روايه شيخ فى محراب قلبي بقلم رحمه نبيل

موقع أيام نيوز

نيسان .
راقب رشدي طريقة تمايل ماسة حتى خرجت من الغرفة ليتشنج وجهه بسخرية لاذعة 
_ لا زهرة نيسان ايه بقى دي فجلة نيسان ..بصلة نيسان ...إنما زهرة دي بعيد عن شعرك الاكرت يا نتنة .
________________________
كان يقف مع هادي أمام باب منزل فاطمة وبيده كل ما قال عليه هادي يبتلع ريقه بخجل شديد متردد من طرق الباب أو التقدم إليه ليشعر بهادي يدفعه للباب لكنه يرفض ذلك وكل ثانية يعود للخلف حتى كاد يركض من هادي في أحد المرات .
_ يا اخي اخلص بقى هتطلع روحي ...
زفر هادي بضيق وهو يترك زكريا يقف أمام الباب ثم سريعا اتجه صوب جرس باب منزل فاطمة وطرقه ثم ركض لمنزله سريعا وتبعه زكريا الذي أراد الدخول معه للاختباء لكن هادي اغلق الباب سريعا قبل أن يصل له وهو يفتح النافذة الصغيرة في الباب صارخا في وجهه بحنق شديد 
_ امشي ياض أقف قدام الباب امشي يا حيوان .
احتدت نظرات زكريا وما كاد يتحدث صارخا به حتى سمع صوت خلفه يقول بتعجب 
_ مستر زكريا 
________________
_ بكرة !
فزعت شيماء من حديث رشدي الذي أتى يخبرها أن غدا خطبتها على هادي والذي رفض أن يأتي يوم للتعرف قائلا أنهما بالفعل يعرفان بعضهما البعض لذا لينتقلوا لمرحلة الخطبة مباشرة .
_ ايوة يا شيماء بكرة ...فيه عندك اي اعتراض صدقيني لو مش مستريح ه.....
قاطعت شيماء رشدي سريعا ودون أن تنتبه للهفتها 
_ لا يا رشدي مفيش اعتراض بس ...هو يعني
صمتت بخجل بعدما استوعبت ما قالته منذ قليل ..ابتسم لها رشدي وهو ينتقل للجلوس جوارها ثم جذبها لاحضانه بحنان شديد يربت عليها بحب 
_ حبيبتي صدقيني انا لو كنت لفيت الدنيا دي كلها مكنتش هلاقي ليك واحد زي هادي ....سيبك من إن هو صاحبي بس والله الواد راجل يعتمد عليه وطيب واهبل وفيه كل الصفات اللي ممكن ست تتمناها .
ابتسمت شيماء بخجل ثم صمتت وهي تنظر لرشدي بريبة 
_ هي خطوبة بس صح 
ضحك رشدي بصخب شديد على خجل أخته ليقول لها بكل صراحة 
_ بصي يابنتي هو حتى الآن هي مجرد خطوبة بس انا عن نفسي مضمنش هادي ممكن تلاقيه بكرة جايب زفة وياخدك معاه وهو ماشي .
______________
ابتلع زكريا ريقه بصعوبة وهو يستدير واضعا وجهه ارضا يتجه للباب بخطوات صغيرة متحدثا بصوته الهادئ الرخيم 
_ السلام عليكم ...فاطمة موجود 
نظرت منار له پصدمة مما يحمل لا تصدق أن هذا الذي يقف أمامها يحدثها واضعا وجهه ارضا وحاملا لكل تلك الأشياء هو نفسه معلمها ذو الهيبة الشديدة ...
_ ايوة فاطمة جوا في اوضتها اتفضل .
تحرك زكريا صوب الباب ليشير لها بالتنحي جانبا حتى يمر لتفعل هي ذلك مبتعدة عن الباب ...
تحرك زكريا للداخل وهو يتنحنح حتى يعلم الجميع بقدومه ...قابل في طريقه منيرة التي خرجت من المطبخ تحمل في يدها ملعقة كبيرة ترمقه بعدم فهم ليتحدث هو بحرج شديد يلعن في سره هادي وما فعله به 
_ السلام عليكم ...بعتذر لو جيت بدون ما استأذن بس كنت عايز فاطمة و...
قاطعته منيرة بسرعة ولهفة شديد تتخلل صوتها مشيرة لغرفة ابنتها التي تركتها منذ ساعة تقريبا شاردة بشكل مخيف 
_ البيت بيتك يا حبيبي تيجي وقت ما تحب...ادخل الاوضة دي فاطمة فيها .
نظر زكريا للغرفة بتردد شديد ثم ابتسم بحرج وهو يتجه صوبها بخطوات بطيئة بعض الشيء يتمنى لو يطول به الطريق لها ...لكن ها هو يقف أمام الباب وهو يطرقه بهدوء شديد ينتظر الاذن بالدخول ....ثواني وسمع صوت فاطمة يأذن له بالدخول .
