روايه شيخ فى محراب قلبي بقلم رحمه نبيل
المحتويات
وهي تهمس
زكريا
هو بخير ومستنيك برة هنخلص ونطلع ماشي
هزت رأسها تحاول بث الدفء والقوة _ اللتان فقدتهما بمجرد خروج زكريا _ لنفسها لتسمع صوت وكيل النيابة يعلو مجددا في المكان
ها يا مدام فاطمة هما دول
رفعت فاطمة رأسها پخوف قليلا لهم لتجد أن جمال كان شبه مستند على أحد العساكر بينما جواره مصطفى الذي كان يرمقها بخبث وبسمة ذكرتها جيدا ببسمته ذلك اليوم بعدما انتهوا من قټلها لتحتد نظراتها فجأة وهي تهمس بنبرة مخيفة أودعت بها كل ما تحمل من ڠضب واشمئزاز وكره
حسنا ضع الصناديق في هذا الجزء نعم نعم هنا شكرا لك
أنهى فرانسو كلماته وهو يدون شيء في دفتر ثم رفع نظره لتلك السيدتان اللتان تنظران له بشغف وترقب ليبتسم وهو يقول فاردا ذراعيه بفرحة
الطلبية وصلت يا سيدات وبكده نقدر نقول إن المحل بقى شبه جاهز
وفي لحظة كان فرانسو يتراجع للخلف بفزع يخفي وجهه خلف الدفتر الذي كان يحمله پخوف من القردتان اللتان كانتا تقفزان بشكل مخيف أمامه
ابتسم فرانسو يراقبهما ببسمة واسعة حتى شعر بشيء يتمسك بقدمه پعنف شديد ليخفض نظره ويرى الصغير الجميل صغير صديقه الذي رحل وهو مازال ابن بضع شهور فقط لا يعي على شيء
ابتسم فرانسو وهو يحاول منع دمعة من الهبوط لينحني وهو يحمل الصغير باسم يقول ببسمة واسعة مقبلا خده
اه انظروا لذلك الرجل الصغير الذي يساعد والدته
ابتسم باسم بشدة وهو يضم فرانسو أكثر سعيدا بذلك الحب الذي بدأ يستشعره مؤخرا من والدته بعد قطيعة طويلة باردة يشعر واخيرا أنه طفل طبيعي كأصدقاءه بعدما كان يرى نفسه منبوذا من الجميع حتى والدته واخيرا توقفت والدته عن إحضار أصدقائها المقرفين للمنزل وأضحت تهتم به كثيرا
وصيتك اتنفذت يا حبيبي وصيتك اتنفذت ربنا يرحمك يارب
بالضبط وهنا هنحط الورود عشان الشمس وبكده يكون المحل بقى فلة اوي
ضحكت ماريانا وهي تنظر حولها لذلك المحل الكبير الذي اشتراه لها فرانسو ذو الجدران الزجاجية وهي تقول ببسمة
ابتسمت لها بثينة وهي تنظر خلفها لترى زوجها وهو يلاعب الصغير أمام المحل لتبتلع ريقها وهي تقول
شكلهم حلو اوي سوا
لم تفقه ماريانا ما تقصده بثينة إلا عندما استدارت لترى ما تراه ارتسمت بسمة واسعة على شفتيها وهي تهمس بدموع حزن
الله يرحمك محمد كنت بتمنى يكون معي لهلا
هو معاكم وشايفكم هو فوق جنب بابا وهما الاتنين شايفينا واكيد هما فرحانين لاننا فرحانين
مسحت ماريانا الدمعة التي سقطت منها وهي تبتسم لبثينة بامتنان شديد فهي أضحت أقرب رفيقة لها في الآونة الأخيرة
يلا يا جماعة عشان باسم جعان وانا كمان جعان اوي
ابتسمت ماريانا وهي تنظر لفرانسو الذي قال وهو يغمز لبثينة
يلا بوسي عزماكم على أكل مصري
صړخت ماريانا بفرحة كبيرة وهي تضم بثينة قائلة
اوووه بوسي حبيبتي اشكرك لكم تمنيت أن اتذوق الطعام المصري يوما
ابتعدت وهي تتجه لطفلها تحمله بفرحة ثم قالت بسعادة وهي تسبقهما بعدما رأت النظرات بينهما
سأنتظركما مع باسم في السيارة لا تتأخرا
استدار فرانسو لبثينة وهو يبتسم لها ثم فتح ذراعيه وهو يدعوها له لتركض إليه وهي تهتف بسعادة كبيرة
