روايه شيخ فى محراب قلبي بقلم رحمه نبيل
المحتويات
ترمي محصنات على حد اذا سمحتي ......
كانت كلمات صغيرة هادئة من زكريا الذي قاطع بها حديث تلك السيدة المقيتة عالما بما ستقوله عنهما لكن ورغم الهدوء في صوته إلا أن عينه قد بدأت تحتد وكأنه على وشك افتراس كل من بالمنزل ...يا الله هل يوجد أناس بتلك الحقارة ودون شعوره خرجت كلماته غاضبة وبشدة صارخا بالجميع
صمت ثم أكمل كلماته بتهكم شديد
_ على الاقل كنت اظهري بعض من ثقتك بابنة تربت أسفل سقف منزلك سيدتي إذا لم تثقي بنيتي ......
_ نحمده
كانت تلك الصراحة تنطلق من فم مرسي الذي ألقى نظرة مرعبة لأخته والتي يعميها حقدها والغل المستوطن في قلبها عن التحكم في حديثها عن ابنته ......
_ خلص الحوار اتفضل حضرتك اطلع من هنا ... وفاطمة بعد كده مش هتحفظ قرآن عندك ولا هتحفظ خالص ...شرفتنا .
استغفر زكريا ربه في سره وهو يحاول التحدث لمساعدة تلك التي تتمسك به حتى كادت تقطع ثيابه
ابتسم مرسي بسمة ساخرة متهكمة لم ترق لزكريا أبدا ثم تحدث بحنق شديد
_ يعني انا لقيت وقولت لا يا خويا هو ده اللي موجود ...
لم يفهم زكريا مقصد مرسي من الحديث فما الذي يعيب فاطمة ليقول مثل تلك الكلمات لذا تساءل بعدم فهم
أخرج مرسي صوتا ساخرا من فمه ثم نظر لزكريا من أعلى لاسفل قائلا بجدية صډمته هو نفسه قبل أن تصدم زكريا
_ خلاص اتجوزها إنت.......
____________________
لم تحرك ماسة ساكنا وهي تنظر لوجه رشدي بهدوء مخيف جعل رشدي يلقي كل ما بيده جانبا ثم انحنى جوارها وجذب رأسها لصدره بحنان شديد وهو يربت عليه پخوف
واخيرا صدرت منها حركة تظل على أنها حية
حيث رفعت ذراعيها وطوقت رقبة رشدي بقوة ...رغم تفاجأه من حركتها إلا أنه شدد من عناقها وهو يستند على الجدار المجاور للدرج وقد أصبحت تسكن أحضانه يهمس لها بحنان
_ مالك يا ماسة
رفعت ماسة عينها له وهي تهمس بنبرة خاوية من أي تعابير تقريبا
لم يفهم رشدي شيء من حديثها
_ تليفون ايه فيه ايه يا ماسة خوفتيني .
بكت ماسة وهي تضمه أكثر متحدثة بصوت متحشرج
_ الصور بتاعتي معاه وبيهددني بيها ....
فتح رشدي عينه بفزع مما تقول ليبعدها سريعا عن أحضانه متحدثا بهدوء مخيف
_ صور ايه ومين ده اللي بتتكلمي عنه
بكت ماسة أكثر وهي تشير للشقة
_ واحد بيضايقني على التليفون ....
اغمض رشدي عينه پغضب شديد ثم ابعد ماسة عنه بهدوء حتى لا يفزعها أكثر يكفيها ما هي به ثم تحرك بهدوء وأمسك يدها متحدثا بحزم
_ تعالي وريني تليفونك فين
سارت ماسة خلفه وهي تبكي پخوف شديد بينما رشدي كان يشتعل وهذا أبسط ما يمكن وصف حالته به ...سار معها حتى وصل لغرفتها لتحمل هي الهاتف وتعيد تشغيله ثم تمد يدها به إليه ...نزع رشدي الهاتف من يدها پعنف وڠضب ثم أخذ يبحث فيه لعشر دقائق تقريبا وبعدها أخرج هاتفه بهدوء شديد وأجرى اتصالا
_ الو يا مصطفى هبعتلك رقمين تعرفلي مين صاحبهم ضروري ...
أنهى كلماته ثم أعطاه الرقمين واغلق المكالمة ....
ابتلعت ماسة ريقها بړعب من نظرات رشدي لها وهو يسألها
_ من أمتى والولد ده بيضايقك
_ من فترة يعني اسبوعين او.....
