رواية انا لنفسى وبك بقلم منى احمد حافظ
المحتويات
اجبض روحكم..
5..للقدر كلمته..
بحثوا عن دعاء حتى أشرقت شمس صباح اليوم التالي ولكن بلا جدوى فلا أثر لها بالمكان بأكمله وما أن علمت بسمة بخبر اختفاء ابنتها حتى تحاملت على ما
تشعر به من ألم وخطت إلى الأسفل ووقفت أمام وهدان وصاحت بوهن
.. رجع لي بنتي يا وهدان وأنا هخليها تتنازل لك عن الأرض أبوس رجلك رجع لي بنتي أنا معنديش غيرها دا هي اللي بتراعيني وواخدة بحسي.
.. قوله يا عمي أننا هنديله اللي هو عايزه بس يرجعلنا دعاء بنتي متمشيش أبدا من نفسها وأكيد هو اللي أخدها من هنا طب أزاي هتخرج برا وأنتم قاعدين إلا لو هو اللي رتب علشان يخطفها وېحرق قلبي عليها خليه يرجع لي بنتي وأنا هخليها تتنازل عن كل حاجة احنا مش عايزين لا أرض ولا مال وكفاية نطمن إن بنتي فحضني أبوس إيدك يا عمي قوله يرجع لي دعاء.
.. وه يا مرت اخوي بجى بتتهميني أني بالتهمة الشينة دة معجول أني هخطف بت أخوي وأجيب الجرسة والڤضيحة للعيلة طب والله العظيم يا مرت اخوي أني ماليا صالح عاد بالحكاية دة ولا أعرف بتك راحت فين.
.. الهاملة دي خابرة مكان دعاء يا جدي أني سمعها بتتحدتت فالتلفون وبتجول لحد على اللي بيحصل أهنة ولو مجرتش بالحجيجة أني هجطع رجبتها وهدفنها فمطرحها.
.. مټخافيش منهم وقولي كنت بتكلمي مين بصي لو خاېفة أنا هديلك الأمان وهضمن لك إن محدش هيمسك بسوء بس قوليلي دعاء فين
تلفتت الفتاة پخوف حولها وهي تزدرد لعابها وما أن لاحظت وجوههم المحتقنة فهمست پخوف
.. هجولك بس جول لصالح يبعد عن الباب لجل ما أخرج من الدار.
.. الست دعاء أخدها بهي ابن الحج طايع عشية لجل ما يحرج جلبكم عليها كيه ما حرج صالح جلبه الحج على ولده.
قتمت عينا عمر والټفت إلى صالح وسأله بحدة
.. أنت عملت إيه للي أسمه طايع دا علشان يخطف أختي أنطق بدل ما أقتلك وأريح الدنيا منك ومن شرك.
.. وأنت علمت إن ابن الحج طايع هو اللي خطڤ دعاء منين جولي لجل ما أهملك تروحي لحال سبيلك وتمشي من أهنة.
شحب وجهها پخوف ليدرك عبد العليم بأنها هي من سهلت له الطريق في حين ازداد شحوب بسمة لتترنح وتسقط بين ذراعي زوجها وهي تهمس باسم ابنتها فأسرع عمر وعلي بحمل والدتهم وتمديدها فوق الأريكة لتنتهز الفتاة الفرص وتهرول إلى الخارج تنجو بروحها بعيدا عن بطشهم وأحتضن قبيصي يد زوجته وعيناه تجول فوق بشرتها الشاحبة ليرى حبات العرق تغزو جبينها وأنفاسها تخفت شيئا فشيء فالټفت إلى ابنه الذي سارع بالوقوف وهتف بجزع
.. احنا لازم ناخد والدتك على المستشفى حالا.
ازداد إحساس عبد العليم بالذنب وهو يرى حالة بسمة الحرجة فربت كتف قبيصي وقال بصوت حزين
.. جوم يا جبيصي ودي مرتك على الوحدة وأني هروح بنفسي وهرجع لك بتك سالمة جوم ومتخافش بتك بأمان بإذن الله.
