رواية طبقات فرقتنا بقلم الكاتبه ندا حسن
المحتويات
التحدث مع والدته ورجولته التي تظهر عليه في كل خطوة يخطيها
صاحت والدته قائلة بخجل سببه هو لها
أكيد تعبان من ضغط الشغل
ابتسموا لها بهدوء بينما هي كانت تحترق من الداخل لأنه حړق كل ما خططت له ولكنها لن تيأس بل ستحاول وتحاول وهي لا تعلم أن هناك من يشغل قلبه وعقله معا ماحيا كل ما يشغله عنها..
مر عدة أيام كانت مختلفة بالنسبة للجميع لم تمر على أحدهم من قبل عملت معه بجد كما كانت تعمل من قبل ولكن هناك أشياء غريبة تراها به أشياء تجعلها تخجل حتى من نفسها ليزداد احمرار وجهها ويزيد بريق بنيتها تفكر به دائما ذلك ال مصطفى في كل وقت وكل مكان لا تدري لما ذلك هذه أول مرة لها لم تكن تجهل ذلك تماما ولكن عندما أجابت على سؤالها وبخت نفسها وبحدة قائلة بأن هناك فرق كبير وشاسع لا يجوز لي أن أفكر به فهو حتما لا يراني!..
أخذت ذلك الملف الذي طلبه منها منذ قليل عبر الهاتف لتعطيه إياه تقدمت من باب مكتبه ووقفت أمامه ظنت أن لا حاجه لطرق الباب فهو حتما يعلم بقدومها لأنه للتو طلبها فدلفت إلى الداخل بدون طرق الباب وياليتها لم تفعل
فور أن رأتها تلك السيدة صاحت بحدة قائلة
وقف على قدميه فور أن دلفت فهو لم يكن راضي عن ما فعلته السيدة أبدا وكاد أن يبعد يدها ولكنها دلفت لترى ذلك ولتصعب الأمور عليه تحدث موجها حديثه إليها
سما حطي الملف عندك
وضعته كما قال ثم توجهت للخروج وقبل أن تخرج من الباب هتفت قائلة بهدوء وهي تنظر إلى عيونه مباشرة وقد رأى بريق الحزن في عينيها البنية
لم تنتظر منه ردا بل خرجت مسرعة من المكتب ليزفر بضيق شديد فقد زاد الأمر تعقيدا بعد ما فعلته تلك السيدة والتي تدعى هانيا وهي من أحد عملائه
لم يضع بحسابه أنها ستفعل أمر كهذا أبدا ولا يدري ما الذي تقوله عنه الآن..
خرج كل من كان في قاعة المحاضرات لتبقى هي فقط تجمع أغراضها لتذهب أيضا مثل باقي زملائها ولكنه دلف إليها يسير مقتربا منها بهدوء فقد أشعلت ڼار غيرته بعد أن رأها في الصباح تضحك وتمرح مع صديقها عبد الرحمن ليقارن نفسه به في الحال محدثا نفسه بأنه سيجعلها ټندم أشد الندم على رفضها له وهو فقط كان يريد أن يتحدث معها ليس إلا ولكنها منعته بشتى الطرق إذن عليها تحمل النتائج
رفعت نظرها بعد أن جمعت أغراضها لتراه يقف أمامها فاتسعت حدقتيها فلم يكن موجودا في هذه المحاضرة من الأساس حدثت نفسها بأن تسير إلى الخارج وكأنه ليس موجودا وقد فعلت ولكنه لم يجعلها تكمل ما بدأته
جذبها من يدها بحدة عندما خطت آخر خطوة من على مدرج الطلبة وقد زاد غضبه أنها تسير وتعتبر أنه غير مرئي لها
صاحت فيه بحدة وهي تحاول جذب يدها منه
أنت مچنون يلا سيب أيدي
دفعها بيده في كتفها إلى أن ألصق ظهرها للحائط وظل هو أمامها لا يفصل بينهم كثيرا
مين ده اللي مچنون..
حاولت دفعه بيدها الإثنين بعد أن تركها ووضع كلتا يديه على الحائط يحيطها من الجانبين ولكن دون جدوى
أنت عايز ايه من الآخر كده وبعدين مقرب كده ليه أبعد لحسن والمصحف هخلي وشك شوارع
سارت ضحكاته عالية تعم أرجاء المكان ثم تحولت إلى نظرة مخيفة ونبرة هاتفه بسخرية
وده هتعمليه إزاي بقى..
خاڤت منه للحظات معدودة ومن قربه وتناست تماما من كان قبل ذلك ليظهر أمامها شخص آخر فداهمت عقلها فكرة ثم في لحظات كانت ضاربته أسفل الحزام بقدمها وحاولت جاهدة في الوصول إلى الباب لتنجوا منه ولكن ضړبتها لم تكن بالقوة الذي تجعله يبتعد عنها قليلا بل زاد غضبه عليها ليجذبها من خصلات شعرها الحريرية قبل أن تطلق صړخة من بين شفتيها
جعل وجهها مقابلا لوجهه ثم صاح قائلا بحدة وعصبية وهو ينظر لعيونها العسلية
أنت مفكرة نفسك مين يابت أنت دا أنا أموتك هنا ولا حد هيدرى بيك أنت سامعه
خرجت الدموع من عينيها من أثر قبضته على خصلاتها فصاحت بحدة في وجهه مټألمة من قبضته الفولاذية
أنت عايز مني ايه..
ابتسم بوجهها بشړ ثم تحدث وهو يزيد من قبضته على خصلات شعرها ليرى وجهها المټألم كما فعلت به وهو يراها تجلس مع ذلك الغبي بنظره
عايز افهمك أن مفيش حد يقدر يحميكي مني حتى وأنا هنا أهو في وسط الكلية وفي قاعة محاضرات أنت تحت رحمتي ولو عايز أعمل أكتر من كده محدش يقدر يقف قصادي
أجابته وهي تبكي قهرا على ما يفعله بها وتحاول نزع خصلاتها منه
عرفت عرفت سيبني بقى
انطلقت ضحكاته مرة أخرى في الأرجاء ثم صمت ونظر لها بحدة ليهتف قائلا
ليه هو دخول الحمام زي خروجه.... ياستي اعتبريني زي عبد الرحمن وهاتي أي تصبيره منك
نظرت له پقهر وصدمة فلم تتخيل أنه هكذا في اسوأ كوابيسها ثم اردفت قائلة بصړاخ وقد تغيرت ملامحها كليا
أنت مچنون..
لم تستطع إتمام جملتها فقد مزق لها مقدمة قميصها ودفعها إلى الخلف لتسقط على أرضية القاعة بفزع وخوف لا تدري ما هو السبيل للهرب منه وفور أن وجدته يتقدم منها أخذت تصرخ بكل ما لديها من قوة لعل
متابعة القراءة