رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
المحتويات
أصبحت مكدومة وابتلعت غصتها فهي إذا غادرت هذا المكان لن تجد مكان يأويها فاسرع ماجد نحوها
وأنت أخرك معايا قرب ولا فكرين إن رجوع الحاج قريب تبقوا غلطانين الحاج بقى تعبان وصحته مبقتش زي زمان ومن النهاردة أنا كل حاجة هنا سامعين
..
لقد أخبرها ألا تذهب ولكنها خالفته لتكون جوار جنات هذا اليوم ورغم عدم اقتناعها بالأمر
شايفه عملت في نفسها إيه
طالعته فتون ثم عادت تركز بعينيها نحو تلك السيدة التي احتضنت جنات بعدما انتهى عقد القران
هما أهل جنات
ركز أحمس عيناه نحوهم بعدما كان عقله مشغولا بتلك التي زجت نفسها بزيجة اتضحت معالمها أكثر اليوم
هي عمتها مفتكرتش بنت أخوها غير النهاردة
تعرفي إنها طلبت بورثها من اخوها في الأرض الأرض اللي متعرفش إن جنات ضيعت نفسها عشانها بسبب احلام مش هتعرف تحققها
قالها أحمس الذي نظر نحو جنات بنظرة حزينه معاتبه
المناسبة السعيدة خلصت يا أساتذة اتفضلوا
هتف بها جلال بطريقة صفيقة فاقتربت منهم جنات تحتضنهم بعدما تركت كاظم الذي وقف يرمقها بنظرات قاتمة.. انتزعها من بينهم ثم أشار لاحد رجاله بطردهم.
جنات ضاعت يا أحمس هو ليه بيعمل كده
كاظم النعماني راجل معروف بجبروته وغروره يا فتون
شوفت طردنا ازاي
ضيق عيناه بضيق مصطنع يهتف بها لائما
عمال اغمزلك عشان تقوليله أنت مرات مين لكن ولا على بالك
وعندما ذكرها به شهقت مذعورة تضع بكفها فوق شفتيها
رفع أحمس شفتيه مستنكرا سؤالها وحضورهم اليوم
بصراحة جوزك كان عنده حق لما رفض تيجي عند راجل قليل الذوق زي كاظم النعماني
...
استند بجسده ينظر إليها وهي تحمم صغيريه وصغاره يضحكون ويقذفونها بالماء كانت ضحكاتهم تعلو في المنزل فتبعث فيه دفئا وروحا
ورغم إنهاكه ورغبته في الخلود للنوم دون مواجهة ومزيد من العتاب إلا إنه تلك اللحظه لم يرغب إلا برفقتهم
والصغار كانوا يتذمرون شعرت بأنفاسه خلفها ولكنها لم تلتفت إليه عانق صغيريه بعينيه وهم ينظرون إليهم بحب
حبايب بابي بقوا متعبين وتعبتوا مامي
جففتهم دون أن تهتف بشئ فزفر أنفاسه معاتبا
كل ده عشان اقترحت عليكي نروح لدكتورة علاج نفسي سوا
حملت الصغيرين واتجهت بهما نحو غرفتهما اقتربت منها
ناهد بملابسهم ونظرت إليها راجية أن تلبسهم هي ثيابهم
اعطتها ملك الصغار ووقفت تساعدها حتى لا يبكوا فهم لم يعتادوا عليها بعد.
غفا الصغيرين في حضن ناهد فابتسمت بسعادة وهي ترى احفادها بين أحضانها
وبكلمات متقطعة أخذت تتمتم
عبدالله شبهك يا مها وعزالدين شبه رسلان يا ترى هي هتحبكم ولا هتعمل فيكم زي ما أنا عملت
تناست ناهد وجود ملك وأخذت تحادث الصغار وهم غافين عن ابنتها الراحلة وعن مخاوفها من مستقبل يتغير فيه نفوس البشر.
انسحبت ملك من الغرفة وقد انسابت دموعها فوق خديها لقد بدء شئ داخلها يتحرك نحو الأمومة لقد أصبحت ترى الصغار أبنائها ومن رحمها هي..
