روايه شيخ فى محراب قلبي بقلم رحمه نبيل
المحتويات
الكلمة التي فقدت مذاقها منذ سنوات ...
تحدثت وداد وهي ترى نظرات ابنها الملهوفة والتي كانت تحاوط فاطمة
_ طب نسيب الاتنين سوا ونخرج احنا نتكلم برة بقى ......
كاد رشدي يصاب بالجنون مما وجده في هاتف مصطفى فبعدما فتحه بصعوبة شديدة لعلمه بمهارة رفيقه في التكنولوجيا صدم من كمية الصور الخاصة بفتيات كثر على هاتفه في وضعيات ميسئة جدا لكن الصدمة الكبرى أتت حينما وجد صور ماسة كذلك الشيء ...نفس الصور التي ارسلت لها في المرة الأولى حينما هددها ذلك الحقېر ..
_ وبس يا سيدي انا يا دوبك لسه بمد ايدي بالجواب من هنا وعينك ما تشوف إلا النور لقيت مرة واحدة الجحش ابنها خارج من الشباك وهاتك يا خناق مش فاهم انا ماله كده فيه ايه
_ معلش يا فرج ياخويا هو الدنيا كده مش بتديك كل حاجة ...عندك انا من يوم ما كتبت الكتاب وانا أقصى حاجة عملتها هي اني مسكت أيدها
ارتشف فرج بعضا من مشروبه وهو يتنهد بشجن
نظر له هادي بحنق وأحد حاجبيه مرفوع لينتبه أثناء ذلك لشيماء التي تقف أمام باب البناية الخاصة بها ويبدو عليها الړعب ...نهض هادي سريعا يسير صوبها وقد اقلقته تلك الملامح المرتعبه على وجهها
_ شيماء فيه ايه
انتبهت شيماء والتي كانت تتحرك ذهابا وإيابا أمام الباب على صوت هادي والذي كان بمثابة قشة تتعلق بها لتركض صوبه تهتف بړعب شديد وهي تبكي
_ مالها ماسة
وياليته كان هادي
هو من طرح هذا السؤال لكن ليس كل الاماني تحقق .
اقترب رشدي والذي كان ذاهبا في طريقه لمنزل زكريا غافلا عن أنه اليوم عند فاطمة ليرى أثناء ذلك هادي الذي يقف مع أخته أمام المنزل وملامح أخته الفزعة والتي كانت تبدو أنها على وشك البكاء .....ليقترب منه ويتناهى لمسامعه صوت شيماء تنتحب مرددة اسم ماسة ...
_ مالها ماسة
رفع عيونه لها يبتسم تلك البسمة البشوشة والهادئة... تنحنح قليلا يجلي حلقه حتى يتحدث... وما كاد يفتح فمه حتى سبقته هي بالتحدث سريعا
_ تشرب إيه
ضيق عيونه بتعجب ثم أبتسم لها بسمته الساحرة وهو يتحدث بهدوء شديد ونبرة حنونة
_ متتعبيش نفسك أنا كويس... إنت بس اسمعيني ارجوك
نظرت له تفرك يديها بتوتر شديد وكيف لا و هي تجلس الآن أمامه ....حقا غباء اوليست تجلس مع زوجها الذي نامت يوما في أحضانه وكان عناقه هو ملجأها الوحيد والان تعاني كل ذلك الخۏف والتوتر ... أهذا تأثير تلك الجلسة التي تتحدث الفتيات دائما عليها الرؤية الشرعية
ابتسم زكريا يعلم ما تفكر به الآن ليتحدث بصوته الهادئ الرزين
_ خاېفة مني ولا قلقانة
رفعت عينها سريعا له تتعجب كيف قرأ دواخلها... وكأن ذلك كان عسير على أي أحد ملاحظته.... اخفضت عينها سريعا تهز رأسها برفض ليبتسم هو متنهدا بيأس من تلك الصغيرة
_ طب عايزة تسأليني في حاجة
هزت رأسها برفض تام هي فقط كل ما تريده الآن أن تختفي من أمامه....... صمتت وصمت هو بدوره حتى كادت أصوات الأنفاس تسمع في المكان.. ثواني مرت قبل أن تستمع لنبرة صوته المميزة يحدثها بالفصحى
_غريبة هي الدنيا... كيف يتحول شخص ما من مجرد غريب في حياتك..... إلى دعوة لك في كل صلاة
صمت قليلا ثم قال ببسمة وقد نجح في أن يجعلها ترفع عينها له
_ أتخشيني وأنا أخشى عليك من أن ارتكب فيك ذنب صغير... كم أنت قاسېة سيدتي!!!
