روايه شيخ فى محراب قلبي بقلم رحمه نبيل
المحتويات
الغريبة لكن ما رآه بعد ذلك جعل هادي ينتفض سريعا ساحبا فرج خلفه معتذرا من الجميع ببسمة صغيرة .....
___________________
_ يعني ايه مش هتلبسي فستان أنت هبلة
اقتربت فاطمة من ماسة تحاول تهدئته فهم منذ دخلوا لهذه الغرفة يحاولون إقناع شيماء بارتداء فستان لائق لهكذا مناسبة رغم الاوضاع الغريبة الذي تم به الأمر لكن تظل خطبة في النهاية وعليها التأنق لأجلها ....
نظرت شيماء لماسة وهي تفرك يدها بتوتر شديد مشيرة لعباءة بسيطة تتوسط الفراش مبتلعة ريقها بتوتر
_ مالها يعني العباية يا ماسة ما هي حلوة اهي ..
_ حلوة برضو هتقوليلي حلوة عريس جاي يتقدملك وتلبسيله عباية سودة ايه هتتجوزي واحد محروق إياك...
_ بقولك ايه يا ماسة يا اما البس العباية دي يا اما مش هخرج انا بقولك اهو ...يعني هو يجي في الوقت اللي يعجبه ويتأمر علينا كلنا وفي الاخر عايزني اخرجله ولا كأني عروسة مولد وأبين اني واقعة
في تلك اللحظة احتدت عين ماسة واستدارت سريعا لتلك الحية التي تجلس بهدوء على الفراش تراقب نتيجة عملها ...ابتسمت ماسة لبثينة ثم تحدثت بكلمة واحدة
ابتسمت بثينة بسخرية بينما لم تفهما أي من فاطمة أو شيماء قصدها لتستدير لهم ماسة وهي تسحب شيماء قائلة ببسمة
_ بقولك ملعوبة منك التقل ده ....خلي هادي يشيط كده اكتر ما هو شايط يا عيني ....ده حتى مصبرش لغاية ما يجي بليل وتقوليلي أنت اللي واقعة ده هو اللي واقع من سنين يا هبلة .
نظرت لها شيماء بعدم فهم لكن لم تعطها ماسة الفرصة للفهم وهي تعطيها العباءة التي اخرجتها من الخزانة مخبرة إياها أن ترتديها فهي ستكون جميلة عليها .....لتنفذ شيماء الأمر بينما تحركت ماسة لتجلس على الفراش جوار بثينة هامسة بشړ
استدارت بثينة پغضب لماسة التي ابتسمت لها بسمة تخبرها بها أنها ستجدها دائما كالشوكة في الحلق إذا ما فكرت يوما في الاقتراب من شيماء و إفساد حياتها ....
_______________
كان يجلس بين الجميع كل شخص منهم يتكلم في هذا وذاك وهو فقط يجلس معهم بجسده فقط بينما عقله وقلبه مع تلك التي سقطت منذ قليل واسقطت معها آخر دفاعاته.....زفر زكريا بضيق واضعا وجهه بين كفيه عازما على تنفيذ ما فكر به ...فما يحدث الآن لم يكن يوما من شيمه ولن يكون.
_ مالك يا زكريا إنت كويس
نظر له زكريا ثوان قبل أن يهز رأسه بنعم مبتسما بسمة صغيرة
_ كويس هو موضوع كده بس شاغل بالي مش اكتر ...
_ موضوع ايه ده
صمت زكريا قليلا يفكر هل يخبره بالأمر أو يصمت الآن فهو ابدا لن ېكذب عليه أو يراوغ فهذه ليست عادته ولن
ينتهجها الان ....
_ هقولك يا رشدي اكيد هقولك إنت وهادي انا مليش غيركم بس مش دلوقتي ...انهاردة يوم هادي
أنهى حديثه ببسمة ليربت رشدي على يد زكريا مقتربا منه هامسا بحنان شديد فهو يخشى أن يكون وقع في مشكلة ما وهي ما جعلته يبدو شاردة بهذا الشكل
_ إنت عارف اني جنبك دائما يا زكريا ....ولو احتجت أي حاجة هتلاقيني صح
ابتسم زكريا على حديث رشدي فلا بد أنه فكر الآن بأن ما يؤرقه هي مصېبة كبيرة أو تورط في شيئا ما ...
