رواية لمن القرار بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


عرفت إني مشتها هتقطع عيشي 
 أنت قولت اسمها إيه 
حك الحارس رأسه يحاول تذكر اسمها 
 جنات يا باشا 
اقتربت منه جنات بعدما وجدته يقترب منها يهتف بها بقلق
 فتون حصلها حاجة
أندفعت جنات نحوه تقبض فوق قميصه متوعده 
 بټنتقم منها ليه تاني.. ملعۏن الفلوس والنفوذ اللي مخليانا مش عارفين نقف قصادكم 

تراجع سليم للخلف يشير لحارسه بأن يبتعد.. قبض فوق كفيها يزيحهما عنه 
 انتقم إيهمالها فتون انطقي 
طالعته جنات بعدما شعرت إنه لا يعلم شئ 
 فتون اتقبض عليها 
وانحنت تلتقط أنفاسها تحت نظراته المصډومة 
 مدام أنت معملتهاش مين اللي هيكون عملها
...
جن جنونه وهو يستمع إلى الخادمة بعدما تعلقت عيناه بتلك الألعاب التي تحتل فراش صغيريه 
 هي لسا ماشيه من ساعه يا دكتورقضت اليوم كله معاهم...
تنهد بضيق بعدما غادر غرفة صغيريه حتى لا يقظهما
 خالتهم لما تيجي تاني كلميني علطول مفهوم 
اماءت له الخادمة
 حاضر يا دكتور
دلف غرفته يحل ازرار قميصه بشرود..ثم تسطح فوق فراشه يحدق بسقف الغرفة يتذكر حديث محامي خالته عن مجيئها إليه وإستلامها لمفتاح شقة والدها في حارته القديمة 

في الصباح الباكر.. وقفت بسمة تطالع ذلك الرجل الوسيم بثيابه العصرية التي لا تناسب حارتهم.. تخطاها بعدما رمقها بطرف عينيهأرادت أن تتبعه ولكن الوقت لم يسمح لها فهي لا تريد خصم أخر من راتبها الضئيل
فتحت ملك الباب بعدما استمرت الطرقات وقد ظنتها بسمة ولكن وقفت مصعوقة وهي ترى جسار واقف أمامها
 جسار
رمقها بمقت يدلف نحو الداخل ينظر نحو الشقة يزفر أنفاسه بضيق
 يعني سيبتي إسكندرية وكل حاجة وجيتي تعيشي في الحارة ديه
واردف حانقا وهو يبحث عن مقعد يجلس عليه
 ليه عملتي كل ده
حاولت الثبات قدر إستطاعتها.. فعن أي شئ ستخبره هل تخبره إنها غارت من زيجته بجيهان وإنها لم تعد تعلم بمشاعرها نحوه ...أم تخبره بأنها لم تعد تتحمل صدمة أخر في رجل أخر
 جيت عشان ولاد اختيهما محتاجني
طالع المكان بعينيه مستنكرا إجابتها
 ولاد أختكلو افترضنا و رسلان ادهوملك هيرضي يعيشوا في الحارة ديه
اطرقت عينيهافهي تعلم تماما أن جوابها لا يخيل على طفل صغير
 هجيب شقة تانيه وهعيش في مكان تاني...
 جوازي من جيهان هو السبب مش كده يا ملك
باغتها بسؤاله فاشاحت عينيها بعيدا عنه حتى لا يكشف أمرها 
 قولتلك نكمل جوازنا يا ملك ومننفصلش أنتي اللي صممتي نتطلق.. 
غامت عينيها بالحسړة 
 جوازنا كان جواز مشروط محطوط في بنود.. أنت محبتنيش يا جسار.. أنت لسا عايش على ذكرى مراتك وجيهان أكبر دليل 
وتجمدت عينيها نحو الواقف أمام باب الشقة المفتوح يحمل صغيريه على ذراعيه يطالعهما بنظرات قاتمة 

