روايه شيخ فى محراب قلبي بقلم رحمه نبيل
المحتويات
رشدي من مكتبه وهو يتجه لمقدمته يستند عليها ويلوي شفتيه يدعي التفكير
_ ايوة بس دي نسختك انت يا درش إنما نسختي انا من الملف سلمتها وفيها كل اللي وصلت ليه والمفروض إنك إنت كمان تسلم اللي في ايدك وفيه كل اللي وصلت ليه ....ده لو كنت وصلت لحاجة .
تعجب مصطفى من نبرة رشدي والتي يخيل إليه أنها ساخرة متوعدة لكنه رغم ذلك تحدث بعدم فهم
_ كنا ....
شعر مصطفى بالريبة من كلمة رشدي
_ كنا ! هو فيه ايه بالضبط يا رشدي مالك انهاردة كده شكلك مش مظبوط
كاد رشدي يفتح فمه يجيبه ليقاطع ذلك طرق الباب أعقبه دخول العسكري وهو يؤدي التحية واضعا ما بيده على الطاولة متحدثا بآلية
_ سيادة اللواء طلبك يا مصطفى باشا .
_ خلينا نشوف هببت ايه يا درش
_________________
_ يا شيماء متتحسنيش بالذنب ده هو كام ساعة وهرجع على طول .
جلست شيماء على الفراش وهي تتحدث بحنق ناظرة للحقيبة التي تتوسط فراش ماسة
زفرت ماسة بحنق شديد وهي تتأكد من حقيبة يدها وأنها وضعت بها كل ما قد تحتاجه هذا اليوم
_ اولا هي مش رحلة ...دي مؤتمر ....ثانيا بقى دي ليوم يعني هبدأها دلوقتي واخلصها الساعة ٧ بليل ورشدي انهاردة مسهر يعني هيرجع الساعة ١ اساسا فايه المانع بقى
_ رشدي .
ألقت ماسة ما بيدها على الفراش وهي تهتف بضيق
_ يووه يا شيماء متخوفنيش اكتر ما انا خاېفة اساسا انا مش فاهمة اخوك ده مضيقها ليه
تحدثت شيماء بجدية شديدة تحاول افاقة تلك الغبية التي ستتسبب في انفجار بركان رشدي
_ ماسة متستهبليش ..أنت عارفة كويس اوي إن رشدي مش مضيقها وعارفة
أغمضت ماسة عينها بضيق شديد تفكر في الأمر فرشدي دائما ما كان متفهما لها وداعما لها ولم يقف يوما أمام طموحها لكن رفضه لذلك المؤتمر كل عام بعد ما حدث معها ذات مرة أضحى أمر واقع عليها الرضوخ له
_ أنت عارفة اني تخطيت الموضوع ده من زمان يا شيماء بعدين انا مش البنت الهبلة ام ١٩ سنة اللي لسه بتدرس انا دلوقتي كبرت وبقيت ناضجة .
نهضت شيماء وقد يأست من تلك الرأس اليابسة وهي تخرج
_ خلاص انا جبت اخري يا ماسة اعملي اللي تحبيه اياكش يولعك فيك وفي مؤتمرك الزفت ده ونخلص انا مالي ...انا عليا حذرتك وأنت حرة .
نظرت ماسة لاثرها بحيرة شديدة ما بين رغبتها في الذهاب ومواجهة مخاوفها التي تولدت لديها في ذلك العام ومابين إلغاء كل ذلك والجلوس هنا في منزلها تنتظر رشدي على الدرج كعادتها كل يوم لتقضي معه الليل كله في أحضانه الدافئة ...حسنا هي ستذهب وتعود قبله كما خطت ثم تنتظر كالعادة ولن يشعر بشيء ...أو هذا ما تتمنى .
___________________
في المساء وفي منزل فاطمة كانت منيرة تتحرك هنا وهناك تخشى أن تنسى شيء فهذا اليوم الأول الذي يزورها به أهل زوج ابنتها بعد ذلك الزواج الذي تم بشكل عجيب صدم الجميع ...
