يتجول بها و هو شارد الفكر حتي وصل إلي البار الذي يتردد عليه دائما و ركن سيارته و توجه إلي الداخل 
ب مجرد أن لمح النادل أدهم حتي توجه ناحيته قائلا ب أبتسامه 
_ شرفت يا أدهم باشا أتفضل ترابيزة حضرتك جاهزه 
لم يهتم أدهم ب حديث النادل و توجه ناحية البار و جلس عليه قائلا ب جمود 
_ هاتلي كاس يابني 
حرك ذلك النادي الذي يقف علي البار رأسه ب الموافقه قائلا ب أبتسامه خفيفه 
_ تحت أمر حضرتك 
بعد لحظات و ضع النادل كأسا أمام أدهم به المشروب 
قبض أدهم علي الكأس ب قوه و رفعه إلي فمه و أرتشفه دفعة واحده ثم وضعه أمامه قائلا 
_ هاتلي واحد تاني 
و أغمض عينيه و أخذ نفسا طويلا و زفره علي مهل متحدث داخل قرارة نفسه ب 
_ لازم أشرب علشان ما أحسش باللي هعمله ب الليل !
ظلت نهله تقف داخل حوض الأستحمام ب المرحاض و المياه تتساقط علي جسدها و هي مغمضة العينين و العبرات تنهمر على وجنتها و من ثم مدت يدها و أغلقت الصنبور و ب يد مرتعشه تناولت المنشفه و لفتها حول جسدها و خرجت من المرحاض 
كانت تتوجه ناحية الفراش و لكن أوقفها أنعكاس صورتها ب تلك المرآه الكبيره الموجوده ب غرفتها و مدت يدها و أمسكت ب الفرشاه و ظلت تمشط شعرها ب حزن و هي فاقده الشعور و السيطره علي أعصابها 
توقفت فجاءه و هي تطلع إلي هيئتها في المرآه و العبرات تملأ وجهها قائله ب حزن 
_ أنا لا يمكن أدفع تمن حاجه عملها بابا و أخويا و أدهم 
حدقت فتره طويله ب المرآه قبل أن تتابع و هي تدعي القوه و الثبات 
_ محدش لازم يعرف ب اللي حصل نهائي 
و رفعت يدها ب الفرشاه و ألقتها ب عڼف ناحية المرآه ليسقط حطامها أرضا مصدرا صوتا و هي تصيح ب 
_ أنا قويه و محدش هيعرف يكسرني !
ب الفيوم 
في فيلا الحاج علي 
جلست زينا علي طاولة الطعام ب مفردها و ظلت تطلع إلي الطعام أمامها و هي حزينه و لم تتناول منه شيئا ثم أبتسمت عندما تذكرت عندما كانت تجلس برفقة أبيها و أختها المجنونه نور و يتناولوا الطعام سويا و كذلك أول مره تصنع فيها نور الطعام و كيف سخروا منها ظلت تتذكر كل هذا و هي تبتسم ب هدوء رغم الحزن البادي جليا علي تقاسيم وجهها و العبرات التي تملأ وجنتيها 
وقفت و لم تتناول شئ و أتجهت إلي غرفة نور لتجلس بها كعادتها منذ أن تركتها نور 
أطلقت زينا سراح عبراتها قائله ب حزن 
_ يا ترا أنت فين يا نور أنا أسفه يا حبيبتي بس أرجعي 
ثم وقفت من علي الفراش قائله ب أصرار من بين عبراتها 
_ لازم أروح لمعتز علشان يساعدني إني أرجعك تاني !
في شقة عمر 
جلس عمر علي طاولة الطعام قبالة والدته ب حزن و لم ينطق ب كلمة واحده 
أبتسمت عفاف و هي تتأمل حالة عمر و سعلت ب هدوء قبل أن تقول 
_ أيه يا عمر يعني مش بتاكل !
رفع عمر وجهه ناحية أمه و أمسك ملعقة الطعام قائلا ب هدوء 
_ ابدا ب أكل أ هو 
_ اممم طيب ب الهنا و الشفا بس ما قولتليش هي أخبارها أيه !
عقد عمر حاجبيه متسائلا 
_ مين هي !
أبتسمت عفاف قائله و هي تتابع تناول طعامه
_ اللي بتفكر فيها و شاغله عقلك !
ترك عمر الملعقه جانبا و ضم قبضتي يده و وضعهم أسفل ذقنه بعد أن أستند ب مرفقيه علي طاولة الطعام قائلا ب أبتسامه 
_ دايما فهماني إنت الواحد ما يعرفش يخبي عنك حاجه أبدا 
ضحكت عفاف قائله 
_ يا واد دا أنا عارفاك أكتر من نفسك كفايه إني أبص في عينيك أفهمك قولي بقي أيه اللي حصل معاك و معاها يخليك زعلان كده !
أطلق عمر تنهيده طويله قبل أن يجيب ب 
_ مها مش عايزه تسامحني علي الكلام اللي قولته ليها أنا حبيتها أوي مش عارف أزاي بس حبيتها 
_ و نور !
و نور يعني نسيت نور يا عمر !
حرك عمر رأسه ب حزن قائلا 
_ أنا أكتشفت إني مش بحب نور أصلا يمكن كنت محتاج أفكر في مها شويه و أديها فرصه زي ما بيقولوا بس دلوقت أنا اللي محتاج الفرصه دي منها مش هي هو ممكن ده يحصل إن إني مبقاش بحب حد و بمجرد إنه يعترف و ابدأ أنا أفكر فيه لدرجة إني أحبه أوي كده 
ثم نظر إليها ب عمق و العبرات تتجمع بعينيه ثم صمت لعدة دقائق قبل أن يتابع
تم نسخ الرابط