روايه شيخ فى محراب قلبي بقلم رحمه نبيل

موقع أيام نيوز

من فعلة ابنها ليصلها صوته وهو يقول بغيظ شديد 
_ مش هتستريحوا انتم غير لما انزل الشارع ببوكسر والناس تعايركم إن ابنكم كان ماشي ببوكسر وهو طول الباب ...
كان لؤي يجلس في الخارج يبتسم بسخرية وهو يرى وداد تتحرك من أمامه ونظراتها تكاد تحرقه ...
خرج زكريا من غرفته بضيق وهو يتمتم مغتاظا من ذاك الزوج 
_ افضلوا أنتم خلفوا عيال وبهدلوهم معاكم بخناقكم مش فاهم انا الخناقة الصامتة دي يعني الواحد يعرف الخناقة اللي تقفل بطلاق أو قلمين ....إنما انتم لا ازاى لازم لما تتخانقوا تنكدوا على
الدنيا معاكم .
_________________
كاد هادي يخرج من المنزل سريعا ليلحق برفيقيه في محل لؤي فاليوم هو موعد تجمعهم في المحل سويا لكن بمجرد أن فتح الباب حتى تفاجئ بوجود بثينة في وجهه وهي تبتسم له بسمة غريبة عليه ...
تراجع هادي سريعا مفسحا لها طريق الدخول 
_ اتفضلي امي جوا.
أنهى حديثه وكاد يخرج سريعا لولا أنها أوقفته وهي تقول بحزن شديد لجفاءه معها 
_ برضو لسه متضايق يا هادي ما انا اعتذرت ليك كتير ...
توقف هادي بتعجب وهو يعود للباب ناظرا لها بعدم فهم ...هل تظن أن ما فعلته كان سهلا يبدو أنها جنت اكيد .
_ هو ايه اللي اعتذرتي عنه انك روحتي تشوهي صورتي قدام شيماء ولا انك افتريتي عليا زور 
كادت بثينة تفتح فمها لكن اقتراب هادي بسرعة منها جعلها تشهق بقوة وړعب 
_ احمدي ربك إن اخرك معايا كان إني امنع الكلام ...لان صدقيني لو سبت الموضوع لشياطيني هيكون ليا كلام تاني معاك .
أنهى حديثه ثم رحل بسرعة قبل أن يعود ويصفعها مؤدبا إياها ...
بينما هي نظرت له بغيظ شديد ثم اخرجت هاتفها متحدثه بهدوء شديد 
_ الو يا شوشو ....أنت في البيت طب تمام انا جيالكم....ومتخليش فاطمة تمشي لما نشوف حوارها هي كمان .
انهت حديثها وهي تنظر بغيظ حولها ثم خرجت من المنزل بحنق فهي من الأساس جائت لأجل أن ترى هادي و ها هو يرحل تاركا إياها دون حتى أن يسامحها ...والان لترى أمر السيدة فاطمة والتي علمت بزواجها صدفة من خلال حديث شيماء معها بالأمس والذي اخبرها رشدي بكل ما حدث ...
همست بثينة بغيظ شديد وهي تغلق الباب خلفها پعنف 
_ والله شكل الهبل بس هما اللي بينفعوا مع صنف الرجالة...شيماء و كمان فاطمة وانا قاعدة أزمر .
_____________________
_ يابني ركز الله يكرمك هما شعرتين بس هتشيلهم في أيدك
زفر هادي بحنق وهو ينظر في المرآة لوجه فرج بغيظ شديد 
_ بقولك ايه يا فرج انا لو عليا هشيل راسك نفسها فاهدى كده لاني على اخري منك .
صمت فرج بړعب وهو يناظر عيون هادي التي تقدح شرار...
همس زكريا وهو يضع الطعام على الطاولة يجهز الفطور للجميع 
_ قوم يا رشدي إنت شوف فرج لاحسن مش بيسلك مع هادي ..
هز رشدي كتفيه بعاد شديد وكأنه طفل صغير 
_ مليش فيه ...ده دوره هو انا لسه حالق لواحد .
أصدر زكريا صوتا ساخرا من حنجرته على طفولة رفيقيه ليستفيق على صوت هادي الذي غمزه في المرآة بخبث 
_ ها بقى يا كازانوفا احكيلنا ايه اللي وصلك للجواز بالشكل ده 
_ يابني انت لو مركزتش هتوصلني للرفيق الأعلى ابوس ايدك انا لسه حتى ممسكتش ايد ام اشرف .
ضحك هادي بصخب وهو ينحني قليلا لفرج هامسا 
_ مش عيب لما تبقى خلبوص كبير كده ولسه ممسكتش ايد ام اشرف يا جدع ده انا قولت انك وصلت لمرحلة البوس بس شكلك زي حالاتي لسه مستني الڤرج ..
هز فرج رأسه وهو يتنهد بتعب وملل موافقا حديث هادي ....
