رواية انا لنفسى وبك بقلم منى احمد حافظ
المحتويات
من غير مشاكل ممكن.
أومأت له بالموافقة لتسرع بالمغادرة حين ناداها عمر وتبعته إلى الخارج وقبيل البناية أوقفها عمر وهو يتهرب من النظر إليها بوجهه الذي غزته الحمرة وهو الأمر الذي صعق دعاء ليزيد من صډمتها بقوله بصوت مضطرب
.. دعاء هو ممكن تقدمي لمايا الهدية دي بالنيابة عني وتفهميها أنها مني بس عايزك لو سمحت تخلي بالك وأنت بتديهالها ويا ريت ميكونش قصاد أي حد ممكن.
.. قوليلي هو عمر لسه تحت بصي أنا هبعتله رسالة علشان لما يجي ياخدك يطلع اصلي عايزة أشوفه وأوصيه ميبصش لحد من بنات العيلة لما تسافروا أحسن اموته.
لم تصدق دعاء أذنها وحدقت بوجه تحية عمة مايا بدهشة ونجحت بإخفاء إحساسها بالألم وازدردت لعابها وأجابتها وهي تحدق بها بثبات وعلى ثغرها ابتسامة رضى
.. لا يا طنط أحنا من قنا وقبل ما حضرتك تسألي أنا لوحدي اللي اخدت لون سماري وراثة عن جدتي الله يرحمها إنما أخواتي وباقي العيله كلهم لونهم عادي فاتح مش أسمر.
.. يوة يعني ميجيش النصيب إلا فيك وتاخدي اللون الغامق دا يلا معلش بكرة ربنا يوعدك بواحد يرضى بلونك.
زادها جاوب تحية وتنمرها عليها ألما فارادت دعاء الانسحاب واستأذنتها وتركت المقعد في نفس اللحظة التي أشارت نادية إلى تحية فاتجهت الأخيرة إلى المطبخ واخذت تقص على سمع نادية ما فعلته فابتسمت نادية بسعادة وأردفت
ومن مكانها راقبت تحية مكان دعاء التي لازمت صديقاتها بجوار الباب وعادت بعينيها إلى نادية وأردفت
.. بصي أنا هبعت ملك بنتي تسحب مايا وأنت روحي للبت واطلبي منها تساعدك بحجة أنها الأقرب لمايا وبعدين وهي فالمطبخ نكمل الباقي زي ما اتفقنا ومتقلقيش ملك أنا موصياها هتعرف تشغل مايا ومصطفى عننا الشوية دول.
.. بس مش معقول يا نادية تسيبي مصطفى يتسلى بالبنت حتى لو مبرره إنه بيجبر بخاطرها هي بردوا ملهاش ذنب أنها سودا ومش جميلة وبصراحة أنت كان المفروض اتكلمت معاه ونصحتيه يبعد عنها علشان احنا بردوا عندنا ولايا وبنات نخاف عليهم.
تجمدت دعاء بمكانها حين تسللت لسمعها كلمات تحية لتجهز عليها نادية بقولها
.. يوة يا تحية دا أنا غلبت معاه هو وأخته وقلت لهم عيب وكفايه كانوا بيزعلوا ويردوا عليا أنهم بيعملوا كده علشان بيرفعوا من روحها المعنوية
علشان متحسش أنها منبوذة من البنات والولاد وكل الكلام اللي كانت مايا بتقوله ليها كان علشان يعني يجبر خاطرها بس في الاخر لما لقيته بيتكلم عن أنه يخرج معاها ويقضي يومين كده تسلية وقفت له وقلت له لحد كده وكفايه ومسكت مايا قولت لها تروحي تعزميها على عيد ميلادك وتخديها اوضتك تفهميها الحقيقة وتعتذري لها ويا دار مدخلك شړ وإلا هخلي أبوك يتصرف معاك فضلت ټعيط وتتحايل عليا أني أروح معاها لحد بيتها ونعزمها سوا فسمعت كلامها وروحت وأهو مستنية تاخد دعاء أوضتها تعتذر لها قبل ما أخوها يعلن خطوبته على ملك بينتك قصاد الكل علشان الاحراج وكده.
زادت تحية من إضرام النيران بقلب دعاء وكسرها بقولها
.. ربنا يكون بعون البنت دا وأنا بكلمها حسيت إن موضوع لونها الغامق دا وملامحها مسبب لها عقدة واضايقت من نفسي أني اتكلمت معاها فيه دا أنا حتى كنت ناوية أقول لملك ترفض مصطفى علشان خاطر البنت ميتكسرش بخاطرها وكنت هتكلم مع مصطفى يطلب إيد دعاء ولو شهرين تلاتة علشان يعني ميبقاش باين عليه أنه كان بيتسلى وكنت هقوله يغير معاملته معاها واحدة واحدة لحد ما تسيبه هي.
صاحت نادية باستنكار مزيف وهي تختلس النظر نحو دعاء
.. لا يا تحية بالله عليك دا أنا عندي أروح أجيبها هنا وأقول لها الحقيقة إنه بيمثل عليها الحب ولا أنه يخطبها شهرين تلاتة البت مهما كان سمعتها هتبقى على المحك لو سابها وأنت عارفة الناس مش بتسيب حد فحاله الأيام دي وهيسألوا سابوا بعض ليه وبعدين أخاف لسوقها يوقف وتعنس ويبقى ابني السبب ومتبقاش فاهمة إن شكلها هو اللي مخليها في الخانة دي هو أنا عارفة أنها غلطانة بردوا علشان صدقت كلام ابني وكانت بتكلمه من ورا اهلها بس أنا مش هتعامل معاها غير على أنها زي بنتي بصي سيبي الموضوع يمشي زي ما أنا قولت لمايا وهي حرة تعتذر لصاحبتها وتقولها على اتفاقها مع اخوها وأنه كان بيتسلى وخلاص ودعاء بقى لو عايزة تقطع علاقاتها بيها يبقى أحسن إنما متحملش ذنبها أكتر من كده.
أحست دعاء وكأنها سقطت داخل قبو مظلم لا بقعة ضوء واحدة تنيره بل لا منفذ هواء بداخله فكانت أنفاسها تضيق بها شيئا فشيء لتنتبه أن وقوفها بالمنتصف سيفسر تفسيرا سيئا فتحاملت على ما تشعر به من ألم وعادت بخطى ممزقة إلى مكان زميلاتها ووقفت بجوار الباب تود التسلل لتفر من المكان كله لتغادر نادية وتحية المطبخ في نفس اللحظة التي غادر مصطفى وملك غرفته بينما ولجت مايا من الشرفة لتراهم دعاء من مكانها فتجمدت حين تقدمت نادية من ملك وقبضت على يدها بمحبة وبيدها الأخرى تمسكت بيد ابنها مصطفى ووقفت إلى جوارها تحية تقول بصوت واضح ومسموع
.. يا جماعة اسمعوا الخبر الجميل دا طبعا كلنا هنا علشان نحتفل بعيد ميلاد مايا بس كمان علشان نحتفل بخطوبة مصطفى ابن اخويا على ملك بنتي.
أغتالوها دون أدنى إحساس أو شعور بالذنب لم يرأفوا بقلبها الذي وئد بداخله حبها الوليد لمصطفى بلا رحمة تتسع الابتسامات فوق وجوههم بينما بداخلها ېصرخ وېنزف مټألما ويعلو صياح سؤالها يتردد لماذا هي لما أختار أن يخدعها هكذا وكيف لصديقتها أن تدعي محبتها وټخدعها
متابعة القراءة