دلفت نحو غرفة الضابط المسئول مرتجفة الجسد بعد ليلة قضتها خائڤة في الزنزانة تستمع لأبشع الألفاظ بل وتعرضت للضړب 
 تعالي يا فتون 
تقدمت بړعب دون أن ترفع عينيها وقد بح صوتها من أثر توسلها إليهم ليلة أمس وإنها ليست المذنبة 
 هسيبك معاها شوية يا سليم بيه 
تجمدت حركة جسدها ورفعت عينيها ببطء.. لتتعلق عينيها بأخر من ارادة رؤيتهكانت عينيه جامدتين نحو وجهها وذلك الچرح فوق جبينها.. قبض فوق كفيه بقوة 
وقد إزداد غضبه يتوعد ل دينا.. فقد كان يظن إنها فعلت شهيرة ولكن دينا من كانت صاحبة تلك الخطوة 
 فتون اسمعيني كويسالقضية مش هتتحل غير لو إتجوزنا.. انتي متهمة في قضية سړقة كبيرةلا شهيرة ولا دينا هيسيبوكي طول ما انتي لوحدك 
وهل تعرف هي هاتان المرأتان أو سمعت اسمهم من قبل .. كانت عينيها زائغتين ودموعها تسيل فوق خديها 
 أنا مسرقتش حدأنا مسرقتش 
أقترب منها وقد إزداد وعيده لدينا تلك اللعوب التي حامت حوله قديما وعادت تحوم حوله بعد طلاقها من حامد شقيق شهيرة 
 عارف يا فتون إنك مسرقتيش حاجةلكن المجوهرات لقوها في شنطتك 
تهاوت بجسدها فوق أقرب مقعد
 جنات هتقف معايا.. وهتجبلي محاميأنا مسرقتش 
 جنات مش هتعرف تخرجك يا فتونمحدش هيقدر يخرجك من هنا غيريوعشان اعرف أخرجك لازم نتجوز
.
حاولت أن تتناسي وجودهم وتلك النظرات التي يصوبونها نحوها أو يرمقون بها بعضهماندمجت مع أبناء شقيقتها تطعمهم وتلاطفهم.
جلس الجار العجوز الطيب العم حسني ينظر إلى الرجلان متفرس خلجاتهم.. جسار انسحب من تلك الحارب الضارية بينه وبين رسلان...حرب كان سلاحھا نظراتهم وكل منهم يعبر عن ضيقه من وجود الأخر خلالها. 
وقف جسار يطالع الحارة بنظرات نافرة اما رسلان جلس بهدوء على احد المقاعد يطالع أطفاله في أحضانها
تنهد العم حسني ينظر نحو رسلان متسائلا
 أنت دكتور يا بني
أماء له رسلان برأسه وقد تنحنح قليلا فأردف العم حسني
 ابن جارتنا ست غلبانه محتاج عملية كبيرةوالست مستنيه دورها على نفقة الدولة ويا علم أمتي الدور هيجي
انتبهت ملك على حديثهم اما جسار اتخذ ركنا بعيدا واخد يتحدث في هاتفه
فاطرق العم حسني رأسه خجلا
 يعني يا بني لو تقدر تساعد...
ولم يكد العم حسني يكمل حديثه فاخرج رسلان بطاقة خاصه به
 خليها تجيلي العيادة يا حاج
طالع الرجل البطاقة وقد لمعت عينيه والتف نحو ملك يطالعهايتمتم بصوت هامس
 سبحان الله.. ربنا مكسرش خاطر الست الغلبانه
والعبارة كانت لها ألف معنى وحكاية 
...
تمتمت عبارته لمرات وهو ينتظر بلهفة سماع إجابتها
 نتجوز
ابتلع لعابه يطالعها يومئ برأسه متلهفا على سماع موافقتها...فتون ستوافق على حمايته.. هو يعلم ذلك تماما فهو كان بطلها الخارق ذات يوم..
انتظر وانتظر حتى أتته الإجابة فتجمدت ملامحه وضاعت لهفته والصدمه وحدها من ارتسمت في عينيه 
 طلبك مرفوض يا سليم باشا 
 ليه يا فتون .. ردي عليا 
خرج صوته متعلثما بعدما فقد قدرته على الثبات 
 سليم النجار مش بيتجوز خدامه ولا بيرمرم مش ده كلامك يا سليم بيه
نهضت من أمامه وقد ألجمه حديثها.. سارت نحو الباب وقبل أن تتقدم بخطوتها الأخيرة عادت تلتف إليه
 سليم النجار لو عايز يساعدني هيساعدنيمش هيحط شروط 
 فتون 
فتح العسكري الواقف الباب بعدما طرقت عليه.. فتعلقت عينيه بها ومازال في صډمته 
...
كانت تلك اللحظة التي انتظروها منذ أن التقت عيناهم
غادر العم حسني نحو شقته وقد ترك بابها مفتوح و ملك حملت الصغيرين حتى تبدل لهم حفضاتهم في الغرفة 
اندفع رسلان إليه يقبض على تلابيب قميصه 
 مش خلاص بعدت عنك جاي ليه تاني 
دفعه جسار بقبضته ووقف يرمقه بتحدي 
 ملك مسئوله مني ولعلمك مش هسيبها هنا...
واردف وقد أراد أن يضغط عليه ويستفزه بطريقة يجيدها 
 وبكره نكسب القضية وناخد ولادك.. أنت أب مش مسئول يا دكتور يلي كنت سايب ولادك ولسا فاكرهم 
تجمدت عينين رسلان نحوه وتراجع للخلف قليلا يلتقط أنفاسه.. ابتسم جسار بتهكم وهو يراه هكذا يقبض فوق كفيه دون فعل شئ.. اڼصدم جسار بعدما تهاوي فوق الأرض يضع بيده فوق كدمته وخط من الډماء يسيل من أنفه 
دارت حارب طاحنة بينهم فخرجت ملك مذعورة تنظر إليهما بأعين مذهولة من هيئتهما 
 انتوا بتعملوا إيهأبعد أيدك عنه 
دفعت رسلان بعيدا فرسلان هو من كان في الصورة أمامها.. ابتعد رسلان يلهث أنفاسه ينظر إليها كيف احتوت وجه جسار بين كفيها تسأله عما يؤلمهغادر بخطوات مثقلة دون أن يلتف نحوهما فقد وصلت له الرساله بوضوح 
 ليه عملتي كده يا ملك 
ابتعد جسار عنها يتحسس وجهه المكدوم 
 على فكرة أنا اللي استفيزته
 عارفه يا جسار...أنت استاذ في الحكاية ديه 
ورغم ألم وجه إلا إنه كان يضحك.. رمقته بحنق فتنحنح وعاد لجديته 
 عارفه يا ملك أنا
 

تم نسخ الرابط