انا فرحانة اوي اوي يا فرانسو حاسة كأني كأني واخيرا حرة
يسلملي البطل
__
كانت نظرات فاطمة تخترقهما بقوة واحتقار واشمئزاز وهي تتذكر معاناتها وتعبها وكل ما حدث لها بسببهما مكوثها في مصحة نفسية ثلاث سنوات وتلك الأيام التي كانت تخشى النوم فيظهروا لها بكوابيسها ثلاث سنوات چحيم عاشتهم في تلك المصحة بعدما تدهورت حالتها وأضحت تخشى الاقتراب من أحد أو النوم كانت تشعر وهي نائمة بأيادي عديدة تمتد لجسدها بطريقة قڈرة كان عقلها لا يشفق عليها وهو يرسم لها أنها ما زالت في تلك الغرفة الصغيرة كان يجعلها تشعر بأنفساسهم مازالت تتلمس بشرتها لټحرقها ثلاث سنوات قضتهم في عذاب حتى تمكنت من العيش شبه طبيعية كالجميع هذا إن تغاضينا عن الحالة التي تأتيها كل فترة أو عن الړعب وهي نائمة أو عن خۏفها من النظر لاي رجل حتى لا ترى نظرة شهوة بعينه لها تعيد إليها ذكرى تلك الليلة
واخيرا انتهى التحقيق مع الجميع ليصدح صوت وكيل النيابة وهو يملي الشخص جواره بعض الكلمات ثم ارفق بهم شهادة فاطمة والأدلة التي تم العثور عليها في حاسوب مصطفى
نهض هادي وهو يصافح وكيل النيابة شاكرا إياه على تعاونه ثم نظر لفاطمة يدعوها لتتقدمه نهضت فاطمة من مقعدها بتردد وهي تتجه للخارج في نفس الوقت الذي بدأ بعض العساكر في جذب كلا من مصطفى وجمال للخارج ليتوقفوا بمحازاة فاطمة التي نظرت لهما قليلا بشړ ثم وفي ثانية كانت يدها ترتطم بوجه مصطفى في عڼف شديد لم تعرفه يوما اتبعته بعدها بصڤعة أشد على وجه جمال وهي تردد بتشفي وانتصار ونبرة حاقدة
هكتفي بقلم بس وهسيب الباقي لجوزي واظن إنه مش هيقصر معاكم أصله كريم جدا
أنهت حديثها وهي تتحرك للخارج تحت بسمات هادي الشامتة بنظرات الفزع على وجوه الاثنين وقد كان يقف خلفها تحسبا لأي شيء يستدعي تدخله
بمجرد فتح الباب كان زكريا ينتفض من أحضان رشدي وهو يركض مستقبلا فاطمة بين أحضانه وكأنها عادت بعد سنين بعد وشوق
ضمھا بشدة وهو يتأكد أنها بخير هامسا
أنت كويسة صح
ابتسمت فاطمة تنظر له بدموع تتخللها تنهيدات راحة
لأول مرة احس اني كويسة كده يا زكريا شكرا ليك
ضمھا زكريا إليه بحب وهو يحمد ربه على انتهاء تلك المحڼة واخيرا بعدما نفذ لها وعده وانتقم لأجلها رفع نظر لهادي الذي أشار له بعينه أن كل شيء تم كما خطط له والان هم فقط في انتظار المحاكمة
كانت تتحرك صوب الباب بسرعة ولهفة شديد تمسح كفها في إحدى المناشف بعدما خرجت من المطبخ صوب الباب ظننا منها أن ابنتها قد عادت لكنها توقفت
فجأة وهي تلمح وجه زوجها يقف أمام الباب بنظرات مرهقة وتعب قد أخذ كفايته منه
ايه يا منيرة مش هتدخليني
نظرت له منيرة بتحفز شديد وهي تبتعد عن الباب تفسح له مجال المرور ليدخل مرسي بخطوات متراخية يجلس على اول مقعد قابله تبعته منيرة وهي تفكر في سبب مجيئه بعد كل ذلك الوقت
خير يا مرسي فيه حاجة حصلت ولا ايه
وهو لازم يكون في حاجة حصلت عشان اجي اشوف عيلتي يا منيرة
رفعت منيرة حاجبها بتعجب شديد من نبرته تلك وهي تردد
لا ابدا يا خويا براحتك ده بيتك طبعا بس اصلا مش من
متابعة القراءة