رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
المحتويات
فيه إن هو المظلوم
و رسلان يا جيهان
بهتت ملامحها وهي انكشف السر الأخر وعلى ما يبدو أن ملك أخبرته بالأمر حتى تظل أمامه دوما ملاك.. حقا كل يوم يزداد كرهها لها بل وتحقد عليها وتتمنى أن تظل طيلة حياتها هكذا من رجل إلى آخر دون أن تعرف لها طريق وحياة
ملك هي اللي قالتلك
واردفت پحقد لم تستطيع السيطرة عليه
امتقع وجهه وقد ازداد غضبه وهو يستمع لحديثها عنها ولم يشعر إلا بصړختها بعدما قبض فوق ذراعها المكدوم
دراعي يا جسار حرام عليك
كل ما احط ليكي عذر يا جيهان الاقي كل حاجة بتظهر قدامي لدرجادي أنا كنت أعمى ومغفل
دفعها عنه فاسرعت نحوه تلتقط ذراعه
ولكن جسار كان يفتح الباب دون أن ينظر إليها..شهقت بسمة فزعا بعدما ارتطم جسدها بجسده فرمقها بمقت يقبض فوق ذراعها بقوة
هتوقع إيه من واحدة زيك غير التصنيت
جرها خلفه دون توقف ولم يعبئ بصړاخ جيهان كانت بسمة مصډومة مما سمعته وما يحدث.. فهو يجرها خلفه رغم أنه أتى بها لهنا حتى تعمل لدي زوجته
أنت بتجرني كده ليه
ترك ذراعها يدفعها داخل المصعد
اخرسي مش عايز اسمع ليك صوت بدل ما أبلغ اخوكي بمكانك ويجي ياخدك واخلص من مصيبتك
ابتلعت بسمة لعبها وتراجعت للخلف پخوف ففتحي شقيقها لن يرحمها خرج من المصعد فاتبعته وهي لا تعرف إلى أين ستذهب معه وعندما توقفت أمام سيارته نظرة إليه
لم يعطيها جواب بل صعد سيارته ينتظر دلوفها.. طالت وقفتها كما طال إنتظاره فعاد صراخه يتعالا
أنت غبية ما تركبي ولا أنا غلطان.. الأفضل اسيبك تغوري في ستين داهية
دلفت بسمة للسيارة خشية من قراره الاخير.. فهي لا تريد منه إلا مأوى اما العمل فستدبر حالها اندفع بسيارته وهي مصډومة من تلك الحالة التي اصبح عليها ودون أن تشعر وجدت نفسها تهمس وهي تتذكر كيف تغيرت ملامحه بعدما غادروا المصعد قبل دلوف الشقة وقد وقف يحدق بهاتفه بعد أن تعالا رنينه بنغمة قصيرة
كان جسار يشق الطريق پجنون يتفادي السيارات بسبب سرعته.. فاتسعت عينين بسمة وهي تري السيارة القادمة نحوهم
العربيه هتخبط فينا ھنموت
تفادي جسار السيارة فتنفست الصعداء لكن سرعان ماعادت لهيئتها المذعورة
هتدوس الراجل هتدوس الراجل الراجل ماټ
التقطت أنفاسها بصعوبة بعدما توقفت السيارة أخيرا
الحمدلله ممتناش
القت بنظراتها نحوه بعدما استند بظهره فوق السيارة قطبت جبينها وقد عاد الفضول إليها
إيه اللي حصل.. ما كان عايز يدي فرصه لمراته.. الصراحة هي ست حلوة اوي تستاهل الفرصه بس شكلها مش محترم ديه قبلتنا بقميص نوم ميتلبسش.. مش جوزها يا بسمة أنت إيه اللي بتحكي فيه ده
عادت تخاطب حالها وقد تناست وجودها بالسيارة وعدم فهمها لشئ
بس هو مكنش موجود لبساه بقى لمين.. لا لا هي شكلها اصلا مش مؤدبة لا وصابغة شعرها
مجرد لقاء واحد وقد التقطت كل شئ من تفاصيل جيهان ..
نظرت نحو مرآة السيارة حتى ترى هيئتها هي الأخرى فلم تستمر بالتحديق بملامحها لأنها دوما تنظر لحالها بعين النقص زفرت أنفاسها دفعات متتالية تزم شفتيها تذمرا فما الذي دفعها لتقحم هذا الرجل في مصيبتها وهو لديه الكثير من العقد.
قررت الخروج إليه بعدما طالت جلستها لطم الهواء وجهها فشعرت بالأنتعاش وهي تنظر حولها ولكي تجعله ينتبه عليها كانت تتبع طريقتها التي تراها مناسبة
يا سلام الجو جميل اوي محتاج كام سندويتش وازازة عصير وحاجة نفشرها ونستمتع..
