رواية انا لنفسى وبك بقلم منى احمد حافظ

موقع أيام نيوز

منهما الجلوس برفقته مستغلا انشغال ابنته وأخبرهما فهب عمر رافضا وهو يشعر بالڠضب لجرأة بهي بينما جلس علي يفكر بكلمات والده بهدوء وأشار لشقيقه بالعودة إلى مكانه وقال
.. حاول تمسك اعصابك شوية يا عمر وبعدين بعد كلام جدي عبد العليم اظن إن بهي مش بطال هو شاب وخريج جامعة وهيسيب أختك تكمل تعليمها وممكن بابا يطلب منه إن ميكونش في كتب كتاب إلا لما تخلص جامعة علشان يبقى مطمن عليها بص يا عمر مينفعش ترفض لمجرد الرفض المسبق بفكرة غلط وحاول توازن بين كل حاجة وتشوف الإنسان دا يستحق فعلا يترفض ولا يستحق فرصة تانية.
همهم عمر بكلمات رفضه ليتركهم مغادرا الغرفة بينما ربت علي كتف والده قائلا
.. فاتح دعاء يا بابا فالموضوع لأنها صاحبة الشأن وشوفها هتقول إيه ولو كان ردها بالرفض فكلنا هندعمها في قرارها ومنغصبش عليها.
وبالفعل ولج قبيصي إلى غرفة ابنته وجلس إلى جوارها وأخبرها بإتصال عبد العليم وطلب بهي فحدقت بوالدها پصدمة