كانت تتسطح على فراشها بتعب شديد ليس تعب جسدي بل نفسي ...تخشى ان يتراجع زكريا في حديثه تخشى أن يتركها بعدما حصلت منه على أمل في أن يقف جوارها فما مرت به وما رأته من جميع من حولها جعلها تفقد الثقة في العالم كله .
خرجت فاطمة من شرودها على صوت طرقات بابها لتتعجب بشدة من ذلك فمنذ متى كان سكان المنزل يحترمون خصوصياتها فعمتها ومنار يقتحمون الغرفة كما لو كانوا أحد أفراد فرقة المكافحة .
فتح الباب ببطء شديد وكأن الطارق يخشى أن يخرج له وحش من خلفه ...ثوان قليلة حتى وجدت فاطمة دبدوب كبير زهري اللون مختلط باللون الابيض يدخل من الباب يتبعه بعض البالونات ...فتحت فاطمة فمها ببلاهة شديد وهي تقف على ركبتها في فراشها تراقب ما يحدث جيدا حتى واخيرا أطل ببسمته البشوشة من خلف الباب يحمل كل تلك الأشياء المبهجة .
دخل زكريا للغرفة ثم اغلق الباب بهدوء ووقف خلفه وهو يجلي حلقه محاولا التفكير في شيء لقوله بينما يحمل في يده العديد والعديد من البالونات وهناك دبدوب أسفل ذراعه ويده الأخرى يحمل بها بعض الزهور البيضاء وعلبة حلوى
متوسطة الحجم .
كانت فاطمة تنظر لزكريا ببلاهة شديدة لا تفهم شيء ابدا مما ترى ....تقدم زكريا منها ببسمة خجله بعض الشيء مما يفعله فهو لم يسبق أن رفع حتى نظره في فتاة .
وضع زكريا كل ما يحمل على الفراش حول فاطمة وهو يعتدل في وقفته يقول ببسمة 
_ اخبارك 
كانت فاطمة لا تستوعب شيء ابدا مما يحدث أمامها هل ...هل فعل كل هذا لها أحضر كل تلك الأشياء لها شعرت بدموعها تهبط دون وعي ليفزع زكريا من الأمر وهو يقترب منها بشدة يمسك وجهها بين كفيه بحنان شديد هامسا 
_ ماذا ألا تحبين تلك الأشياء 
ازداد بكاء فاطمة أكثر لتتغضن ملامح زكريا بشدة وهو ينظر لكل شيء بحسرة شديدة 
_ معجبتكيش الحاجات انا جبت كل حاجة ممكن تحبيها زي ما هادي قالي ...الظاهر إن اخر مرة هادي عمل مفاجأة فيها لبنت كانت في ابتدائي مش فاهم انا ايه كمية الدباديب والبلالين دي يارتني كنت سألت رشدي بدل المتخلف ده على الاقل ك.....
توقف زكريا عن التحدث بسبب صډمته من فاطمة التي ارتمت في أحضانه پعنف شديد وهي تبكي أكثر ...
عاد زكريا للخلف بفزع وهو يرفع يده عاليا بسبب صډمته لما حدث ..ازدادت ضړبات قلب زكريا وهو يبتلع ريقه ينظر للاسفل ليجد فاطمة تتعلق به كما لو كانت طفلة تتعلق بوالدتها وهي تضع رأسها على صدره وټدفن نفسها أكثر في صدره بينما مازالت تجلس على ركبتها على الفراش وهي تهمس ببعض الكلمات الغريبة التي لا يفهمها زكريا لكنه رغم ذلك مد يده يحاوطها بدفء محبب لقلبها وهو يضع ذقنه اعلى رأسها هامسا بحنان شديد 
_ أعجبتك تلك الأشياء السخيفة 
ضحكت فاطمة من بين دموعها وهي تهز رأسها بسرعة ليبتسم زكريا بسمة أظهرت أسنانه البيضاء وهو يهمس لها 
_ إذا سأخصص جزء من راتبي لتلك الاشياء وكل شهر أحضر لك منها جيد 
ابتسمت فاطمة أكثر وهي تهمس بصوت مبحوح من البكاء 
_ همممم حلو اوي عجبوني اوي شكرا .
_ على الرحب يا جميلة الجميلات نحن طوع أوامر سموك غاليتي .
ضحكت فاطمة وهي تضمه أكثر وقد أضحى حضنه هو مسكنها المفضل .....
_ إذا جميلتي كنت افكر في أن ننهي هذا الأمر ونبدأ من جديد وبطريقة
تم نسخ الرابط