رواية طبقات فرقتنا بقلم الكاتبه ندا حسن

موقع أيام نيوز


العشاء جميعا سويا على سفرة طعام تحمل من أشهى الأطباق جلسوا في غرفة الصالون ذو الأساس الراقي الدال على الغناء وأنه موجود في فيلا من فيلات المجتمع المرموقة.
تحدثت ابنته طالبة منه المال غير عابئة بأي شيء يحدث من حولها
بابا كنت عايزه فلوس
صاح والدها أشرف مستغربا من طالبتها للمال وهم لم يتعدوا منتصف الشهر لينفذ المصروف الباذخ الذي تحصل عليه

نعم!!.. ده اللي هو إزاي ده لسه نص الشهر مجاش
أجابته قائلة ببرود مستفز وكأنه ذلك المال يجمعه من على الطريق دون تعب أو مشقه
ماهو أنا بحتاج حاجات وكده يا بابا وبعدين يعني كل حاجه غالية
تحدثت والدتها نبيلة بتهكم قائلة له
ما تديها فلوس ما الفلوس كتير مش هيخلصوا يعني
لم يجيبها بل نظر لها بسخرية لا غير ذلك فاستغل ابنه أكنان الفرصة وتحدث هو أيضا قائلا
طيب يا بابا بمناسبة الفلوس أنا كمان محتاج فلوس
صاح والدهم قائلا بحدة وعصبية من برود أولاده الغير ملائم له تماما
هو انتوا ايه بتاكلوا الفلوس.. والله لو بتكلوها مش هتخلص بسرعة كده 
أردف مصطفى بعد صمت طويل قائلا
معلش يا بابا اديهم اللي هما عايزينه دول بردو في جامعة وليهم مصاريف بس نصرف بالذوق يا بهاوات
ابتسم والده بهدوء ثم قال معقبا على كلمات ابنه الأكبر
أهو مصطفى الوحيد اللي مش بيطلب مني فلوس
أجابه أكنان قائلا بضيق غير مستعد أن يستمع لشيء
علشان مصطفى بيشتغل وبياخد فلوس قد كده ومنها بيصرف على نفسه
لوى والده شفتيه ثم تحدث بتهكم قائلا
طب ما تشتغل زيه يا أخويا وتاخد فلوس قد كده هو كان حد منعك
أردف وهو يقف على قدميه زافرا
حاضر بس لما أخلص الكلية زي مصطفى بالظبط مش هو أشتغل لما خلص بردو!.
ثم أولاهما ظهره ببرود ملقيا عليهم تحية المساء وصعد إلى غرفته وتركهم يجلسون سويا يتحدث والده عن انجازات ابنه مصطفى.
_
بعد أن تناولوا العشاء وتناولوا شاي مصري شعبي كما عامة الشعب جلسوا اربعتهم في غرفة المعيشة الصغيرة التي كانت تحتوي على أربع كنبات متوسطة الحجم
قصت على والدها مع حدث في الشركة التي كانت تعمل بها بحزن لأنها خسړت عملها ومضطرة أن تبحث عن آخر غيره
صاح والدها مبتسما بعد أن أنهت حديثها
طب ايه رأيك تشتغلي معايا في الشركة اللي أنا شغال فيها..
نظرت له بذهول ثم صاحت قائلة بسرعة سائلة إياه
وده إزاي يا بابا.
أجابها والدها بحماس قائلا
من حظك النهاردة عملوا إعلان عن موظفين جداد بس العدد قليل جدا
تحدثت بحماس وفرحة عارمة تخرج من عينيها لأنها تساعد والدها في عناء تحمل مصروفات المنزل ولكن تقول أنها لا تريد أن تجلس في المنزل حتى لا تتسبب في حزنه
طب خلاص يبقى أروح معاك بكرة وأقدم ال Cv بتاعي
أومأ لها بالايجاب مبتسما فصاحت والدتها بضيق عله تستمع إليها وتجلس منتظرة رجل يأخذها منزله متسترة كما تريد
ما تتلقحي يا سما في البيت ولا أنت غاوية تعب ياختي
أردف زوجها مجيبا هو عليها
وايه يعني لما تشتغل پتتخنق من قعدة البيت خليها تتفك
نظرت له بغيظ ثم هتفت قائلة بتهكم
والله ما حد هيبوظ العيال دول غيرك
قالت منة موجهه حديثها إلى سما مبتسمة
يا بختك ياست هتشتغلي مع بابا بنفسه في مكان واحد
ابتسمت سما بهدوء بينما ضحكت منة بصخب وهي تشاهد والدتها ووالدها يشاكسون بعضهم كالأطفال وكان السبب هي قائلة له بأنه يزيد من دلالهم ولكنه لم يعطي لحديثها بالا وأخذ يشاكسها لتصدح صوت ضحكاتهم جميعا في أرجاء المكان لتشعرهم بالدفء والحنان.