واڼفجرت باكية أمامه ليبدو عاجزا تماما عن أحتوائها لتأتي كلماتها المنكسرة والمغلفة پغضب متواري إحتراما لوالدها ورفضت سماع المزيد ووقفت أمامه بأنفاس متهدجة ووجه أحمر اللون وعيون متشحة بحمرة الدموع والڠضب لتقول
.. أنا مش مصدقة إن حضرتك اللي جاي تقولي على طلبه طب أزاي بعد اللي عمله دا خطڤني وأتسبب فمۏت ماما وخلى الناس أتكلمت عليا معقول تديله الفرصة أنه يطلبني كمان كأن لا كرامة ليا ولا أي حقوق أنا أنا بعتذر من حضرتك أني لأول مرة مش هقدر أطيعك وأقولك اللي تشوفه يا بابا وأمرك لأني مش موافقة على الطلب دا حتى لو كان بهي هو الفرصة اللي متتفوتش فأنا مش عايزاه فأرجوك لو ليا ذرة حب واحدة جواك بلاش تضغط عليا وتتكلم فالموضوع دا تاني لإني مش هغير رأيي أبدا.
أبلغهم قبيصي برفض دعاء وهو يشعر بالحيرة والتيه لإحساسه بأن بهي هو فرصة ابنته التي طالما تمنى أن تحظى بها ليطمئن عليها مع رجل يعرف كيف يصون من معه ويحميه ولكنه لم يتمكن من أقناعها لتشبثها برأيها وشعر عمر بالراحة لرفضها فولج إلى غرفتها وقدم إليها حقيبة كبيرة مردفا
.. لقيتك ناسية موضوع فرح مصطفى أخو مايا فقلت اغامر وأشتري لك أنا الفستان فلو سمحت ممكن تلبسيه وخليني أشوفه عليك وطمنيني عجبك ولا لأ.
لم تتمكن من التهرب منه كما كانت تريد فابتسمت بحرج وما أن غادر عمر حتى ارتدت الثوب بألية ووقفت أمام المرآة تحدق بانعكاسها واغرورقت عيناها بالدموع ومحتها سريعا وغادرت غرفتها ووقفت أمام شقيقها وقالت
.. الفستان تحفة يا عمر بشكرك جدا عليه وحقيقي مكنش في داعي أنك تجيب حاجة غالية قوي كده دي مناسبة وأنت عارف أني مش بحب التجمعات والمناسبات.
نظر إليها بتمعن ووقف ليلتف حولها وهو يخبرها بتعمد
.. بصراحة مايا لما نصحتني أجيب لك الفستان دا كان معاها حق حقيقي زوقها حلو وأنا مبسوط إنه عجبك.
تلاشت ابتسامتها فورا وتغضن جبينها وأشاحت بوجهها عنه وهمهمت بكلمات مبهمة واتجهت صوب غرفتها ونزعت الثوب عنها وكادت تمزقه ولكنها كافحت رغبتها وابعدت يدها عن الثوب ودفعته أسفل خزانة ثيابها باهمال وعادت لفراشها وجلست فوق بحزن وهي تدعو الله يأن يمهلها الصبر كي يمر ذلك اليوم على خير وأن يمنحها الله القدرة على النسيان.
ولم تكد الثوان تمر وكأن الظروف تضافرت كي لا تدع لها وقت لتحزن حتى صدح صوت علي يناديها فغادرت غرفتها لتجده يحتضن والدهم ويقول بغبطة
.. دعاء نجحت وجابت سبعة وتسعين فالمية يا بابا.
حدقت به پصدمة لتشير إلى نفسها وهي تبكي وتسأله بصوت لا يصدق
.. أنت بتتكلم جد أنا أنا نجحت يا علي وجبت المجموع دا لأ أكيد أنت بتهزر قول أنك بتهزر.
احتضنها ثلاثتهم بسعادة يهنئونها لنجاحها بتفوق فأسرعت دعاء وقالت لوالدها
.. أنا هروح أتوضى على ما تتوضى يا بابا وتصلي بيا جماعة أنا عايزة أشكر ربنا على كرمه معايا ممكن يا بابا.
شدد قبيصي من احتضانها وقبل جبينها قائلا
.. كلنا هنصلي جماعة يا دعاء ونشكر ربنا.
بعدما فرغوا من جلستهم الجماعية ولجت دعاء إلى غرفتها واحتضنت هاتفها الجديد الذي فاجأها علي بتقديمه إليها وتفحصت بعض المواقع عليه ليلفت انتباهها رسالة غريبة أتت إلى صفحتها التي فتحتها بعد فترة انقطاع طويلة ووجدت أن اسم الراسل أسير الشتاء الحزين فتعجبت من اسمه وشعرت بفضول لتقرأ كلماته المرسلة إليها فوجدت العديد منها والتي تزامنت بالفترة التي تلت ۏفاة والدتها فتحت دعاء أولى الرسائل لتقرأ
.. ومال الحياة إلى صدف فرقتنا كما جمعتنا بصمت.
زاد فضولها لتقرأ المزيد لتجد رسائل أسير الشتاء هي مقتطفات وأسطر أشعار كتب فيها
.. لا نختار أبدا نقطة الإلتقاء ولكن ما أن نتقابل يبدأ بيننا الاختيار ليحدد اتجاهات سيرنا ما بين خطوة للأمام أو عودة لما قبل اللقاء.
.. لا تتركيني بهم يأكل الأخضر بداخلي.
.. كم أتمنى أن تنيري دربي لتتشابك أصابعنا وتكتمل.
.. ضجت وثارت مشاعري غيرة وعشق فكيف أجد الهدى يا حبيبتي إليك
.. كم أود لو أخترق شاشة تلفازك لأراك لا بل أنا أود لو أجسد ذاك المشهد وأجلس أمامك لأقول لك عودي يا هاميس فلا حياة لي دونك.
ارتجفت بقوة وأحست بنغزات تلاحق
قلبها فتركت الهاتف من يدها وضغطت فوق قلبها لتهدأ من سرعة نبضاته التي توالت عليها ووقفت وبدت وكأنها تخشى النظر إلى هاتفها حتى لا يظهر أمامها وانتفضت حين صدح صوت إشعار أخر استلمه بريدها فحدقت بهاتفها بتخوف وهزت رأسها بالرفض واسرعت باتجاه مرحاضها وتوضأت وافترشت سجادتها ووقفت بقلب مرتجف مذعور تصلي وهي تستجمع خشوعها تدعو الله بأن يغفر هفوتها تلك وما أن أنهت صلاتها حتى سارعت إلى هاتفها وقامت بمحو جميع رسائله ووضعته بقائمة الحظر حتى لا يأتيها منه المزيد ليطفو اسمه أمامها ففزعت وهتفت
.. مستحيل يكون مصطفى دا يبقى اټجنن لو أفتكر علشان عمر بقى خطيب مايا إن ممكن نرجع ولا يبقى بيني وبينه أي نوع من الكلام أنا أنا...
رفعت دعاء أصابعها المرتجفة وضغطت شفتيها وانهمرت دموعها فأغمضت عينيها وقالت
.. يارب احفظني من شړ نفسي وأبعده عني.
وجاء اليوم الموعود زفاف مصطفى فوقفت دعاء أمام المرآة تحدق بهيئتها بعدما تعمدت أن تبدل ذلك الثوب بأخر وأختارته قاتم اللون فهي تشعر بداخلها پألم ينحر قلبها نحرا لم تتحمل رؤية ملامحها فأشاحت بوجهها لتصطدم بعينا عمر الذي وقف يتأملها فشعرت بالارتباك لرؤيته لها بتلك الحالة حاولت أن تحادثه ولكن لم تستطع شفتاها التفوه بحرف واحد ليأتيها صوت عمر يقول بهدوء
.. لو مش هتقدري بلاش تضغطي على نفسك وتيجي رغم أني حابب أدخل وايدي بايدك والكل يشوف دكتورة العيلة وهي واقفة قوية وبتقول لن تكسرني الهفوات ولا تفاهات من هم دون البشر.
تغضن جبينها وأمعنت دعاء النظر بوجه شقيقها فوجدته يبتسم ويقول
.. مش يلا بينا يا دودو ولا إيه إحنا كده هنتأخر.
يتبع
الجزء الاخير
أنا لنفسي وبك..بقلم منى أحمد حافظ..الجزء الاخير.
صعقټ لتبدل ملامح عمر بتلك السرعة لدرجة أنها شكت بقواها وأنه خيل
تم نسخ الرابط