رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
جهله في تقطيع حبات الطماطم وكم التوابل التي يضعها دون أن يهتم بنكهة ما يضع
قولتلي هتوريني سليم النجار راجل تاني خالص في المطبخ مكنتش فاكره إنك طباخ فاشل يا حبيبي
تعالت ضحكاته وهو يستمع لنعتها له بالفشل يحشر شريحة الطماطم بفمها
حببتي مش لازم أكون ناجح في كل حاجه.. غير إن قولتلك هبهرك وشايف إنبهار في عينك فظيع
بعد الضحكة ديه قلبي مش هيستحمل غير إن إحنا عشان اصالحك واكيد مش هنتصالح في المطبخ
غمزه بمكر تفهم تماما مقصده طالعها في صدمة وهي تضع يدها فوق صدره تدفعه قليلا
ما أنت صالحتني خلاص مش محتاج تصالحني بزياده
هما قالولي اختلاط الستات ببعضها نتايجه وحشه لكن أنا مصدقتش
وسرعان ما كانت تضيق عيناه مستطردا
فتون هو أنت بتحلوا مشاكل إيه في الجمعيه
ابتسمت بسعاده وهي تتذكر تلك الرساله التي باتت تخبر بها أي سيدة ضعيفه
إزاي نكون سيدات صاحبات رأي وشخصيات قويه ولا ننساق خلف الرجال
هو أنا إيه اللي عملته في نفسي
غمغم بها لا يصدق إنه أخفق في أختيار المكان الذي أراد فيه تغير شخصية زوجته
بتقول حاجه يا سليم
ارتسمت ابتسامة واسعة فوق شفتي سليم ينظر لمعلقة الطعام التي تحملها
..
انهت عشائها معه في صمت مطبق تتحاشا النظر إليه كما فعل هو الأخر...تسألت داخلها لما كل هذاالتوتر الذي تشعر به
ألمتها معدتها وهي تجد الإجابه التي تعلمها وستقهرها ذات يوم حينا تغادر حياته.
إنها مازالت مفتونه بهذا الرجل تتمنى لو نظر لها بتلك النظرة التي سمعت عنها يوما
عضت فوق شفتيها في قهر وانسابت دموعها فهل عاد قلبها مرة أخرى لأحلام قټلتها داخلها.
حلقة وراء حلقة كانت تشاهدها من سلسلة أحدى المسلسلات الأجنبية التي استمعت عنها من إحدى زميلاتها بمعهد اللغة
توقف جسار في شرفة غرفته ېدخن بضيق فتجاهلهم لبعضهم اليوم لا يوضح له إلى رساله واحده
سحق سيجارته تحت حذاءه مقررا الذهاب لغرفتها فالساعة تجاوزت العشرة مساء بقليل
طرق الغرفه بضعة طرقات يستمع لصوت ما تسمعه وقد ظن إنها لا تسمع طرقاته بسبب شدة الصوت
دلف غرفتها فوقعت عيناه عليها وهي غافية وجوارها الحاسوب الذي كاد أن يسقط أرضا من زحزحتها ناحيته
التقط الجهاز ينظر لما تشاهده فضاقت عيناه وهو يرى ذلك المسلسل الذي يعرفه تماما مسلسل رومانسي به الكثير من اللقطات العاطفيه.
أغلق الحاسوب ينظر إليها وقد بدأت المخاۏف تقتحمه
معقول بسمه تكون.. لكن هي عارفه إن نهاية جوازي منها الإنفصال أي شعور ناحيتها تعاطف مش أكتر. حاله وبساعدها صحيح غلطت في جوازي منها لكن أه ارتحت من أي إشاعه ممكن تطلع عليا لأنها عايشه في بيتي
تلملمت بسمه فوق الفراش تبحث عن الغطاء أسفلها بعدما شعرت بالبرودة
طالعها وهي مغمضة العينين تجذب الغطاء حانقة لأنه علق في ساقيها
اقترب منها يخلص ساقيها منه ويجذبه برفق فوقها ولكن عيناه بنظراتها الناعسة وقد فتحت عيناها للتو تنظر إليه بأبتسامة واسعة ترفع كفها نحوه تلمس خده القريب ومازال النعاس يحتل جفونها
نامي يا بسمه أنا كنت خارج...
ارتفعت برأسها قليلا تنظر إليه بأبتسامة حالمه قبل أن تصبح يدها هذه المرة خلف عنقه و تجذبه إليها
ألجمته الصدمة وهو يشعر
يتبع
بقلم سهام صادق
الفصل الستون حتى الفصل الرابع والستون
الفصل الستون
_ بقلم سهام صادق
دلف غرفته حانقا من نفسه يفرك رأسه بقوة
جمدته الحقيقه التي أخبر بها حاله لن ېكذب على نفسه هذه المرة هو تجاوب معها شعر بتلك الرعشة التي لا ټقتحم الجسد إلا رغبة ولكن منذ متى ينساق نحو رغباته دون أن يسيطر عليها
لا لا مش معقول أكون بدأت أشوفها بالصورة ديه.. مش معقول
علقت عيناه بها وهو يراها واقفة أمام المرآة تنظر لهيئتها في ثوب نومها بلونه المميز.
