روايه شيخ فى محراب قلبي بقلم رحمه نبيل

موقع أيام نيوز

اقفلي دلوقتي لما اشوف البت اسراء عايزة ايه 
أنهت كلماتها وهي تغلق تلك المكالمة وتستقبل الآخرى التي كانت في الانتظار متحدثة 
الو يا اسراء عاملة ايه لا انا الحمدلله اخبارك انتيارب دايما يا قلبي خير يعني متصلة بيا واليوم الدراسي لسه مخلصش تلاقيك بتتكلمي في الحمام فيه ايه يابنتي أنت بټعيطي طب اهدي بس وفهميني ماله مستر زكريا 
صمتت منار طويلا وهي تستمع پصدمة لما فعلته رفيقتها لتهتف بدون وعي 
يا مصېبتي ايه اللي هيبتيه ده أنت مش عارفة أنه متجوز بتحبيه ايه ونيلة ايه انت هبلة يابت أنت ده أكبر مننا ومتجوز ثم إنه اساسا مش بيبص لواحدة فينا كده ولا هيبص لانه بيحب مراته جدا ايوة وانا المفروض اعمل ايه نعم يا ختي اتوسط لمينايوة صاحبتي وكل حاجة بس مش في الحوار ده أنت اتصرفتي بدماغك يبقى طلعي نفسك بنفسك بقى أنت عايزاني اروح اقوله ايه مستر زكريا معلش صاحبتي ك 
توقفت منار عن الحديث پصدمة وهي تلمح فاطمة تقف على باب غرفتها ترمقها بنظرات شعرت أنها تخترقها ثم صدح صوتها جامدا مرعبا في الغرفة 
زكريا مال زكريا بصحبتك يا منار 
__
اصبر طيب اصبر هتكفي على وشي مش طبيعي كده 
أنهت بثينة كلماتها لذلك الطفل الكبير الذي يسحبها خارج شقتهما بحماس شديد وهو ينظر في ساعته بلهفة 
يلا يا بثينة اخلصي بقى كمان ساعة وكل الكافيهات هتتزحم 
نظرت بثينة له بحنق وهي تعدل حجابها 
وانا مالي تتزحم ولا لا هو انا هشتغل فيها 
ضحك فرانسو بصوت عالي عليها ثم اقترب منها وهو يساعدها في تعديل وضع حجابها بلطف شديد مرددا لها بحب 
مش احنا اتفقنا امبارح أننا نبدأ قصة جديدة 
هزت بثينة رأسها بنعم ليكمل هو الحديث ببسمة واسعة 
ودي يا ستي مقدمة القصة و انا عايزها تكون متتنسيش 
أنهى كلماته ثم سحب يدها و جرها نحو المصعد بلطف شديد وبعدها صعدوا وانتظروا دقائق قليلة حتى كانوا في الطابق الارضي ليقوم فرانسو بفتح مظلة لم تنتبه لها بثنية سوى الان ثم جذبها لاحضانه وهو يكتفها بطريقة غريبة هامسا وهو يشير للخارج فقد كان الجو ممطرا 
والان انستي هل تتكرمي على عبد مسكين وتتناولي معه الافطار في أجواء رومانسية كهذه فذلك المسكين والله عاشق 
رمقته بثينة بعدم فهم لتردد بغباء 
مش فاهمة 
شدد فرانسو احتضانها أكثر وضحكاته تتصاعد عليها ثم جذبها معه نحو الخارج وهو يردد بجدية كبيرة 
مش مهم تفهمي دلوقتي يا قلبي المهم حاليا في الفترة دي تحسي بكل اللي حواليك تحسي وبس 
تحركت بثينة لتخرج خلفه وتختبئ أسفل المظلة معه وهي تراقبه عن قرب كيف يتصرف ولم تنتبه لنفسها ولا لشرودها به ليخرجها من كل ذلك صوته الذي صدح وهو يخبرها بجدية 
غمضي عينك وخدي نفس عميق وبعدين خرجيه 
ليه هنغطس 
فتح فرانسو عينه بانزعاج من تلك المفسدة وهو يتحدث بغيظ 
لا يا ظريفة بس عايزك تستقبلي الصباح ببسمة ونفس منتعشة 
واللي انت بتعمله ده هو اللي هيخليني منتعشة 
هز فرانسو رأسه بالايجاب لتغمض هي عينها وتستنشق نفس سريع ثم فتحت عينها وهي تهمس بسخرية كبيرة منه 
ايه الانتعاش ده مش معقول كده ده ولا كأنك شربت كوباية لمون بنعناع في عز الصيف 
ضحك فرانسو پعنف وهو يجذبها إليه أكثر ثم أخذ يحسس على جانب وجهها بيده مما صدمها لتحاول الابتعاد بخجل عنه لكنه صدمها حينما امسك بأذنها من خلف الحجاب وشدها پعنف لتصرخ هي پألم 