___
اليوم التالي
دلفت بهدوء وتوتر إلى داخل المكتب بعد أن انتظرت كثيرا لتجري هذه المقابلة حتى تنتقل إلى عمل جديد غير ذلك الذي ضاع منها
دلفت بهدوء وخطوات ثابتة ولكن متوترة قليلا مما سيحدث تخشى وبشدة أن يتم رفضها فليس هناك غيره إلا إذا بدأت برحلة بحث لن تجدي منها نفعا
استدار بكرسيه ناحية المكتب ليواجهه الباب حيث كان معطيا له ظهره وفور أن نظر إلى من دلفت إليه انتفض من مكانه غير مدرك هل هو حقيقة أم أن أفكاره وأحلامه بها هي من تصور له ذلك وكان هناك كثير من التساؤلات عن كيف ولما أن كان حقيقة ولكن انتهى كل شيء عندما ابتسمت له بهدوء طالبة منه الدلوف إليه!..
_
طبقات_فرقتنا_ولكن
الفصل_الثالث
ندا_حسن
تتقدم من الهاوية أحذر السقوط!
فالحب ليس كما تظن أنه أسوأ
من أسوأ كوابيسك
اتجهت بهدوء ناحية سفرة الطعام المتواجدة في غرفة مخصصة لها بمنزلهم الراقي والذي يظهر عليه كم هو أنيق وذو ذوق جميل وضعت ما كان بيدها من طعام الإفطار على الطاولة بهدوء ثم ذهبت باتجاه غرفة النوم لتجده نائم على الفراش يضع فوق رأسه وسادة لتمنع عنه صوتها والذي كان يناديه منذ دقائق ليستيقظ ولكنه قد عاد للنوم مرة أخرى
ذهبت باتجاه الفراش زافره بحنق من تصرفاته ثم انحنت بجذعها ناحية تهزه بضيق قائلة
اصحى بقى يا عمر ايه هتقضي اليوم كده نايم وبعدين أنت مش عندك شغل ياخي
لم تلقى منه إجابة فقط تململ بضيق في نومته يوليها ظهره لتنهره هي بحدة قائلة وهي تسحب من عليه الوسادة والغطاء
ياخي قوم بقى بلاش كسل الله دي المرة التالته اصحيك فيها
أطلق زفيرا حادا مظهرا فيه مدى ضيقه ثم هتف قائلا ومازال أثر النعاس عليه
حاضر يا حبيبتي هقوم أهو
وضعت يدها أمام صدرها تقف أمامه مضيقه عينيها تعلم أنه ېكذب لتذهب فقط ولكن لا لم يحذر
مش متحركة من هنا غير لما تقوم تدخل الحمام يا عمر
ضغط بأسنانه على شفتيه بغل وهو يعتدل بجلسته ناظرا لها ثم وقف على قدميه زافرا بحدة دافعا إياها بكتفه العريض بينما هي أسرت ضحكتها بداخل جوفها من أفعاله
بعد دقائق من وقت دخوله إلى المرحاض يجلس الآن مقابل لها على طاولة الطعام الخاصة بهم يتناول طعامه بهدوء مع حديثهم القليل
هتفت سائلة إياه بهدوء بعد أن ابتلعت ما في حلقها
هتروح المعرض ولا لا
أجابها قائلا وهو يلتقط حبة من الزيتون
لا هروح الشركة لمصطفى
اردفت مبتسمة وهي تنظر له
حلو علشان توصلني معاك عند ماما وأنت جاي تعالى خدني
نظر لها باستغراب سائلا إياها بسخرية متهكمة
ماما ايه يا ياسمين هو أنت مش كنت هناك أول امبارح ولا هو المفروض أنك تروحي كل يوم
زفرت بضيق مجيبه إياه بفتور
ماهو أنت بتمشي كل يوم من دلوقتي وبترجع متأخر وخصوصا لما بتروح الشركة قبل المعرض وأنا ببقى لوحدي يبقى تاخدني أقعد هناك لحد ما تخلص اللي وراك وبعدين ماهو البيت مش بعيد دول خمس دقايق بالعربية
وقف على قدميه ملتقطا جاكيت بدلته من على المقعد المجاور له ثم قال بنفي
مش النهاردة أنا عندي مشوار مع مصطفى ومش هعرف اخدك
وقفت سريعا هي الأخرى ممسكه بيده عندما وجدته يهم الذهاب
طب ابقى ابعتلي تاكسي مش لازم أنت
نظر لها بحدة ثم هتف وهو يفلت يديه منها
قولت لا يبقى لا
زفرت بضيق شديد ثم جلست على المقعد مرة أخرى بينما هو ذهب خارج المنزل وأغلق الباب خلفه.

نطق باسمها تلقائيا غير مستوعب ما يحدث وهو يراها تقف أمامه تتطلب منه الدلوف
سما... اتفضلي
دلفت بخجل يظهر جليا عليها
 

تم نسخ الرابط