تلاقت عيناهم بعدما اقترب منها ووقف خلفها ينظر إليها بتلك النظرة الدافئة التي تخبرها حقيقة واحدة أن لا أحد أحبها سواه
رسلان هو عائلتها الوحيدة مهما عصفت بها الحياة وضاعت في بؤسها لم تجد إلا هو جوارها يحارب من أجلها يبحث عن أي شئ يرضيها ويسعدها.
شعرت بيديه تلتف حول خصرها يخرجها من شرودها
صحي بعد ما حطيته على سريره ففضلت جانبه لحد ما نام تاني
تعب من اللعب طول اليوم
هتفت بها وقد ارتسمت فوق شفتيها ابتسامة ناعمة تتذكر ركض الصغير وصياحه بسعاده طيلة اليوم
كان مبسوط أوي النهاردة وأنا كمان كنت مبسوط يا ملك
عبدالله ملهوش ذنب في كل اللي عيشناه كان بيضحك ويجري النهاردة عشان إحنا حواليه وشايفنا مبسوطين
التمعت عيناه پألم ممزوج بالحنين فصغيره الحنون يشبهها
عبدالله طالع ليك يا ملك بيفكرني بيك وأنت طفله.. كنت زي الفراشة الجميلة وجودك ليه بهجة
أنت بتكذب يا دكتور أنا كنت طفله منطوية .. مها هي اللي كانت بهجة العيلة
اختفت ابتسامتها بعدما تمتمت بها وقد اقټحمت بعض الموافق ذاكرتها.
توقفت يديه فوق ذراعيها وقد أصابه الجمود حينا ذكرت اسمها وذكرته بصورة العائلة المثالية المترابطة.
ارتخى ذراعيه عنها فشعرت بجموده وابتعاده عنها
رسلان.. مها مكنش ليها ذنب في حاجة ..هي ضحېة
غامت عيناه بالظلمة فعن أي ضحېة تتحدث وما كشفه الزمن كان أبشع .. تشاركوا في إسحاره سعوا ليحبها بأعين يغشوها الظلام ويكرهها هي وكأنه لم يحبها يوما فلا أحد ضحېة إلا هي وحدها.
استدارت بجسدها نحوه بعدما وجدته يطالعها بتلك النظرة الخاوية يقبض فوق كفيه بقوة يعود بذاكرته لتلك الأيام الماضية بعدما فاق السائق وأخبره بتفاصيل لقائه بخالته
أنت قولت إنك مش هتأذيني يا بيه أنا هحكيلك على كل حاجه أعرفها
تمتم بها السائق وقد اقتحمه الندم بعد ذلك الحاډث وخروجه بأعجوبة من السيارة التي ارتطمت بها أحدى مقطورات النقل
من أول ما ركبت معايا وأنا كنت شاكك فيها حاسسه إنها مش طبيعيه
زفر رسلان أنفاسه حانقا من الإطاله في حديث سمعه من ضابط الشرطة وقد اوضحت كاميرات المراقبة تلك التفاصيل
قولت لظابط المباحث إنك ودتها لحارة قديمة تزور ناس معرفه إحنا ملناش معارف ولا قريب من مكان زي ده.. فياريت تقولي الحقيقه
ترقب رسلان خلجاته فازدرد السائق لعابه يظن ما يعتقده مجرد تكهنات فلم يخبر الضابط عنها
اخبره عن الحالة التي خرجت بها خالته بعدما قضت ساعه في ذلك المكان ثم دسها لشيئا ما في حقيبتها وعن ظنه إنها لها في أمور الدجل والشغوذة ثم إعطائه لها لرقم هاتفه إذا أحتاجته مرة أخرى
إتصالها به تلك الليلة تخبره عن إنتظارها له في ذلك المكان الذي أخذها منه ولم يكن إلا الشارع الخلفي بعيدا عن أنظار الحرس وقد الهتهم بذلك الحريق الذي اشعلته في إحدى الغرف المطلة على الحديقة.
توقف الرجل عن سرد تفاصيل هذه الليلة بكل صغيرة وكبيرة
أنت قولتلي أحكيلك كل حاجة بالتفاصيل يا بيه لكن ابوس أيدك متسجنيش أنا راجل شقيان وعلى باب الله وعندي كوم لحم ياريتني ما رديت على التليفون الليلة ديه.. كنت فاكر إنها توصيلة السعد وهاخد فلوس حلوه
قصدك تسرقها
بجمود تمتم رسلان فابتلع السائق لعابه.. فقد كانت نيته هذه الليله بعدما أخبرته ناهد إنها ستعطيه الكثير من المال ولكن عليه أن يوصلها لمدينة الاسماعيليه
الشيطان غواني ساعتها يا بيه ست غنية وهربانه بشنطة فيها فلوس و دهب قولت هاخد اللي يساعدني واسيبلها الباقي
لم يتحكم رسلان بأعصابه وانحني صوبه يلتقطه من عنقه
كنت شايفها مش طبيعيه ومعاها ولد صغير طبعا ساعتها مفكرتش غير في الفلوس.. ابني ماټ بسببكم
التمعت الدموع في عينيه وقد عاد الألم ينهش فؤاده.
