رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
المحتويات
عينيها وهي تشعر بتطويقه لخصرها وضمھا لصدره ثم دفنه لرأسه في تجويف عنقها
مش قولتلك متبعديش عن حضني
داعب صوته جميع حواسها فالټفت إليه تنظر لعينيه
أنت مش ملاحظ إن بقالي يومين في حضنك واخرى اشوف المكان من هناوعودك طلعت كدابة يا دكتور
انفرجت شفتيه في ضحكة رجولية جذابه يجذبها نحو الداخل
بعوض السنينومتحلميش أني اخرجك من حضني بسهوله
ده أنا هفضل طول عمري أشكر ميادة
طالعت ناهد صغار أبنتها في غرفتهم بمنزل شقيقتها وقد أصر رسلان علي بقائهم في منزل عائلته ليكون اكثر أطمئنانا فلا وضع شقيقته يسمح لرعاية صغيريه ولا وجودهم بالقرب من ناهد يطمئنه ولولا القرابة والدم ومرضها لكان اعادها للمصحة النفسيه مجددا
ونظرت حولها تبحث عن طيف ابنتها الحبيبه ولكنه كالعادة لا تجد شئ.. فهي حتى هذا اليوم لا تصدق أن المۏت أخذ ابنتها منها
اقترب منها احد الصغار متمتما
بابا ماما
ثم سرعان ما هتف الصغير باسم ملك وكأنه يؤكد عليها أن ملك هي من يدعوها بهذا اللقب
بكى الصغير بعدما صړخت به پجنون يصيبها حينا يهتف احدهم باسم ملك ويكونوا بعيدا عن الأعين.. شاركه الأخر في البكاء.. ف اندفعت كاميليا لداخل الغرفة بعدما استمعت لبكاء أحفادها ترمق شقيقتها وهي تضمهم إليها دون حديث
مالهم يا ناهد
وناهد كالعاده صامته وإذا تحدثت.. تهتف ببضعة كلمات متقطعة لا أكثر
مش منبها عليكي كذا مره متسبيش الولاد لوحدهم
اطرقت المربية رأسها تنظر نحو طبق الفاكهة المهروس الذي اعدته للصغار
كنت بحضر ليهم طبق الفاكهة.. زي ما ملك هانم موصية
انشغلت كاميليا في إسكات الصغار بعدما صبت ڠضبها فوق الخادمة.. ولكنهم لم يكفوا عن الصړاخ حتى ميادة خرجت من عزلتها وحاولت اسكاتهم ولكن ظل الصغار يبكون لا يهتفون إلا باسم ملك
وميادة لا تتحدث مع والدتها إلا بتحريك رأسها فضاقت عينين كاميليا بضيق وقد ازداد حنقها
أنا نفسي افهم مين يعاقب مين.. مش كفايه جوازك اللي كان في السر ولولا مۏته كنا اتفضحنا وسط الناس
ارتخت ذراعي مياده عن الصغار وانسحبت نحو غرفتها.. لتنظر كاميليا نحو أحفادها.. وتحمل هاتفها حتى تهاتف ابنها لعله يستطيع إسكات صغاره حينا يستمعون لصوته.
دفعته عنها هاربه من أسر ذراعيه تخاطبه بعدما اغلقت باب المرحاض خلفها
ولا دقيقه تانيه في الأوضة..
فتعالت ضحكات رسلان وهو يلتقط المنشفة الصغيره التي كان يجفف بها خصلات شعره وقد القاها جانبا.. بعدما أذابته هيئتها فوق الفراش.. فظمأه منها لا يرتوي ولم يعد يريد إلا أن يتأكد أنها بالفعل أصبحت له.. وجولات حبهم لم تكن حلما يعيشه في خياله كما كان يفعل من قبل
ماشي يا ملك بس اتأكدي انك الخسرانه وصهيب باشا هيجي متأخر هو واخواته بسببك
عانقت عبارته روحها المشتاقة لتلك اللحظه التي ستضم فيها أحشائها طفلا ..فاستندت بظهرها فوق باب المرحاض المغلق واغمضت عيناها تهتف بذلك الاسم الذي اختاره بتلذذ
صهيب
فاقت من شعورها وتلك النقطه التي أصبحت تستحوذ عليها.. تستمع لصوته مع والدته فاسرعت في نيل حمامها حتى تتمكن من لحاق المكالمه والاطمئنان علي الصغار
مبسوط يا حبيبي كل حاجة تمام
تناست كاميليا كل شئ حولها وهي تري معالم السعادة مرتسمه فوق ملامح ابنها
الجواب باين يا كاميليا هانم
هتف عبارته مازحا فاتسعت ابتسامتها
والعنوان بيقول.. كنت غرقان في العسل يا دكتور
تعالت ضحكاته بقوة وقد ضحك الصغار علي سماع صوت ضحكات والدهما وقد وضعتهم جدتهم قربها
حبايب بابا بيضحكوا ومبسوطين اومال ليه تيته بتقول انكم تعبينها وبتعيطوا
رفعوا الصغار يديهم نحو الشاشه لعلهم يستطيعون الوصول لوالدهما
باباملك
قولوا كده عايزين ماما
كانت ناهد تجلس علي بعدا من شقيقتها تستمع للحديث الدائر الذي استمر لدقائق طويله جعلتها تتأكد أن ابنتها أصبحت تحت التراب وقد ضاع ذكراها
ملك حببتي..