توقفت عن الحديث وهي ترى رشدي يلقي بكل شيء أمامه في ڠضب ثم صړخ بها وقد نسي حديثه لنفسه منذ قليل بألا يزيد خۏفها
_ اسبوعين اسبوعين ومكلفتيش خاطرك حتى تقوليلي
بكت ماسة پخوف شديد وهي تتراجع للخلف مخافة أن تطولها يده
_ انا ...انا والله فكرته واحد بيرخم زي العاده بس...
انطلق لها رشدي جاذبا إياها من ذراعيها پغضب شديد جعلها تطلق تأوها عاليا
_ حتى لو يا ماسة ...حتى لو بيرخم تيجي تقوليلي ...سامعة حتى لو رقم اتصل بالغلط سامعاني
أنهى كلماته بصړاخ عڼيف في وجهه وقد تحكم به غضبه...هزت ماسة رأسها بإيجاب وهي تبكي محاولة نزع يده مرددة پألم
_ انت بتوجعني يا رشدي .
انتبه رشدي لعين ماسة ليجد أن يده تمسك بذراعها بطريقة مؤلمة وبشدة ليبتلع ريقه وهو يبعد يده عنها متراجعا للخلف يمسح وجهه بضيق شديد لما فعله ثم نظر لها باعتذار شديد فهو في غضبه لا يفرق بين حبيب وعدو بل يقتلع كل من أمامه ...
نظرت له ماسة پغضب من بين دموعها ثم تحركت لفراشها تاركة إياه يقف في منتصف الغرفة يلوم نفسه على ما فعله معها ثم تحرك بهدوء للفراش وهو يربت عليها بحنان
_ ماسة ...متزعليش مني انا بس اتعصبت و...
توقف عن الحديث وهو يراها تغطي وجهها بالكامل بالغطاء دون أن تغيره أدنى اهتمام ليرفع رشدي حاجبه بسخرية من حركاتها تلك ...ابتسم بخبث وهو يعلم جيدا كيف س
خرج من أفكاره الخبيثة على رنين هاتفه المزعج رفع الهاتف أمام عينه يردد بسخرية
_ اكيد طبعا مفيش غيرك بأم الرخامة بتاعتك دي ...عيل لزج
فتح المكالمة وتحدث بتأفف
_ نعم يا زفت الطين يا هادي قولتلك مش هرجع البيت غير .......
توقف عن الحديث وهو يستمع لحديث هادي من الطرف الآخر ثم ردد بعدم فهم
_ أهدى بس وفهمني ماله زكريا
قبل ذلك بعشرة دقائق
_ ايه مسمعتش انا قولت ايه بقولك اتجوزها إنت طالما صعبانة عليك اوي كده وكمان شكلها عجباك فاتجوزها إنت لاني خلاص تعبت وانا مستني تتجوز .
صدم لا بل صعق زكريا لحديث ذلك الرجل هل هناك اب قد يقول هكذا حديث عن ابنته يا الله ألا يملك قلب شعر زكريا بارتخاء يد فاطمة الممسكة به وتلك الشهقة المچروحة التي خرجت منها ....
ابتلع ريقه وهو يرفع نظره للرجل ثم تحدث بعد صمت ليس بطويل لكنه مر على الجميع كدهر خاصة منيرة التي كفت عن البكاء وهي تنظر له برجاء تعلم جيدا أن الأمر صعب لكن هذا أملها الوحيد لانقاذ ابنتها فزكريا شاب محترم وسوف يحافظ على ابنتها لكن ذلك الرجل الذي أحضره زوجها تعلم جيدا أنه لن يذيق ابنتها الراحة ابدا ناهيك عن خدمتها لأبنائه فهو ارمل ولديه أبناء من امرأتين ويبحث عن زوجة ثالثة بعد مۏت الاثنتان.....قاطع كل تلك الأفكار التي تدور في رأس منيرة صوت زكريا الذي خرج ثابتة جادا وحازما
_ انا اساسا كنت هكلم حضرتك عشان اطلب ايد الآنسة فاطمة بس كنت مستني الوقت المناسب وكنت هطلب من الست منيرة تكلم حضرتك عشان اطلب مقابلتك ....
صمت قليلا ثم قال بعدما ابتسم له بسمة هادئة
_ ولولا الموقف اللي كنا
متابعة القراءة