روايه شيخ فى محراب قلبي بقلم رحمه نبيل
المحتويات
ملهوش طريق معاك غيرتي على غيره ولما غيره مجاش معاك قولتي أما تشوفي سكة هادي كده ...
فتحت بثينة عينها پصدمة وهي تستمع لحديث ماسة...ماذا تقصد بغيره هل تعلم ما فعلته قديما لكنها ورغم ذلك ادعت عدم الاهتمام وهي تنظر ببرود لماسة التي ابتسمت لضغطها على الوتر الحساس فهي أكثر من تعرف بثينة وتعرف جيدا أنها لم تحب هادي لكنها تود إثبات فقط أنها تستطيع الحصول عليه طالما وضعت عينها عليه وأنها مرغوبة بعد فشلها مرتين في الحصول على الحب ..مرة رفقة رشدي الذي لم ينظر لها يوما حتى إلا كابنة عم رفيقه ومرة مع رفيقها الثري أثناء الجامعة والذي تخلى عنها بأمر من والده وسافر لإكمال دراسته وإدارة اعمال والده في إحدى الدول الأجنبية تاركا إياها خلفه لا تملك غير أن تعود لهادي الذي كان أمامها دائما ولم تفكر يوما به لرؤيتها أنه أقل من طموحها لكن كل ذلك تغير حينما صارحها هادي بحبه لشيماء ورغبته في الزواج منها وقتها شعرت أن شيء ملكها يسحب من بين أصابعها ...ولم تدرك بسذاجتها أن هادي لم يكن يوما ملكها .
_ لو شيماء حصلها حاجة محدش هيقف ليك غيري يا بثينة ...
انهت حديثها ثم صعدت للأعلى تاركة بثينة تنظر في اثرها بنظرات مريضة مرددة بنبرة خبيثة
_ طب كويس إنك بلغتيني...لاني مش ناوية اعمل حاجة لشيماء لاني ببساطة اقدر اتصرف معاها واسيب الباقي لغبائها ... إنما أنت بقى فمحتاجة شوية شغل لانك تعرفي حاجات كتير اوي مكنش لازم تعرفيها ........
_ يعني حضرتك بعد كده اللي هتحفظيني
هزت وداد رأسها بتعجب لبسمة فاطمة تلك وكأنها أخبرتها للتو بخبر نجاحها ولا تعلم أن فاطمة الان تشكر الله في قلبها لعدم اضطرارها للتعامل مع زكريا مجددا فهي يكفيها ما تتعرض له كل مرة حينما تكون معه وكأن المصائب تنتظر تلك اللحظة لتظهر ....
_ تمام بما إني وضحت الموضوع نبدأ
_ تمام بس انا مجبتش المصحف بتاعي معايا مكنتش اعرف اني هاخد دلوقتي ..
ابتسمت لها وداد وهي تنهض
_ هروح اجيب واحد من مكتبة زكريا ونبدأ ولا يهمك ...انا زكريا وراني هنبدأ في ايه وعرفت كل حاجة .
انهت حديثها ثم اتجهت للداخل تحضر المصحف تاركة فاطمة في الخارج تحمد ربها لاستجابته دعائها فهي دعت ألا تراه مجددا بعد ما تعرضت له معه....
أنهى هادي عمله وكان في طريقه للمنزل قبل أن ينتبه لفرج الذي يحتل مقعده المميز لذا اتجه له سريعا پغضب شديد يكاد يكسر الأرض أسفل قدمه صارخا پغضب بمجرد وصوله حيث فرج
_ يابرودك يا اخي ...يعني كنت هتبوظ الخطوبة الصبح وقاعد هنا تشرب سحلب
_ اشرب كركديه طيب
اغتاظ هادي من حديث فرج
ليسحب مقعد ويجلس أمامه وهو يرمقه بشړ
ابتسم فرج وهو لا يشعر بأي ذنب لما فعل
_ وفجل لو سمحت ...انا كنت جايب فجل عشان اكسر اللون الاخضر واعمل ميكس الوان كده ...
_ تعرف يا فرج لو الخطوبة دي باظت بسببك هعمل ايه
نظر له فرج بترقب ليكمل هادي حديثه بغيظ كبير
_ ويهون عليك عمك فرج يا هادي
تحدث فرج بمسكنة ليبتسم له هادي ببرود مرددا
_ لا يا غالي متهونش وعشان كده هسمي اول عيل فرج عشان تعرف اني.....