وهو اللي أنت عملتيه من شوية ده اسمه نفس ده لو نفس حشېش كنت اخدتيه بمزاج اكتر ده النفس يا حبة عيني ملحقش يوصل للرئة اساسا قومتي خرجتيه تاني 
وهذه المرة كانت هي من تضحك ضحكة لربما تكون غريبة حتى عليها هي فهي يوما لم تتضحك بهذا الشكل ابتسم فرانسو وهو يدرك أن أول خطوات العلاج تسير بشكل صحيح وحالتها ستكون اسهل مما ظن فهي تحتاج فقط للحنان وهو سيغرقها حنانا 
توقفت بثينة عن الضحك وهي تتنفس لتهدأ ثم أغلقت عينها وأخذت شهيقا طويلا ثم أخرجته ببطء كما رأته لتظل ثوان مغلقة عينها لتردد ببسمة صغيرة ارتسمت على شفتيها 
وكأني اول مرة اتنفس فيها 
كانت تجلس على الأريكة في البهو وهي تستمع لحديث شيماء التي تردد نفس الحديث منذ ساعات وهي تقص عليها ذلك الموقف الذي تعرضت له في مكتب رشدي واصفة كم أخرجها واخجلها هذا 
ياربي يا شيماء يا حبيبتي لو بتوصفي اللي أنت اتعرضتي ليه ده احراج يبقى مشوفتيش اللي بعمله مع اخوك واهو عايشة زي الفل ولا هاممني تعرفي ليه عش 
توقفت ماسة عن الحديث وهي ترى رشدي يدخل من باب المنزل لتبتلع ريقها ظنا منها أنه سيأتي ليكمل
تقريعها لكن على عكس المتوقع تجاهل الجميع وذهب لغرفته بملامح لم تستطع تفسيرها وبدلا من أن تفرح لذلك كانت تنهض سريعا متجهه صوب غرفته بقلق شديد متحدثة 
معلش يا شيماء هشوف رشدي ماله واجيلك تاني 
أنهت حديثها وهي تطرق الباب ثم دخلت سريعا دون انتظار أذنه تاركة شيماء خلفها تفكر في هادي وفي الاتصال به فبما أن رشدي عاد فبالتأكيد هو أيضا عاد فهو ذهب إليه لذا نهضت سريعا متجهة صوب غرفتها لتجري به اتصالا غافلة عن ملامح أخيها الذي كان يبدو وكأنه خرج من حرب مرهقة للتو 
دخلت ماسة للغرفة لتجدها غارقة في الظلام كما تركتها صباحا بعد تنظيفها ورشدي لم يكلف حتى نفسه عناء فتح النافذة لتقترب بأقدام مرتابة من الفراش وهي تنادي باسمه 
أباظة انت نمت لو لسه زعلان مني فأنا اعتذرت و
قاطع حديثها صوت رشدي الذي خرج أبح بشكل غريب وهو يخبرها أن تخرج وتتركه وحده الآن 
لكن ليست ماسة هي من تنفذ الأوامر وخاصة في هكذا موقف فهي لا تعلم ما به وما باله صوته هذا وكأنه 
توقفت ماسة عن التفكير وهي تستمع لشهقات تأتي من جهة الفراش لتفتح عينها پصدمة كبيرة مفكرة انها ربما أخطأت السمع هل يبكي رشدي يبكي وهي التي في حياتها كلها لم ترى حتى دمعة واحدة منه 
اقتربت بسرعة أكبر من الفراش وهي تنادي باسمه مړتعبة 
رشدي مالك انت كويس رشدي رد عليا متقلقنيش 
لم يجب رشديواقتربت هي أكثر من الفراش لتنحني برأسها قرب رأس رشدي وهي تتساءل عن سبب حزنه تمد يدها تحاول الوصول لوجهه حتى وصلت اخيرا لتستشعر بالدموع أسفل يدها 
رشدي انت بټعيط حصل ايه يا رشدي ارجوك قلبي واجعني رد عليا 
فجأة وجدت رشدي ينهض من الفراش ملقيا بنفسه بين ذراعيها باكيا بصوت عالي كالاطفال وهو يهتف من بين شهقاته 
مش قادر والله ما قادر اتحمل اكتر من كده تعبت وانا شايفه بيتدمر قدامي شايفه بيحارب عشان مينهارش وانا انا عاجز مش قادر اساعد صاحبي مش عارف أخفف عنه ومش عارف اساسا ايه اللي ممكن يخفف عنه في الموقف ده بس بس انا عايزة بس يرجع زي الاول 
صمت يبكي اكثر وهو يرثي حال صديقه 
عايزة يرجع يضحك تاني يا ماسة يرجع يبتسم زي الاول زكريا دلوقتي بقى يبتسم عشان يراضينا ويهزر عشان محدش يلاحظ السواد والدمار اللي جواه طب اعمل ايه عشان يرجع زي الاول
تم نسخ الرابط