روايه شيخ فى محراب قلبي بقلم رحمه نبيل

موقع أيام نيوز

مطمئن مرتاح وليس قلق مرتاب
دقت فاطمة جرس الباب وانتظرت قليلا بشوق كبير حتى اطل وجه وداد البشوش وهي ترحل بها مضيفة 
_ فاطمة بنت حلال والله لسه عاملة كيكة عسل ادخلي نأكل سوا لغاية ما زكريا يرجع من المدرسة 
_ كده كل شيء واضح 
أنهى زكريا كلامته وهو يضع قلمه في حقيبته بعدما انتهى للتو من حصته منتظرا أي سؤال من أحد لكن لم يصدر من أي فتاة شيء ليهز رأسه برضا وهو يبتسم لهن بسمة صغيرة 
_ تمام اشوفكم الاسبوع الجاي 
أنهى زكريا حديثه وحمل حقيبته وخرج من الفصل سريعا يعدل في وضع ثيابه ينفض بعض الغبار الذي لا يعلم مصدره عن قميصه لكن أثناء ذلك اصطدمت به مجموعة فتيات پعنف شديد مما أسقطه ارضا وفوقه فتاة ما لېصرخ بفزع شديد رافعا يده للأعلى 
_ رباه 
نهضت الفتاة سريعا من فوق زكريا وهي تكاد تبكي خوفا وحرجا تعتذر بشدة 
_ والله آسفة يا مستر آسفة ماخدتش بالي والله العظيم ما قصدي 
كان زكريا ما يزال ساقطا ارضا يغمض عينه پغضب يحاول الهدوء فيبدو من صوت الفتاة أنها لم تقصد فعلا استغفر ربه ثم تحدث دون أن يرفع نظره للفتاة 
_ مفيش مشاكل اتفضلي على فصلك يا آنسة 
أنهى حديثه وهو ينهض وينفض ثيابه مستغفرا ربه ثم انحنى وحمل حقيبة ظهره الشبابية وهو يكاد يرحل ليسمع فجأة همسة مرتجفة 
_ مستر 
توقف زكريا واستدار بتعجب ليجد الفتاة تنظر ارضا بخجل وخزي متحدثة 
_ انا آسفة والله 
حاول زكريا الابتسام فتلك الفتاة هو يعرفها بالفعل ويعلم جيدا تفوقها وهدوئها وليست من الفتيات المشاغبات واللاتي قد يفعلن شيئا كهذا عن قصد 
_ ولا يهمك يا آنسة اميمة اتفضلي على فصلك 
أنهى كلمته ثم استدار سريعا وهو يرحل صوب غرفة المعلمين ينفض ثيابه وهو يشعر بذراعه يؤلمه وقد أدرك أن هناك چرحا قد حدث به جراء احتكاكه بالارضية 
__
ضحكت وداد بشدة وهي تمد يدها بقطعة كعك اخرى لفاطمة مضيفة 
_ كان شيطان وهو صغير والله كنت دايما اقوله الله يعين اهلك عليك يا ابني يقولي ايه يا خالتي وداد هو انا عملت ايه 
ابتسمت فاطمة باتساع وهي تهز رأسها بيأس فيبدو أن هادي من صغره كان مشاغبا سمعت وداد تكمل حديثها 
_ رشدي بقى كنت تحسيه عجوز صغير عيل اروب كدة كان يحشر مناخيره في كل حاجات الكبار ويقول أنا كبير ومش صغير عشان كده عارف كل حاجة وهو يا عين امه كان اهبل 
ضحكت فاطمة من قلبها تتخيل رشدي الصغير وهو اهبل كما تصفه وداد وتقارنه برشدي الحالي ذو الهيبة والحنكة و ذو الهالة المخيفة صمتت تحاول الهدوء بسبب الضحكات 
_ طب وزكريا 
خرج اسمه منها بحنين وحب شديد لتبتسم وداد وهي تقص عليها طفولة صغيرها 
_ زكريا هو كان فيه زي زكريا يا قلبي كان عيل مع نفسه وهادي ولا تسمعيله حس عمره ما غلبني في صغره كنت احطه في أي مكان وأحط معاه اي لعبة يقوم يسكت ولا يعيط ولا غيره لدرجة اني كشفت عليه قولت الواد لاقدر الله فيه حاجة ولا دماغه فيها حاجة 
ابتسمت فاطمة باتساع تتخيل زوجها وهو صغير لتكمل لها وداد 
_ كبر ولسه على حاله هادي ومسالم بقيت اوديه لشيوخ يحفظ معاهم وبقى يقرأ كتب كتير اوي من صغره و أي كلمة ميعرفهاش يجي يسألنا كان شبه مثالي الا من عناده وعصبيته رغم هدوءه ده كله إلا أنه كان لما يعاند على حاجة ويتعصب عينك ما تشوف إلا النور والله لو قطعتيه حتت كده برضو هينفذ اللي في دماغه 
