روايه شيخ فى محراب قلبي بقلم رحمه نبيل

موقع أيام نيوز

مما
فعلت للتو ونظرات السيدة المتعجبة لما تقول 
انا اسفة مكنتش اعرف إن فيه حد هنا 
ابتلعت ريقها وهي تشير لأريكة تقبع في أحد أركان الغرفة مرددة 
كملوا زي ما كنتم انا هقعد انا 
أنهت حديثها وهي تركض صوب الأريكة تاركة هادي يناظرها بحنان يحاول كتم بسمته ليرسم هيئة عملية ويكمل الحديث مع السيدة التي تنظر لشيماء بتعجب جاذبا انتباهها
تمام زي ما قولت كده لحضرتك محتاجين 
كان هادي يتحدث مع السيدة بجدية كبيرة صارفا انتباهه عن تلك التي تلتفت حولها كطفلة صغيرة تستكشف الحياة من جديد وهي تلعب في كل ما تقع عليه يديها حتى انتهى واخيرا من جلسته لينهض مودعا السيدة التي حيته بابتسامة ثم خرجت تاركة إياه يرمق تلك الصغيرة اللطيفة بحب شديد 
أشار هادي لشيماء أن تتقدم منه لتنهض هي ببطء متجهه صوبه بخجل شديد مما فعلت وهي تتحدث بخفوت 
اسفة مكنتش اعرف إن عندك حد وكمان السكرتير مكانش برة و
توقفت عن الحديث پصدمة وهي تشعر بيد هادي تجذبها إليه ثم همس لها وهو يخرج حقيبة من الدرج المجاور له 
اهي الشيكولاتة فين بقى المقابل 
نظرت له شيماء پصدمة شديدة وهي تردد 
مقابل انت عايز مقابل مني يا هادي 
ابتسم هادي وهو يهز رأسه لها بمعنى نعم اريد مقابل ابتسمت هي بغباء شديد وهي تسأله 
كام 
أنت وذوقك يعني معاك من بوسة لالف وانا واحد على باب الله 
فتحت شيماء عينها پصدمة من حديثه 
هادي إنت طلعت قليل الادب زي رشدي وماسة 
يعني هو حلال على اخوك وحرام عليا بعدين يعني مش كل مرة تتفاجئ اني قليل الادب تقبلي الواقع بقى و
قاطع حديثه رنين الهاتف ليرفعه وهو يهتف بحنق شديد 
اهو شكله حس أننا جبنا في سيرته الو يارشدي فين بجد طب انا جايلك دلوقتي 
أنهى حديثه وهو يغلق الهاتف ثم نظر لشيماء بحسرة وهتف مقبلا إياها من وجنتها سريعا وهو يخرج 
معلش يا دبدوبتي عندي مشوار مهم هجيلك بليل اشطا روحي على طول بقى 
أنهى حديثه وهو يخرج من المكتب سريعا تاركا إياها تنظر في أثره بتعجب شديد 
__
خرج زكريا من المدرسة بعدما استطاع إقناع المدير بصعوبة بضرورة رحيله وبعدما علم أيضا من وراء تلك الرسالة الملعۏنة متوعدا لها بكل الويل لكن رنين هاتفه وما علمه جعله يهرع خارج المدرسة راميا امر الرسالة جانبا حتى ينتهي مما بيده الان
وبعد ربع ساعة تقريبا كان قد وصل أمام البناية التي بها شقة جمال ليصعد سريعا وهو يسابق الريح يحاول احتواء غضبه الذي سينفجر الآن إن لم يرى ذلك الحقېر الثاني ويشبعه ضړبا 
طرق الباب بسرعة كبيرة لينتظر ثوان حتى فتح له هادي وملامحه لا تفسر لينظر له بتعجب وهو يتقدم للداخل وأثناء ذلك وصل لمسامعه صوت ضحكات عالية لمصطفى وهو يهتف بخبث شديد 
لا بس ايه رأيك باللي عملناه 
لا بس ايه رأيك شوية شقاوة من الاخر 
انكمشت ملامح زكريا بعدم فهم لذلك الصوت ليتقدم بأرجل رخوة وبحركة بطيئة داخل الشقة وجواره هادي بملامح لاتفسرلكنه للحق لم يكن يهتم في تلك اللحظة سوى لذلك الصوت الذي ارتفع مجددا وهو يردد 
يابني دي لحظات للذكرى هو احنا هنلاقي كل يوم بطة زي دي 
صدحت ضحكات اخرى تعلو في المكان كله مرددة خلف ذلك الصوت بكل قذارة 
اسمها بطة وهي بطة 
