روايه شيخ فى محراب قلبي بقلم رحمه نبيل
المحتويات
الحديث
_ ايه يابابا مش بتتكلم ليه
أشار ابراهيم لوجهه متحدثا ببطء شديد وكأن وجهه من صخرة
_ مش عارف اتكلم ...من البتاع اللي على وشي ده
كان يتحدث بحديث غير مفهوم نسبيا ...عقد رشدي حاجبيه بتعجب
_ ايه ده يابابا ما تقوم تغسله وخلاص .
_ لا لسه مكملتش ساعة ...
تحدث هادي ببسمة وهو يمد يده بالخلاط
رمقه رشدي پغضب شديد ..هو اساسا لا يطيقه منذ الصباح ....لكنه تجاهله ونظر لوالده بحنق وهو يتحسس قناع وجهه بتعجب
_ ايه ده يابابا ده شكله مجبس اوي .
_ معرفش انا لقيت برطمان اسود في الحمام فحطيت منه
نظر رشدي له بشك كبير ثم اقترب منه واشتم ذلك القناع الذي يضعه والده
هز ابراهيم رأسه بإيجاب ليتحدث رشدي وهو يدعو ألا يكون ما يفكر به صحيح
_ مرسوم عليها فواكه كده
ومجددا هز ابراهيم رأسه ليشعر رشدي وكأنه على وشك السقوط ارضا بذبحة قلبية مرددا پقهر وحسرة
_ دي علبة البروتين والمغذيات اللي جايبها ب٥٠٠ جنيه يا ابراهيم حرام عليك .
تحدث ابراهيم بتعجب شديد وكان يتحدث بصعوبة
نظرت له اسماء بحنق شديد لأفعاله المخجلة
_ وهو إنت كلته ولا ايه يا ابراهيم
_ لا بس وانا بحطه وقع شوية في بقي فلقيت طعمه مسكر كده وزي الفواكه .
دخلت ماسة وهي تحمل صينية عصير تتبعها فاطمة التي كانت تحمل صينية كيك ...
ابتسمت ماسة الجميع وهي تضع الصينية على الطاولة تتبعها في ذلك فاطمة التي ابتسمت للجميع لتقع عينها فجأة على زكريا الذي جعل جسدها ينتفض متذكرة ما حدث البارحة وما قصته عليها والدتها ....
انتبه زكريا أنه يطيل النظر بها لذا سرعان ما اخفض بصره مبعدا عينه عنها متمتما ....
_ استغفر الله العظيم ...
_ هروح اشوف مين ادخلي أنت لشيماء يا ماسة .
انهت حديثها متجهة للخارج بينما ماسة استأذنت من الجميع للذهاب حيث شيماء فهي لن تتركها مع تلك الحية وحدها كثيرا لربما اقنعتها هذه المرة أن هادي كائن فضائي يأكل الفتيات وهذه الساذجة ستصدقها سريعا......
_ ده اكيد فرج ...يارب يكون جاب اللي طلبته .
ابتلع زكريا ريقه الذي جف جراء ما حدث منذ قليل ليشعر لهادي يقترب منه يهمس ببسمة مستفزة
_ بقينا نبتسم اهو ومش بنغض البصر .
رماه زكريا بنظرات مشټعلة لم يقطعها سوى صوت تكسير عالي يتبعه صرخات من الخارج ....لينتفض زكريا بړعب جلي راكضا للخارج وهو ېصرخ
_ فاطمة ..........
خرج الجميع بسرعة خلف زكريا الذي كان يبدو مړتعبا بشكل كبير أثار انتباه رشدي الذي ابتسم بخبث
_ دي شكلها لعبت معاك يا شيخنا ....
توقف زكريا بړعب في بهو المنزل وهو يرى ما فعلته تلك الکاړثة ذات الارجل التي تأوهت بۏجع تكاد تبكي كالأطفال ...اغمض زكريا عينه پغضب وهو يستدير معطيا ظهره لها هامسا بحنق
_ مش معقولة كمية المصاېب دي في بني آدم واحد ........
أنهى حديثه ثم تمتم لنفسه بصوت لم يصل لأحد
_ ده انا شكلي هيطلع عيني معاك يا فاطمة .
_____________
كانت بسمات كلا من هادي ورشدي تكاد تخرج زكريا عن هدوءه ....فالاثنان منذ صراخه باسم فاطمة لم يتوقفا عن التحديق إليه
بتلك النظرات المزعجة وكأنهم يخبرونه تم الايقاع بك .