ابتسم زكريا وقد استمع لحديثه هادي فهو الاقرب له من رشدي ...
تحدث رشدي وهو ينظر لزكريا بتعجب يتناول بعض الطعام سريعا حتى ينتهي هادي 
_ مقولتليش يا زكريا هتعمل فرحك امتى 
انتبه هادي والجميع لحديث رشدي ليبتلع زكريا ريقه بتوتر فهو حتى لا يعلم مصير علاقته بفاطمة 
_ ربنا ييسر لسه معرفش ...
تحدث هادي بغيظ شديد 
_ لا يا خويا اعرف بسرعة لاني ناوي والنية لله نتجوز سوا في نفس اليوم ...واياك اسمع كلمة اعتراض ..
ضحك رشدي بصخب وهو ينهض يضم هادي من الخلف متحدثا بمشاكسة 
_ أنت صغنونة هتتجوزي ..
شعر هادي بيد رشدي تبدأ في زغزغته ليبدأ الضحك دون التحكم في نفسه 
_ رشدي لا ....بس ...بواخة بقولك ...بس
ضحك رشدي بشدة على ضحكات هادي التي ملئت المكان ليبتسم لهم زكريا بحب شديد شاكرا الله في نفسه على هؤلاء الأصدقاء الذين يعشقهم .
انتبه رشدي وهادي لنظرات زكريا ليتغامزا ثم وفي ثوان كان الاثنان يهجمان على زكريا الذي صړخ بفزع قبل أن تصدح ضحكاته مختلطة بضحكاتهم في منظر مبهج للقلب ...
هتف هادي بفرحة شديد 
_ ايه رأيكم نعمل التلات افراح مع بعض هيكون حلو اوي .
سمع الجميع فجأة صوت يقتحم المحل متحدثا بثقة كبيرة 
_ فعلا حلو والأحلى بقى لو كانوا اربع افراح وجوزتني بثينة بنت عمك ............
_________
نظر هادي لرفيقيه قبل أن يعيد نظره لذلك الذي يقف أمامهم ببسمة مشرقة لطيفة وثياب مهندمة لا تتناسب ابدا مع الحارة واجوائها ...
ابتسم ذلك الشاب وهو يراقب الصدمة على وجوه الجميع ليتحرك صوبهم متحدثا ببسمة بسيطة 
_ ها اجيب خالو واجي امتى 
نظر رشدي للشاب وهو يهمس لهادي بصوت منخفض مازح 
_ الحق ياض يا هادي بنت عمك هتتجوز واحد بريحة وطعم الكرواسون .
لم يتمكن هادي من كبت ضحكاته على حديث رشدي ليسقط ارضا ضاحكا وهو يتخيل ابنة عمه بحديثها وتصرفاتها تلك زوجة لذلك الشاب برائحة الكرواسون كما يقول رشدي .
اقترب الشاب بحنق شديد وهو يساعد هادي لينهض 
_ ايه يا هادي مطولش ولا ايه 
نظر هادي لوجه وهو يود أن يخبره أن يهرب لكنه ابتلع حديثه فتلك بالنهاية ابنة عمه وعرضه لذا تنحنح وهو يرسم الجدية على وجهه 
_ لا ابدا يا فرانسو يا حبيبي متطولش ايه بس يابني ده انت بقيت من العيلة من يوم ما كلت سندوتش من ايد رشدي يا جدع
رفع رشدي يده ملوحا بها في الهواء يؤكد على حديث هادي ليبتسم لهم فرانسو بفرحة ثم يقول بحماس شديد 
_ طب اجيب خالو امتى طيب 
تحدث زكريا بتعجب من لهجة فرانسو 
_ سيبنا من خالو دي وقولي ما شاء الله بقيت لبلب في اللهجة المصرية ازاي 
_ ما هو انا اشتغلت على نفسي عشان اللحظة دي بعدين اساسا انا كنت بتكلم مصري كويس بسبب والدتي هو بس بعض الالفاظ اللي كانت محتاجة تتظبط ...إنما الفصحى هي اللي فيها مشاكل 
نظر له هادي بتحذير وهو يقول 
_ اسمعك تنطق كلمة فصحى قدام زكريا هعلقك احنا مش ناقصين ما صدقنا بقاله يومين بيتكلم معانا عادي .
خرج صوت مستنكر من حنجرة زكريا وهو يتحدث معترضا على حديث هادي 
_ بتكلم عادي على أساس إن الفصحى مش عادي انا حقيقي مش فاهم اعتراضكم ايه هنا المفروض اساسا كلنا نتكلم فصحى
تحدث رشدي وهو ينهض من مقعده متجها صوب فرانسو 
_ وانت عرفت بثينة منين 
ابتسم فرانسو بحرج شديد ثم قال بخفوت 
_ لما جينا معاكم
تم نسخ الرابط