صمتت قليلا لتبتسم بعدها وهي تتذكر أحدى ذكرياتها 
_ في مرة لقى قطة في الشارع وكان شكلها كأنها جربانة جبها البيت معاه وكان بيعيط عليها ويقولي القطة تعبانة يا ماما وقتها كان عنده ٦ سنين باين يومها عملت مشكلة كبيرة عشان يطلع يرميها في الشارع ويجي يغسل ايده بس هو ابدا قعد حاضنها ويعيط ويقولي ھتموت لو طلعت خليها معانا 
سقطت دمعة من عين وداد وهي تتذكر تلك الأيام 
_ وقتها لؤي قالي خليها معاه عشان مش هيسيبها وهو كأنه ما صدق أننا وافقنا قام دخل جري على التلاجة لم كل الاكل اللي فيها وحطه قدامها وقالها شوفي عايزة تأكلي ايه وكليه 
ضحكت وداد وهي تمسح دموعها 
_ ساعتها خلا لؤي يوصي نجار يعملها بيت صغير وبقى يجبلها علاج واكل على طول وياخد باله منها وبقى يحبها اكتر مننا ويلعب معاها هو ورشدي وهادي لحد ما جه في يوم صحي لقاها مېتة بعد ما قعدت معاه شهور اليوم ده قعد يعيط عليها ويقول إنه اهملها وماټت بسببه وهيدخل الڼار عشان مۏتها 
صمتت وداد وهي تنظر لفاطمة التي كانت تبتسم بحب شديد رغم تلك الدموع الصغيرة التي تتوسط رموشها ثم قالت بحماس شديد 
_ تحبي تشوفي شكله وهو صغير 
ودون أن تشعر فاطمة كانت تهز رأسها بحماس شديد ترغب في رؤية كتلة اللطافة تلك وهي تحاول تخيله صغيرا نهضت وداد سريعا واتجهت لغرفتها تاركة فاطمة خلفها تتذكر كل تصرفات زكريا لتقول 
_ هو انا ممكن يجي يوم ويبقى عندي ابن زيه كده وليه
لا لو هو أبوه 
ابتسمت فاطمة بخجل تتخيل زكريا ك اب يا الله سيكون الطف واجمل اب في العالم على الاقل من وجهة نظرها هي خرجت من شرودها على عودة وداد وهي تحمل البوم صور كبير وتجلس جوارها بحماس وهي تفتحه 
نظرت فاطمة بلهفة لاول صورة لزكريا وقد كان يبدو بعمر سنتين تقريبا يالله كم يبدو صغيرا وجميلا قلبت وداد الصور لتجد فاطمة صور له وهو أكبر قليلا لتبتسم وهي تلاحظ أنه حقا لم يختلف كثيرا فها هي بسمته الجميلة تبدو كما هي اليوم ونظرته الحنونة هي نفسها فقط الجسد كبر قليلا وعدا ذلك هو كما هو لكن شعور بداخلها أنها تود لو ترى زكريا الطفل أمامها فتقبله من خدوده الشهية الصغيرة تلك تمنت بداخلها لو تحصل على طفل يشبهه ابتسمت وهي ترى صورته وهو يحمل القطة الصغيرة وجواره كلا من رشدي وهادي واللذان تعرفت عليها سريعا بالطبع فرشدي هو صاحب العيون الملونة وهذا الطويل هو بالطبع هادي 
ابتسمت فاطمة وهي تهمس 
_ ياربي لو شوفته قدامي وهو بالشكل ده هقطعه بوس 
ولم تدرك فاطمة أن صوتها كان عاليا إلا بعدما سمعت صوتا خلفها يظهر فيه ڠضب ووعيد 
_ هو مين ده اللي هتقطعيه بوس 
__
_ والله يعني انت استأذنت من رشدي 
نظر هادي ببراءة لشيماء وهو يهز رأسه 
_ هكدب عليك يعني انا استأذنته طبعا وهو وافق على طول أنت عارفة رشدي ميرفضليش طلب بعدين يعني معلش انا استأذنت من عمي ابراهيم الأول وهو قال ماشي فبطلي رغي كتير ويلا 
نظرت شيماء له بتفكير لا تعلم هل تطيعه وتذهب معه فهي حتى الآن تخجل من الذهاب معه في أي مكان وحدهما 
ابتلعت شيماء ريقها وهي تتجه صوب غرفتها 
_ طيب استناني اغير هدومي واجيلك 
ابتسم هادي لها وهو يراقبها تدخل غرفتها ليتذكر مكالمته مع رشدي 
_ هخرج مع اختك 
_ نعم يا خويا تخرج معاها فين
تم نسخ الرابط