زفر زكريا بغيظ شديد ثم ضړب هادي في كتفه متحدثا بضيق وهو يشير لتلك التي تتأوه خلف ظهره
_ قول لامك تساعدها اخلص .
ابتسم له هادي بسمة جعلته يكاد ينقض عليه ....تحدث هادي بعد لحظات صغيرة لوالدته
_ مامي لو سمحت ساعدي الآنسة عشان تقوم .
رمقه رشدي باشمئزاز لحديثه وهو ينظر له من أعلى لاسفل
_ مامي
_ همم ... إنت عارف يا رشدي يا حبيبي اني خريج جامعات خاصة مش زيكم حكومي .
ضحك رشدي پعنف على حديث هادي ثم اقترب من زكريا يقول مستفزا هادي
_ الاه هي جامعة اسكندرية دلوقتي بقت خاصة
نظر لهم هادي بشړ كبير وهو يردد بأنفة وكبرياء
_ لا يا خفيف بس كنت باخد كورس في الجامعة الأمريكية .
قهقه زكريا على تذمر هادي وهو يربت على كتفه
_ وياريت جه بفايدة يا حبيبي ألا ما جبرت بخاطرنا مرة وطلعت كلمة انجليزية ولو بالغلط .
ابعد هادي يد زكريا عن كتفه بضيق وهو يرمقه من أعلى لاسفل
_ الحق عليا براعي مشاعرك لأنك عندك فوبيا من الانجليزي ...وكمان مش حابب تقولوا اني بتنطط عليكم بمستوايا في الانجلش
أطلق زكريا صوتا ساخرا من صوته ليقاطع حديثهم صوت ابراهيم الذي خرج بصعوبة
_ خلينا نروح نقعد عشان مش قادر أقف
أنهى حديثه متجه صوب غرفة الضيوف ليتبعه الجميع عدا فاطمة التي نهضت وسارت للداخل بسرعة كبيرة تضع وجهها ارضا بخجل شديد ترغب لو تبتلعها الأرض من كثرة الاحراج الذي سببته لنفسها فهي عندما كانت على وشك فتح الباب تعرقلت قدمها في أحد الوسائد ارضا لتسقط بعدها على طاولة زجاجية تحتوي مزهرية مسقطة إياهم ارضا ....
جلس الجميع مجددا في غرفة الضيوف و بدأوا بالتحدث مجددا في الأمور المتعلقة بالخطبة لكن قطع كل هذه النقاشات صوت رنين هاتف هادي الذي حمله سريعا ثم تحدث بصوت منخفض قليلا
_ ايه يا فرج إنت فين ده كله
_ يابني انا بقالي ساعتين برن الجرس ارحم امي وحد يجي يفتح رجلي نملت .
صدم هادي من حديثه وتذكر أن فاطمة كانت ذاهبة لفتح الباب لكن بسبب ما حدث عادت راكضة للداخل دون فتح الباب ....اغلق هادي المكالمة ثم نظر لرشدي ببسمة غبية
_ معلش يا رشدي يا حبيبي ممكن تفتح الباب
رمقه رشدي بعدم فهم لكنه رغم ذلك نهض متجها صوب الباب وبمجرد فتحه للباب أطل عليه فرج الذي كان يرتدي بذله بالون الليمون الفاقع والمؤذي للعين وكأنه ذاهب لحفلة تنكر ...
دلف فرج للمنزل ببسمة واسعة وكأنه والد العريس وهو يحدث رشدي بهدوء غريب عليه
_ ازيك يا رشدي يا بني ...فين الجماعة
أشار رشدي وهو يرمقه بتعجب تجاه الغرفة التي يجلس بها الجميع ثم سبقه وهو يبتسم بسخرية ...حتى دخل الاثنان للغرفة وبسمة رشدي مرتسمة وباتساع على وجهه ...
حدق هادي بتعجب في بسمة رشدي الذي كان يحرك له حاجبيه بمشاكسة حتى استوعب هادي سبب البسمة التي كانت مرتسمة على وجه رشدي منذ قليل حينما لمح فرج الذي دلف خلفه بكل فخر وكبرياء وهو يتجه جهة ابراهيم ليسلم عليه ....حسنا كل هذا عادي تقريبا إذا استثنينا بذلته
متابعة القراءة