أنتبه جسار على حديثها بعدما خرج من دوامة أفكاره وتلك الرسالة الطويلة التي بعثها إليه رسلان يخبره بما فعله ويطلب منه مسامحته بالطريقة التي يراها...
لم ترى بسمة منه أي بادرة إنه أستمع لحديثها.. فاستمرت في إلقاء كلماتها
إيه ده البحر هناك اه..
شايفه نفسك في صحرا ده أنت في اسكندرية
تمتم أخيرا فابتسمت هي ولكن سرعان ما أنبت حالها واخفت ابتسامتها
خليني اشوف هوديكي فين
انتبهت على حالة الأعياء التي أصبح عليه فاقتربت منه وقد أطرقت عيناها ندما لعبئها عليه
شوف أنا عارفه إن عندك مشاكل كتير ومش ناقص مشكلتي أنا بس محتاجة مكان اقعد فيه.. حتى لو أوضه بس اتحامي فيها من الشارع ومش عايزة حاجة تانيه منك.. أنا متعودة أتمرمط
ودمعت عيناها وهي تتذكر والدها ودفئ فراشها
بس متعودش على نومة الشارع
غز قلبه بعض التعاطف فاطرق رأسه يدلك جبينه إرهاقا
اكيد سمعتي كلامي أنا وجيهان يعني عرضي ليكي أنتهي لأن خلاص أنا وهي مفيش حاجة تقدر تصلح بينا اللي حصل
اماءت برأسها فلمعت عيناه بقسۏة وهو يتذكر كيف استغفلته منذ البداية
الكلام اللي سمعتي ميطلعش بره وأنا عند وعدي هساعدك
أسرعت في مسح دموعها تنظر إليه تقسم له بصدق
لا متخافش سرك في بير
تأملها للحظات وهو يشك في وعدها
ليا صديق عنده مطعمهطلب منه يشغلك
فلمعت عينيها فها هو قد وجد لها عملا
طب وهعيش فين
طالعها في صمت مفكرا ولكن احتفظ بجوابه وهو يصعد السيارة مشيرا إليها بأن تصعد هي الأخرى.
...
بهتت ملامحها وهي تستمع لعرضه المخزي دون رحمه كان مسترخي في حديثه وكأنه يعرض صفقة عمل وليس زواج.
أطرقت جنات عينيها نحو فنجان القهوة الذي نظرت إليه بمرارة وتمنت لو كانت قهوتها سادة المذاق حتى تتجرعها دفعة واحدة لترثي معها حالها
شايفك ساكتهأقول العرض عجبك..
هتف كاظم عبارته بعدما اعتدل في جلسته يرمقها بكبر رفعت جنات عينيها نحوه تنظر لجمودة ملامحه ولذلك الكبر الذي يطغى عليه..حاولت الثبات والعودة لجنات التي تعرفها جنات التي تأبى الاذلال وبصعوبة كانت تجلى حنجرتها تهتف بمرارة لا تعلم سببها
ليه كل ده أنت مش محتاج فلوس..
طالعها متهكما ثم أسبل جفنيه يستند على الطاولة
كويس إنك عارفه إني مش محتاج فلوس بس اللي متعرفهوش عني إني مبحبش حد ياخد مني حاجة من غير رغبتي او يقف ليا ند وأنت أختارتي اللعب مع الشخص الغلط
ده حق أبويا واظن والدك اعترف ليك إنه فعلا اخد حقه
ضحكة ساخرة خرجت من بين شفتيه فتراجع للخلف يستند بظهره على المقعد ومازالت ضحكته تعلو وكأنها القت نكته على مسمعه وليست حقيقة
جودة باشا اعترف بالحقيقة لأنه مبقاش يملك الأرض الأرض ديه ملكي أنا..مشتريها منه يعني حقك عنده هو مش عندي
الجمها حديثه للحظات ولكن سرعان ما كانت الحقيقه التي تغافلت عنها حينا جمعت بعض المعلومات عن تلك العائلة ټقتحم عقلها.. ف كاظم النعماني يعتبر هو المتحكم في زمام الأمور جميعها
سأم من صمتها ينظر نحو ساعة معصمه وقد ضاق صدره
أتمنى أسمع قرارك في أقرب وقت بس لو رفضتي العرض يبقى ترضى ب التلاته مليون واتمنى مشفوكيش تاني وتنسى صيلتك بالعيلة
شعرت بالمهانة وهي تستمع إليه.. فتبدلت ملامحها المستكينة لملامح واجمة حانقه
ميشرفنيش إن يبقى ليا صلة بعيلة بتسرق حقوق الناس
تجمدت عيناه نحوها بعدما القى بالمال فوق الطاولة
القرار معاكي يا أنسه جنات يا اما الفلوس او عرض الجواز
غادر كاظم المكان حانقا لا يصدق إنه عرض الزواج على
متابعة القراءة