دلفت للغرفة تكتم شهقاتها
ليه شيفاني ممكن اكون زيها
خرج رسلان من المرحاض يجفف شعره لتتجمد حركة يده عن مهمتها واقترب منها قلقا متسائلا
ملك فيكي إيه
هما عملوا فيا كده ليه كانوا خلوني اتربي في ملجأ افضل كنت هرتاح والله حرمتني من حنانها ليه عشان مش بنتها بس الأم هي اللي بتربي
ارتجف قلبه ألما وهو يراها في هذه الحالة بعدما كانت سعيدة بعبثها مع صغاره
أنت السبب يا رسلان.. أنت السبب لو مكنتش حبيتك وحبتني مكنتش كرهتني وكنت هفضل طول عمري بنتها من غير ما اعرف الحقيقة
تراجع للخلف مصډوما فاقتربت منه تدفعه فوق صدره صاړخة
أنت السبب أنا بكرهك
تلاشي صډمته وهو يدرك إنها لا تجلد إلا ذاتها تتمنى لو عاشت في خدعتها دون حقيقة مؤلمة
تركها تخرج كل شئ داخلها أخبرته بكرهها له برغبتها في إنهاء زواجهم وبضعف كانت تهتف
رسلان أنا تعبت خلاص أنا فعلا محتاجه اروح لدكتوره
لم يشعر إلا وهو يضمها بكل قوته ويعتصرها بين أضلعه
لو هتفضلي تكرهيني بس ترجعي ملك القديمة وتعيشي حياتك أنا موافق
طالعته في صمت طويل فاخذ يمسح وجنتيها بانامله ينظر نحو شفتيها بتمنى .. عانقت عيناه عيناها واصبحت أنفاسه معبقة برائحة أنفاسها.. كانت تطالعه پضياع وسؤال واحد يتردد داخلها
هل ستكون مثل ناهد إذا أصبح لديها طفلا من رحمها
والإجابة كانت مجهولة ولكنها تريد معرفتها والطريق كان واحد إذا أرادت ذلك
عايزه أكون أم يا رسلان عايزه اعرف هكون زيها ولا لاء
وقبل أن يفهم حديثها كانت هي تخبره بالطريق الوحيد الذي سيمنحها الإجابة
...
اصطحبها أحمس للداخل بعدما توقف بهم سائق السيارة الأجرة خارج أسوار المنزل تمهلوا في سيرهم وقد أخذهم الحديث عن كاظم النعماني وما فعلته جنات بحالها.
ومن خلف زجاج الشرفة كان يقف يطالعها وهي قادمة
أحضر العشا يا سليم بيه
انصرفت الخادمة بعدما لم تتلقى إجابة منه فقبض فوق كفيه بقوة وارتكزت عيناه عليهما مجددا
أغلق ستار الشرفة واندفع بخطواته نحو الخارج لقد خالفت
فتون امره بل وأتت في تلك الساعة مع رجلا تتمازح معه.
لوحت بيدها لأحمس بعدما اقتربت من الباب الداخلي وغادر هو عائدا نحو الخارج.. انحنت قليلا نحو حقيبة يدها لتخرج المفتاح الذي بحوذتها
حمدلله على السلامه يا هانم
وشهقة خرجت من بين شفتيها وهي تحدق به بعدما رفعت رأسها واستمتعت لصوته لقد عاد سليم من رحلته.
الفصل التاسع والثلاثون
_بقلم سهام صادق
هل وقف أمامها جودة النعماني للتو إنه بالفعل أمامها ينظر إليها بنظرة طويلة فاحصة وكأنه لا يصدق إنها بالفعل حققت ما أخبرته به في لقاء أرادت أن تجد فيه الندم وحضن العائلة ولكن جودة النعماني لم يغيره الزمن ولم يحرك فيه الشيب شئ كما يفعل في البعض ويسارعوا في رد الحقوق وطلب السماح.
والعبارة التي تحدته بها وقد نفذتها واصبحت زوجة
كاظم النعماني ها هو يهتف بها وقد استند بجسده المتعب فوق ذراع أبنته
عملتيها يا بنت عثمان..
ثم طالع ابنه الذي وقف على مقربة منه يظهر عليه صورة الزوج السعيد بزفافه
عرفت إزاي تضحك عليك وخليتك تتجوزها.. كاظم النعماني اللي الكل بيحلف بذكاءه قدرت بنت زي ديه تخليه يتجوزها
ابتعلت جنات حلقها تنظر لملامح كاظم الجامدة فهل كان ينقصها مزيد من الكره والتعقيد في حياتها حتى يأتي
جودة النعماني اليوم ويخبره بحديثها
ده أنا قولت اخرك هترميلها الفلوس لكن جواز
خلصت يا جودة باشا
انتقلت عينين جودة نحو تلك التي حماها ولده بجسده
ولا في كلام تاني
كاظم البنت ديه سبق وجات الفيلا عندنا عايزة حقها و لما بابا قالها إن الأرض مبقتش ملكه وبقت ملك لك اتحدته إنها هتعرف تاخد حقها كويس
هتفت مهيار عبارتها بنظرت حاقدة نحو جنات التي تراجعت للخلف
وأهي عرفت تاخد حقها كويس
عارف يا مهيار كل حاجة مش كاظم النعماني اللي يقدر حد يستغفله
لمعت عينين جودة بارتياح ولكن سرعان ما اختفى ارتياحه واقترب منه بخطوات بطيئة وهو يستند فوق ذراع أبنته
ومدام عارف اتجوزتها ليه.. ديه طمعانه في فلوس العيلة
قصدك فلوسي يا جودة باشا
حقيقة لا يمكن إنكارها
متابعة القراءة