أشاح عبد العليم بوجهه عن قبيصي واعتدل بوقفته والټفت إلى صالح وأردف بحدة
.. هم بينا يا صالح على دار طايع لجل ما نرد بت عمك جبل ما يعملوا فيها حاجة هم.
سارع الجميع إلى الخارج ولكن عبد العليم أوقفهم بإشارة من يده قائلا
.. أني هاخد صالح لحاله هو اللي هياجي معايا والباجي هيجعد أهنة.
أعترض عمر وعلي ليقول قبيصي بلهجة حازمة
.. علي رجله على رجلك يا عمي وأنا هاخد عمر ونروح المستشفى ببسمة.
إنصاع عبد العليم لطلب ابن شقيقه وسمح لعلي بأن يرافقه وطلب من وهدان مرافقتهم بينما أسرع عمر وسالم وقبيصي إلى المشفى.
وفي المشفى أخذ الأطباء بسمة إلى غرفة الطوارئ لينهار قبيصي خوفا على رفيقة عمره وابنته التي لا يعلم ماذا أصابها وتساءل لما هي دونا عن الجميع من نال منها القدر بتلك الطريقة وحاول عمر أن يخفف عن والده حزنه وطمأنه بأن حالة والدته ستكون بخير وأن شقيقه لن يعود إلا ومعه شقيقته واستمع قبيصي إلى كلمات ابنه بتيه فعقله يشعر بالعجز عن التفكير ولام نفسه كونه السبب في اختطاف ابنته وإنهيار حالة زوجته الصحية.
وبالقرب من منزل طايع سأل علي عمه بسخط
.. أظن إن من حقي أعرف صالح عمل أيه علشان أختي تتخطف بسببه ممكن حد فيكم يجاوبني
بدل ما أحرجكم وأسأل الناس اللي احنا رايحيين ليهم
ازدرد صالح لعابه بقلق وهو ينظر خلسة إلى والده فزفر عبد العليم وأجابه بخزي
.. أني هجولك كل اللي أنت رايد تعرفه يا ولدي بس لما نعاود بخايتك بأمان ودلوك أني معيزش حدا منيكم يتحدت بحرف واحد جصادهم ورايدكم تهملوني أني اللي اتحددت وياهم.
وافقه علي رغما عنه بعدما امتلأت نفسه بالخۏف على شقيقه وما أن وقفا أمام المنزل حتى سارع أحد الغفر وهرول إلى الداخل وبعد دقائق ظهر شيخا كبيرا بالسن وإلى جواره شابا في أواخر العقد الثاني من عمره مقطب الوجه فهم صالح بالتحرك صوبه ولكن صوت عبد العليم الصارم أوقفه بمكانه فاتى صوت الشيخ يسأل بسخط
.. جاي داري ليه يا عبد العليم أنت ووهدان وولده هو مش المجلس العرفي جال لا تجرب من داري ولا أني أجرب منيكم.
زفر عبد العليم وأجابه بحدة وهو يرمق بهي پغضب
.. اللي جابني لحد أهنه إن ولدك هو اللي كسر إتفاجنا يا شيخ طايع وھجم على داري وخطڤ بت جبيصي وأني جايلك لجل ما تردها وتسلمها لخوها ويا دار ما دخلك شړ ولا أنت رايد البلد تولع من تاني يا طايع.
الټفت طايع إلى ابنه ونظر إليه بتمعن ليراه يحدق بوجه صالح پشماتة وزهو فأدرك بأنه اختطف الفتاة حقا فاستدار بجسده ليواجه ابنه وأردف بصوت خاڤت
.. من أمته يا بهي يا ولدي بناخد تارنا من الحريم والبنته
رفع بهي حاجبه بتحدي وهو يولي وجهه صوب صالح وأجابه بصوت مرتفع
.. أني ماخبرش هما بيتحددتوا عن إيه يا بوي ولا هما جايين لأهنه يرمو بلاهم علينا وخلاص وبعدين ما البلد كلاتها خابرة إن عيلة الرويني محدهمش حريم يبجى جت لهم البنتة منين إيه جت لهم من البخت إياك.
ثار ڠضب علي لإستخفاف ذلك الشاب بهم فخطى صوبه باندفاع وأعترض عبد العليم
متابعة القراءة