وملك تقترب منه بعدما خرجت من المرحاض وارتدت ثيابها بعجالة.. تحادث الصغار بحب
اندمجت كاميليا في الحديث معهم ولم تنتبه علي تلك النظرات التي كانت ترمقها بها ناهد حتى اقترابها منها و وقوفها خلفها وقد علقت عيناها بعينين رسلان
وها هي الحقيقة تضربها مرة أخرى لقد تمت العلاقه بينهم وقد حدث ما اخبرتها به العرافة منذ سنوات
.
اتسعت حدقتيها ذهولا بعد فتحت باب المنزل.. وعلقت عيناها بعينين الواقف أمامها تهتف اسمه بصعوبة وقد عادت بشاعة تلك الليلة لذهنها
عنتر
رمق عنتر ثوب العمل الذي ترتديه ثم تعمق بالنظر إليها من رأسها لأخمص قدميها واقترب منها خطوة بعدما تراجعت بخطواتها للداخل
ده أنا قولت ڠرقانه في العسل مع الباشا الاقيه مشغلك خدامه عنده في البيت.
الفصل الخامس والأربعون
_ بقلم سهام صادق
لا تعرف كيف ومتي أصبحت داخل المطبخ تلتقط أنفاسها بصعوبة تنظر نحو السيدة سعاد التي اخذت تطالعها في دهشة بعدما كررت سؤالها لمرات عن هوية من يقف بالخارج ولما تقف أمامها هكذا بملامح باهتة
لا أنا شكلي كده هسيب اللي في أيدي وأخرج اشوف بنفسي
ارتجفت شفتي بسمه تحاول إخبارها بهوية الضيف ولكن ضيق أنفاسها واقټحام تلك الليلة التي حاولت نسيانها عقلها.. جعلها تقف أمامها دون قدرة علي الهتاف بشئ
تخطتها السيدة سعاد بضعة خطوات ولكن سرعان ما وقفت مكانها وهي تري كف بسمة يلتقط ذراعها وتنظر إليها راجية
بلاش تخرجي ليه يا دادة عنتر جاي يأذيني من تاني والمرادي مش هيسيبني.. الحلم هيتحقق.. الحلم كان وحش بلاش يا داده
هتفت عبارتها بأنفاس متقطعة لاهثة غير مرتبة.. ولكن السيدة سعاد فور أن التقطت اسم هذا الرجل علمت هويته..
عنتر مين عنتر اللي حاول يعتدي عليكي يا بسمة
حركت رأسها وانسابت دموعها بعدما اطبقت فوق جفنيها بقوة تحاول طرد ذكرى هذه الليله وذلك الحلم البشع الذي يلازمها في أحلامها كلما انتابها شعور الخۏف
شعرت السيدة سعاد بالشفقة عليها تسأل نفسها كيف صدقت حديث تلك التي تدعي سميرة عندما أتت إلى هنا حتى فقد شككتها في أخلاقها
لا إحنا نكلم جسار بيه الأول ونعرف منه إزاي نتصرف
اماءت لها برأسها وقد عاد شعور الأمان إليها بعدما استمعت لاسمه.. زاد شعور الشفقة داخل السيدة سعاد.. ف بسمة تضع امال كبيره نحو السيد والسيد لا يراها إلا حالة يشفق عليها إكراما لطليقته.
غادرت الشركة مثل باقية الموظفين في الوقت المخصص تتذكر ما فعلته في الصباح وركضها نحو سيارة الأجرة حتى تتخلص من حارسيه وتجاهلها لمكالمته..
لقد اعادها كاظم للحظات المغامرة التي افتقدتها منذ سنوات بعدما بدأت تنضج وتتخذ صورة المرأة العاقلة التي يشهد نحوها الجميع بتعقلها في اتخاذ القرارات ولكن لو رأها اليوم كل من شهد بحنكتها وتعقلها لطالعها في ذهول بعد زيجتها من رجل دفعت نفسها نحوه وارغمته علي زواجها..
تلاشي الحماس من عينيها وهي تتذكر ما فعلته بنفسها تتسأل داخلها
أين كان عقلها هل أفتنانها بها ما جعلها تطرق أبوابه ام إنه بسبب توقها لمشاعر لم تختبرها يوما أم أنها كلما تقدمت سنا طالبها جسدها
متابعة القراءة