كانت فاطمة في غرفتها وهي تقف أمام المرآة تشعر بضړبات قلبها تزداد كلما اقترب وقت مجئ زكريا تحاول اقناع نفسها أن ما قررته صحيح وأن زكريا هو الوحيد الملائم لها وأن كل ما سمعته من بثينة كان نابعا من ڠضب بثينة على زكريا فقط ... وأن زكريا ليس سيئا ابدا ...نعم هذا صحيح هي رأت كل شيء بعينها و....
_ فاطمة يلا عشان الناس وصلت .
فزعت فاطمة لصوت والدتها وهي تنبأها أنه أتى ..يا الله لما هذا الړعب الذي تلبسها فجأة وكأنها اول مرة تراه وهي من أضحت تراه أكثر من اي شيء في حياتها ...ابتلعت فاطمة ريقها وهي تتقدم من باب غرفتها والذي بمجرد أن فتحته حتى قابلت منار والتي كانت على وشك الدخول ...لتظل منار تنظر لها ثوان قبل أن تقول
_ ايه اللي انت لبساه ده ده لبس البيت احلى يا شيخة .
فتحت فاطمة فمها پصدمة وهي تنظر لذلك الفستان الذي يصل لكاحلها باللون السماوي ولم تكد تجيبها حتى وجدت والدتها تندفع لها ساحبة إياها ولم تمنحها حتى فرصة أن تغير ثيابها لتصبح افضل بعد ما سمعته من منار .
كان يجلس في غرفة الضيوف تلك الغرفة التي تحمل له اسوء ذكريات يوم صارحته بكل شيء لكنه الآن سعيد فها هو على وشك تبديل تلك الذكريات بأخرى سعيدة ...
نظر جواره ليجد والدته تجلس وهي تبتسم باتساع بينما لؤي كان يحرك تلك الكارفات على شكل فيونكةببيونة بضيق شديد وقد أجبرته وداد على أن يرتديها ليصبح كما تقول عليه دائما كلما ارتدى تلك البذلة جنتل مان .
اقترب لؤي من زكريا المبتسم ببلاهة
_ طبعا فرحان ما انت مش مخڼوق زيي ...الليلة دي هتخلص وانتم شايلين چثتي عشان امك تستريح وابقى مت وانا جنتل مان اياكش روح البلوجر اللي جواها تستريح.
كتم زكريا ضحكته وهو يتذكر تلك المشاجرة التي كادت تشتعل بين الإثنان قبل مجئيهم
_ يعني يرضيك كنتم تتخانقوا وتقوم لامة هدوم البيت كله ووقتها لا كنت هتطول لا بدلة ولا جلبية وكنت هتيجي للناس بالجلبية بتاعة اولى اعدادي ويبقى منظرك عرة
زفر لؤي بضيق وهو يعدل من وضعية الكرافات للمرة المائة وهو يلعن كل ما يحدث وفجأة دخلت منيرة وهي تردد عليهم عبارات الترحيب للمرة الألف بعد المليون تسحب خلفها ابنتها التي كانت أقدامها تأبى التقدم خطوة واحدة مړتعبة من ذلك اللقاء وكأنه ذلك الجالس غريب وليس زوجها وأن هذه اول مرة تراه به ولم يقبلها البارحة بالفعل .
ابتسمت وداد باتساع وهي تنهض سريعا تضم فاطمة إليها بحب شديد تكنه لها منذ كانت تأتي لتحفظ عند ابنها وهي ترقيها ببعض ايات القرآن تثني على جمالها الطبيعي ...
تحدث لؤي وهو يضم فاطمة بحب ابوي شديد مربتا على ظهرها بحنان فالمرة السابقة لم تسنح له الفرصة بالترحيب بها في عائلته
_ نورتي عيلتنا يا بنتي ...من انهاردة اعتبريني ابوك .
ابتسمت فاطمة بحزن شديد لتلك
متابعة القراءة