توقف هادي عن التحدث وهو يلمح شيء جعله يفتح عينه پصدمة كبيرة ليهمس
_ شيماء
_______________
_ تمام كدة يافاطمة شطورة ...كده خلصنا اللي علينا انهاردة وبكرة نكمل سوا .
ابتسمت فاطمة لوداد بحب وتقدير وهي تنهض مقررة الرحيل فهي تأخرت حتى أنها لم تخبر والدتها أنها ستأخذ درسها الآن وايضا نسيت هاتفها في المنزل بسبب تعجلها ....
تحركت فاطمة متجهه للخارج سريعا خوفا أن تقابل زكريا بينما وداد تنظر لها بتعجب لركضها بهذا الشكل لكنها لم تهتم كثيرا واتجهت للمطبخ ...
بعد ثوان قليلة دخل زكريا للمنزل وهو ينادي بصوت عالي على والدته مخبرا إياها أنه أتى ليسمع فجأة صوت رنين هاتف والدته
_ تليفونك بيرن يا امي ...
_ رد يا زكريا يابني شوف مين عشان ايدي مشغولة حاليا ...
حمل زكريا الهاتف ورأى اسم منيرة ينير الشاشة لذا اجابه بهدوء قليلا واحترام شديد
_ السلام عليكم ....
_ زكريا فاطمة عندكم يابني
تذكر زكريا رؤيته لفاطمة وهي تخرج من منزله راكضة بعيدا ولم يرد هو أن يقترب قبل أن تختفي حتى لا يعرضها للحرج لذا أجاب منيرة بالرفض واخبرها أنها رحلت منذ ثوان ليصل له صړاخها الذي جعل قلبه ينتفض بړعب
_ الحقها يا زكريا الحقها بسرعة يابني ابوس ايدك خليها متجيش البيت دلوقتي ابوها جايب مأذون وحالف مېت يمين ليجوزها لواحد قده اول ما توصل ابوس ايدك يابني تلحقها خليها عندكم دلوقتي الحقها يا زكريا .......
________________
كان يجلس شاعرا بڼار تندلع داخله يتخيل نفسه يمسك ذلك الغبي الذي يبتسم أكثر بسمة مقيتة رآها طوال حياته ...ثم يقوم پضربه في أقرب حائط له وبعدها يحضر سکين ويفتح امعائه ثم يقوم برميها في أقرب مكب نفايات ...
كانت هذه الأفكار تدور برأس هادي الذي لمح وقوف شيماء مع أحد الشباب والذي يراه لأول مرة في حياته ويبتسم لها وكأنه حبيب يلتقي حبيبته بعد فراق سنوات طويلة .....
_ ألا مين الواد الملون اللي واقف مع شيماء ده
خرج هادي من أفكاره السوداء على صوت فرج الذي يتحدث جوار أذنه وكأنه بالفعل لا يرى ما يحدث ...
_ لا بس الواد جميل ما شاء الله
زفر هادي بضيق وهو يرمق ذلك الشاب ذو العيون الزرقاء والبشرة الشاحبة بعض الشيء والنمش الذي ينتشر أسفل عينه وعلى أنفه مع شعر اشقر بعض الشيء .....
_ شايف ما شاء الله الواد قمر اوي ...
اڼفجر هادي في فرج الذي يشعر وكأنه يغازل الشاب
_ خلاص يا فرج عرفت إنه قمر وعسل اروح ابوسه من بقه يعني ولا اقولك انا افكني من شيماء واتجوزه
أنهى كلماته المچنونة وهو يتحرك مبتعدا عنه صوب هؤلاء الحمقى الذين يقفون في الشارع هكذا دون خجل بينما نظر فرج له پصدمة من حديثه لكنه رغم ذلك ابتسم وهو يقول بغباء
_ لا بس الواد حلو ماشاء الله ......
_ يا استاذ سلامة مينفعش وقفتك دي لو سمحت هات الفلوس خليني اطلع.....
هكذا تحدثت شيماء بضيق شديد وهي تنظر لذلك الشاب والذي يكون شقيق لإحدى الصديقات أتى ليعطيها أموال كانت قد استلفتها منها أخته سابقا ....
ابتسم سلامة لها وهو ينظر لها مستمعا بإغاظتها .....
فقد قمت أخته حينما حدثته أنفا عن لطافتها
_ طيب أنت ليه متعصبة كده انا بس حابب نتكلم شوية مش اكتر .
_ نعم يا ضنايا
ألتفت سلامة بتعجب لذلك الصوت الذكوري ليجد نفسه يقف أمام شاب عملاق بالنسبة لجسده الهزيل..رفع الشاب حاجبه بتعجب من لهجة هادي
متابعة القراءة