رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
المحتويات
حول نفسه ينظر نحو الدرج.. إنه يقاوم ذلك الشعور الذي يدفعه للصعود إليها
بشمهندس محمود مدرس بسمه في المعهد..
سكنت ملامح وجهه وقد تهللت اسارير السيدة سعاد بعدما تذكرت أخيرا هذا الرجل
مش قولتلك يا بني عينه من بسمة شوف عشان غابت عن حصصها أسبوعين جيه يسأل عنها ومستحملش غيابها
تجمدت السيدة سعاد في وقفتها تراه وهو يصعد الدرج بخطوات عجولة دون أن يهتم ببقية حديثها
توقف مكانه ساكن الحركة
يزفر أنفاسه رويدا رويدا بعدما فتح باب الغرفة
انخمدت تلك النيران المشټعلة داخله فعن أي وعيد يتوعده لها.. وهو من كان يخبرها أن حياتها الخاصة ملك لها وأن زواجهم ما هو إلا فترة مؤقتة
هل اهتم يوما أن ينظر في اصبعها الخالي من خاتم الزواج هل فكر أن يعرف بماذا تخبر الناس عن حياتها بسمه الفتاة أم بسمة الزوجة المؤقتة في حياة رجل يرفضها في عالمه
اطبق فوق جفنيه لعلا يمنح عقله السلام من ذلك الصراع الذي صار يعيشه بعدما زالت الغشاوة عن عينيه وقلبه
استدارت إليه بعدما انتبهت على وجوده بالغرفة وعادت تنظر للمرآة تكمل تمشيط شعرها الرطب بفتور
أصوات أنفاسه الهادرة اخترقت أذنيها ولكنها ظلت مثله واقفة مكانها تمشط شعرها فى شرود.
خليني اسرحهولك يا بسمه..
لم ينتظر منها أن تمنحه قبولها بل بادر بأخذ المشط منها.. وببطئ اخذ يحرك المشط الذي تشابك مع خصلاتها
عيناها تعلقت بأنعكاس صورته وقد ازداد قربه منها حتى يتمكن من تمشيط خصلاتها
خرجت الكلمات منها بالصعوبة تغمض عيناها تتذكر سخرية فتحي الدائمة عن شعرها المجعد
توقف يده عن عملها ينظر إلى عينيها المغلقتين وضغطها بقوة على طرفي شفتيها حتى تمنع ارتعاشهم
مين قالك إن شعرك وحش يا بسمه بالعكس شعرك جميل وطويل..أنت جميله يا بسمة بجمال خاص بيك لوحدك
احتضن كفه خصلات من شعرها يرفعهم نحو أنفه يستنشق رائحة الغسول المنبعثة منه
فتحت عيناها لترى صورة الرجل الذي اقترب منها لتتجمد عيناها وهى تراه واقف أمامها
أصابه الجمود من شدة الصدمة وهو يراها تنتفض مبتعدة عنه وكأنها فاقت للتو من تلك الغيبوبة التي يأخذها إليها عقلها
هو راح فين
بنبرة متعلثمة مهزوزة خرج الحديث من شفتيها تدور بعينيها هنا وهناك
كان شبهك صوته زي صوتك لكن مكنش أنت
إنها عادت تتحدث تتحدث بكلمات أډمت قلبه..
مافيش غيرنا في الأوضة يا بسمة..
اقترب منها فاخذت تتراجع مبتعده عنه وقد علقت عيناها بالمشط الذي قبض عليه بيده المچروحه
ازدرد لعابه في مرارة فعيناها النابضتين بالحياة انطفئ بريقهم..
أنا خذلتك زيهم لكن ڠصب عني أنت ډخلتي حياتي في الوقت الغلط.. كنت بنتقم فيكي من نفسي ومن جيهان.. جيهان اللي دفعها رسلان في حياتي عشان يرجع ملك ليه.. جيهان كانت شبه مراتي يا بسمه حاولت اعيش معاها اللي كان نفسي أعيشه مع ريماس.. كل حاجه في حياتي خسرتها لكن المرادي مش هخسر تاني يا بسمه.. انا فعلا غبي لأني فاكر ديما عقلي هو اللي صح في اختياراته..