عند تلك الجملة كان زكريا قد وصل البهو ليجد رشدي يجلس جوار جمال الذي كان يحمل الحاسوب الخاص به وهو يضعه على قدمه يراقبه پصدمة لم يعلم أن قذارة أخيه قد تصل لتلك المرحلة فهو لم يكتفي بټدمير تلك الفتاة بل أيضا سجل لهم فيديو بعدما انتهوا منها ف اثناء حديثهم ذلك ستلمح فاطمة ممدة على فراش بعيد قليلا عنهم وهي مغطاه كليا عدا رأسها 
اغمض جمال عينه يشعر بنيران تتصاعد داخله حاثة إياه على الدخول الآن وقتل أخيه بيده والانتهاء من ذلك 
تقدم زكريا منهم بأقدام متجمدة يبدو وأنها قد التصقت بالأرض اسفلهم حيث كان يحثها بصعوبة على التحرك وكأنها تأبى أن تعرض صاحبها لهكذا عذاب 
رفع جمال اعينه لزكريا ولم يكن افضل حالا منه فهذا أخيه وصغيره بحق الله ابتلع زكريا ريقه وهو يدعو الله ألا يكون ما يخشاه قد حدث وأنهم وثقوا تلك اللحظات 
هو ايه ايه ده 
سؤال غبي بالطبع فهو والجميع في هذا المكان يعلمون ما هذالكن ذلك القلب الذي يكاد يتوقف في أي لحظة يتمنى لو يكذبه أحدهم 
اقترب هادي سريعا منه وهو يمد يده يحاول أن يسانده لييعد زكريا يده سريعا ويبتعد هو بدوره عن هادي مشيرا للحاسوب وكأنه مرض ما 
لقيتوا ايه عليه اتكلموا 
صمت يترقب الوجوه ليعلو حديثه وكأنه يتخبط في كل شيء حوله 
لازم تعرفوا إن لو اللاب ده فيه اي فيديو لمراتي مش هيخرج من هنا وانا هكسره بنفسي حتى لو اضطريت ادخل اقتلهم واح 
قاطعه رشدي سريعا وهو يرى قرب انهياره 
مش فيه متخافش يا زكريا فاطمة مش ظاهرة هما بس كانوا بيصوروا فيديو سلفي ليهم ومعترفين فيه بكل حاجة ومش بس كده كمان باقيت قاذورتهم اللي عملوها لان الظاهر مش فاطمة بس اللي عملوا فيها كده 
ابتلع زكريا غصة في حلقة يرغب لو يبكي الان ك طفل صغير لكنه تحمل فيكفيه اڼهيارا حتى الآن
فمنذ هذه اللحظة هو يحتاج لكل ذرة شجاعة وثقة بأن الله معه ذلك قد يخفف عن بعض ما يعيشه الان 
عايز اشوفهم 
نظر له الجميع برفض لتلك الفكرة ليتحدث هادي سريعا بما قرره قبل أن يأتي زكريا 
بلاش يا زكريا ارجوك انا هاخد الفيديوهات دي وهتصرف بمعرفتي وصدقني مش هرتاح غير لما اااااا 
قاطعه زكريا وهو يرفع يده برفض لحديثه 
مش قبل ما اطفي ڼاري يا هادي مش قبل ما اطفي ڼاري و اشوفهم مذلولين قدامي 
أنهى حديثه ولم يعطى فرصة الإجابة لهادي حتى نظر سريعا لجمال الذي كان يرميه بنظرات مقهورة متحسرة ومعتذرة
لو سمحت تعالى افتحلي الباب 
وعلى عكس ما اتفق عليه مع رشدي وهادي قبل قليل ألا يسمح لزكريا برؤيتهما حتى لا ينهار أو يفقد عقله تحرك جمال ببطء صوب الغرفة التي يحتجز بها أخيه وذلك الضيف الجديد الغير مرغوب به تماما ثم انتظر حتى دخل زكريا وبعدها اغلق الباب خلفه ينظر للوجوه وهو يعلم أن خلف هدوء زكريا اعصار كبير سيقتلع الكل 
__
يابنتي دي عيال هبلة درسين ايه اللي آخدهم في كل مادة ايه عندي وقتي وفلوسي مش عارفة اعمل بيهم ايه 
أنهت منار تلك الكلمات بسخرية كبيرة وهي تتحدث مع إحدى رفيقاتها عبر الهاتف لتصمت قليلا مستمعة للجانب الآخر ثم ضحكت بصخب شديد متجاهلة فاطمة التي دخلت للتو عليها وهي تتحدث بضيق شديد 
أستاذة منار مش انا بناديك 
أشارت لها منار بيدها أن تصبر قليلا حتى تنهي المكالمة لتزفر فاطمة بحنق شديد وهي تتركها خارجة بعد أن القت كلمتها 
خلصي واطلعي عشان تتغدي
ثم خرجت وهي تتمتم بغيظ وملل شديد منها ومن أفعالها تلك 
مش فاهمة مروحتيش المدرسة ليه 
ورغم سماع منار لحديثها إلا أنها تجاهلتها وهي تكمل حديث مع رفيقتها حتى قاطعت ذلك الحديث وهي تبعد الهاتف عن اذنها قليلا ناظرة به مرددة 
طب يا منال
تم نسخ الرابط