هل قالت سابقا أن الفصحى مملة.... هل سخرت سابقا من تحدثه بالفصحى حسنا هي الآن تسحب كل هذا فوالله أنها الان عاشقة للفصحى منه هو... رمقته تفكر هل هذا هو الشيخ زكريا الذي كانت صديقتها تخيفها منه وتخبرها كم أنه قاسې جلف بلا شعور........
شعرت به ينهض من مكانه وهو يخرج بهدوء من الغرفة لكن قبل أن يخرج توقف قليلا يهمس ببسمة شعرتها من خلال حروفه
_شوفتي ادينا اتكلمنا اهو وما عضتكيش......عشان تعرفي بس اني شيخ طيب وإن الموضوع بسيط جدا .
أنهى حديثه وهو يخرج وضحكته قد رن صداها في قلبها قبل أن يرن في الغرفة....
نظرت فاطمة في أثره پصدمة تتساءل هل انتهى الأمر بهذه السرعة هي حتى لم تتحدث سوى كلمتين فقط ...هل كان جادا حينما قال إنهم سيبدأون من البداية تماما فهو كان يحدثها كما لو أنه جاء للتعرف عليها أو ما شابه ..
خرجت فاطمة من شرودها على رؤيتها له عائدا مجددا لكن هذه المرة جلس جوارها وهو يردد بنبرة عادية
_ تقريبا لسه مخلصوش كلام ورغي برة فخلينا قاعدين شوية هنا ..ها ايه رأيك فيا وانا عامل عريس
يالله هل هو جاد حقا ابتسمت فاطمة تهز رأسها بعدم تصديق لحديثه ليبتسم هو أيضا ثم صمت لا يعلم ماذا يقول ليدوم الصمت دقائق قبل أن يقطعه هو بتردد
_ فاطمة هو أنت يعني حاليا موافقة بكامل إرادتك على جوازنا قصدي يعني فيه مثلا أي مشاعر ليا أو حتى استلطاف
كان يتساءل وهو يشعر بقلبه يصارع للخروج من التوتر والخۏف ...
تفاجئت فاطمة كثيرا من حديثه لتنظر له پصدمة تفكر في حديثه هل هي كذلك هل تقبلت ذلك الزواج ام أنها مازالت تراه أمر واقع طال صمتها مما أصاب زكريا بالتوتر لتقرر فاطمة أن ترحمه وهي تنظر له بخجل شديد
_ معرفش ....كل اللي اعرفه إن لو كنت الاول هحارب عشان انهي الجواز ده فأنا حاليا هحارب بكل ما املك عشان احافظ عليه .
ابتسم زكريا وهو يكوب وجهها بحب شديد
_ لا تحتاجين للحرب اميرتي فما من قوة على هذه الأرض قادرة على ابعادي عنك ...
ابتسمت فاطمة تعترف في نفسها انها عاشقة لذلك الرجل ...وعاشقة للهجته التي تصيب قلبها مباشرة ...تحدثت فاطمة بخفوت رغم كل ما قاله منذ قليل وما فعله سابقا لأجلها إلا أن كلماته تطمئنها أكثر
_ وأنت لسه حاسس إنك انجبرت على الجواز
متابعة القراءة