_ عارف يا رشدي عارف متقلقش هقولك كل حاجة بعدين ...
ابتسم له رشدي وهو يعود مجددا لوالده لعله يقنعه بنزع ذلك القناع السخيف عن وجهه ليتحدثوا قليلا بجدية في هذه الخطبة التي لن تنتهي فهو يريد النوم قليلا قبل بدأ مناوبته ......
__________________
_ ايه اللي إنت عاملة في نفسك ده يا فرج
تعجب فرج من حديث هادي ونبرته لينظر سريعا لثيابه ومظهره
_ ماله مش عجبك النيو لوك
_ بعيدا عن البدلة بتاعتك اللي هتعميني دي ....بس ايه اللي إنت جايبة ده
أخرج فرج صوتا حانقا من حنجرته وهو يكاد ېحرق هادي بنظراته المغتاظة مشيرا لنفسه
_ إنت بتعيب في البدلة بتاعتي إنت اتجنيت دي بدلة فرحي ...
رمقه هادي من أعلى لاسفل بحسرة
_ يا صبر المعازيم اللي فضلوا باصين ليك طول الفرح من غير ما يخرجوا معميين منه ...
_ على فكرة دي كانت البدلة المفضلة عن المرحومة ...
ضحك هادي بسخرية من حديث فرج
_ الله يرحمها كانت حمالة قاسېة....ما علينا ممكن افهم ايه اللي إنت مسكه في ايدك ده
ابعد فرج عيونه من على عادي بتذمر ثم نظر لما يتوسط يده متحدثا بعدم فهم
_ مش إنت اللي طلبت مني اجيبه
اقترب منه هادي يهسهس بشړ بجانب أذنه وهو يكاد يفقد وعية من غباء فرج
_ انا قولتلك تجبلي ربطة جرجير وبقدونس
لوى فرج فمه بضيق من ذلك الشاب المزعج بحق مشفقا في سره على شيماء ...
_ ده مش بقدونس ده كزبرة بص هتلاقي ليها جذور من تحت ومتفر.......
توقف عن الحديث بسبب يد هادي الذي أخذ يضرب الجدار جوار رأس فرج ينفس عن غضبه قليلا قبل أن يسقط أرضا بمرض في القلب
_ اخرس بقى اخرس هتجبلي جلطة حرام عليك ھټموټني ....انا قولتلك هاتلي جرجير وكزبرة
أنهى حديثه پغضب شديد ثم أكمل بسخرية
_ ايه جاي أخطب كرنبة
_ كرنبة
انكمشت ملامح هادي بتعجب وهو ينظر لفرج أمامه متحدثا بخفوت
_ ايه الصوت ده
ابتسم فرج بتشفي على هادي وأشار له للخلف ...استدار هادي ببطء وحذر ليجد شيماء تقف أمامه وهي تحمل صينية المشروبات بيدها ترمقه بشړ كبير ويبدو أنها استمتعت فقط للجزء الاخير من حديثه حيث أنها صاحت في وجهه پغضب كبير
_ كرنبة انا كرنبة يا استاذ يا محترم
كاد هادي يفتح فمه ليجيبها لكنها لم تعطه أي فرصة لذلك حيث فتحت فمها صاړخة به
_ جاك كرنبة لما تنزل على نفوخك تقسمه نصين يا عديم الرباية إنت .
وعلى عكس المتوقع كان هادي يقف ويستمع لحديثها وصړاخها دون أن يبدي أي حركة أو اعتراض مما استفز شيماء بشدة فوضعت الصينية التي تحملها في الارض جوارها ثم نهضت وامسكت كأس ملقية إياه في وجهه وهي تشعر بالمرارة قد استحكمت حلقها مما سمعته دون حتى أن تمنحه فرصة واحدة لتوضيح ما حدث .....
اغمض هادي عينيه
متابعة القراءة