جسار ابن عبدالرحمن الراجي لازم يختار كل حاجه مميزة يدخل الشرطة عشان يفضل اسم العيلة ديما مرموق ويبقى زي باقي أفراد العيله اختياره للزوجة لازم يكون مميز ما هو مش أي حد هو جسار الراجي..عقلي رفضك يا بسمة رفضك في كل مرة كان قلبي بيحركني ليكي.. قلبي شايفك البنت الشريفه بنت كبرت قبل أوانها بنت بتحلم تلاقي ابسط حقوقها في الحياة اختارتي ليه واحد زي يا بسمه يدمرك بغروره
انسابت دموعها وهى تراه يغادر الغرفة تتهاوى بجسدها فوق الفراش تنظر ليديها الخاويتين هى لا تحمله ذنب ما عاشته..هى من اختارت دخول حياته.. تمنته ليالي طويلة في أحلامها.. تمنت أن تكون له حتى لو لمرة واحده ثم تغادر بعدها حياته وهاهو الحلم صار حقيقة لكن حقيقة مؤلمة
....
دفعها كاظم داخل السيارة يغلق الباب بقوة لا يريد سماع كلمة أخرى منها
صوتك مسمعهوش يا جنات سامعه
ابتلعت حديثها بصعوبة ترى الډماء تنساب من فوق جبينه لا تصدق ما حدث بالداخل..
طيب خليني أسوق بدالك
انطلق بسيارته بعدما زجرها بنظرات قوية فازدردت لعابها تستمع لسبابه
أنا فعلا استاهل قلة القيمة عشان بقيت بمشي ورا الستات والأستاذ تاني يحل مشاكله لوحده بعد كده.. علاقه فاشلة حطيني فيها..
أنت تخرسي خالص
أنا متكلمتش يا كاظم جرتني وراك قبل ما اطمن على فتون ومعترضتش..
ازدادت سرعة السيارة فاسرعت في تكميم فمها حتى لا يخرج حديث منها لا يعجبه
الصمت كان أفضل حل لهم إلى أن وقفت السيارة أخيرا فأسرعت في مغادرة السيارة تلتقط أنفاسها الهادرة لا تصدق إنها خرجت من هذه السيارة بسلام
عيناه علقت بها وهى تهرول وقد فارت دمائه يتذكر ما حدث في منزل سليم النجار
اندفع خلفها فسقط الهاتف منها قبل أن تضغط على زر الاتصال وتهاتف فتون لتخبرها أن لا تهتم بأمر هذا الرجل وتتركه إليها
لو كان في إحترام ليا.. كنت اول ما قولتلك نمشي.. كنا مشينا.. لكن لازم تقفي وتجادلي.. الكلمه اللي اقولها بعد كده تمشي من غير جدال
تراجعت للخلف في توجس تحاول إلتقاط أنفاسها
ردي
حاضر يا كاظم
حوار أمير والاميرة خديجة النجار ملناش دعوة بي يحلوا مشاكلهم بنفسهم ولا لينا دعوه بسليم النجار ومراته
التصقت جنات بالجدار خلفها ټصارع خۏفها من هيئته المرعبة.. تنظر لكدمة جبهته
مشكلة فتون اتحلت...
ابتلعت بقية حديثها تغمض عيناها بقوة بعد صراخه
أنا قولت إيه
قولت ملناش دعوه بحد
فتحت عيناها لتطالع نظراته القاتمة نحوها استدار بجسده راغبا أن يخرج حنقه بشئ أخر ولكن توقف مكانه ينظر إليها بعدما ألتقطت ذراعه
خليني احطلك حاجه على الکدمة
لانت ملامحه قليلا وهو يرى اهتمامها به بعدما تحركت اناملها بخفة نحو كدمته
خفت شوية
زفر كاظم أنفاسه بقوة فكيف له أن يذهب لعمله غدا ويجتمع بموظفينه بتلك الکدمة
اشاح وجهه عنها فاقتربت منه أكثر بعدما أزالت علبة الإسعافات الأولية من جانبها
طيب قولي اصالحك إزاي
رمقها بنظرة خاطفة قبل أن ينهض من فوق الفراش ويترك لها الغرفة
أنا مكنتش عارفه إن كل ده هيحصل.. أو إننا هنقابل الست ديه هناك..
احتقنت ملامح كاظم فها هى عادت تذكره برؤية منال وكيف علقت عيناها بهم بأستخفاف
عجبك بقيت زوج الست بقيت في وضع سخيف..قولتلك خلينا نبعد عن الطرفين.. لكن أنت
متابعة القراءة