سعل الرجل بشدة يحاول مقاومته
ليك حق يا بيه ليك حق قلبك يوجعك.. موتني لو هترتاح
غادر المشفى قاصدا ذلك المكان فماذا كانت تفعل خالته هناك أخذه الفضول خاصة بعدما أعطته شقيقته زجاجة بها ماء وجدتها الخادمة في غرفة خالتهم
أخبرته شقيقته نادمة إنها استمعت من قبل لسعي خالته في أمور السحر حتى تفرقه عن ملك و يحب أبنتها غير تلك الحقيقة المؤلمة التي افصحت له عنها
لقد وضعت خالته ملك في الملجأ ولكنها اعادتها بعد بضعة أيام.
رسلان
فاق من شروده على صوتها ينظر إليها يتذكر ما اباحت له عنه المشعوذة بعدما أخبرها بمكانته وقدرته على سحقها
خالته أتت لها حتى تجعله يكرهها ويعيش على ذكرى أبنتها وحدها وألا يكون له ذرية منها.. الماء الذي أعطته لها في الزجاجة وكان سينثر فوق ملابسهم وفراشهم كان سيتم به عقد الصفقة مع الأسياد.
رسلان أنت أكيد افتكرت عزالدين
عادت تهتف اسمه تسأله بمرارة بعدما طالت نظراته نحوها
خانتها دموعها رغم محاولتها المستميتة ألا تبكي أمامه بعدما اتفقوا أن يتعايشوا مع حدث.
حاول نفض رأسه من تلك الأفكار التي اقتحمته يرسم ابتسامته بصعوبة يمد كفيه نحو وجهها يمسح دموعهاثم
ضمھا إليه بقوة حتى توقفت عن البكاء
سليم اقترح عليا نروح عمره إيه رأيك
ابتعدت عنه غير مصدقة إقتراحه
بجد يا رسلان
تسألت بأعين دامعة فكيف تجاهلت أمرا كهذا سينسيها هموم الدنيا وستطيب فيه روحها
إحنا محتاجين ده يا ملك
اماءت برأسها مؤكده عائدة لحضنه
أنت عيلتي الوحيدة يا رسلان
مكنتش هحب ست غيرك مهما حصل
كفاية تفكير بقى
تمتم بها حانقا من أفكار عقله يلتف برأسه ينظر نحو شرفتها
علاقتنا معروف نهايتها ديه مجرد رغبه..أنا لازم ابعد كام يوم عن البيت ده الحل الوحيد عشان ارجع اسيطر على نفسي
فتحت عيناها على وسعهما لا تصدق ما كانت تحلم به إنها كانت بين ذراعيه يبثها بتلك المشاعر التي يعيشها الأزواج في علاقة كامله.
تدافقت الډماء في أوردتها فكيف خانتها أحلامها..
أسرعت في وضع يديها فوق عينيها تحاول مسح تلك التفاصيل من أمامها وكأنها علقت في خيالها
أكيد ده بسبب المسلسل لكن ليه احلم بالتفاصيل ديه.. وإزاي احلم بيها
أسرعت في الإعتدال من رقدتها تلطم جبهتها لا تستوعب وقاحة حلمها
أكيد أنت اټجننتي يا بسمة طول عمرك بتحلمي أحلام بريئة
اغرقت رأسها أسفل المياة.. تلتقط المنشفة ټدفن داخلها رأسها لتجفف المياة عنها
لطمت وجهها بالمياة حتى تخرج عقلها من خيالته
خرجت من المرحاض وسرعان ما كانت تتسع حدقتيها تنظر حولها في ذهول تحاول تذكر أخر شئ فعلته قبل أن تسقط غافية
فهي غفت جوار الحاسوب دون غلقه
معقول دادة سعاد هي اللي غطتني وقفلته وحطته على المكتب
تلملمت فوق الفراش الواسع تبحث عنه جوارها تحركت بيديها من الجهتين لتجد الفراش خالي..
حاولت طرد النعاس عن جفنيها المغلقين تفتح عيناها ببطئ بعدما استشعرت قوة الضوء الساقط عليها من الشرفة
سليم
هتفت اسمه وهي تحك فروة رأسها بأحد أيديها وباليد الأخرى ثبتت الغطاء فوق جسدها تسمع صهيل الخيل
فعلمت أين