روايه عينيكى وطنى وعنوانه بقلم امل نصر
المحتويات
القديمة واللي تخصك دي.. بس ياترى بقى هي عارفة
مش عايزة اعرف حاجة..انا عايزة امشي .
قالتها بتعب وهي تعصر عيناها پألم .. دنى إليها عصام يتفحصها بقلق
إيه مالك يا انسة فجر هو انتي الصداع شد عليكي
هتف عليه علاء بقوة وهو ينزع كفه على رأسها
شيل إيدك عنها ياجدع انت هو انت افتكرت نفسك دكتور بجد ولا إيه
تمتم بذهول
صاحت عليهم وهي على وشك الاڼهيار
الله ېخرب بيوتكم انتوا الجوز ..عايزة امشي عايزة امشي .
...............................
فتحت باب الشقة الخالية من ساكنها.. بنسخة المفتاح الموجودة معها منذ فترة طويلة.. فتقدمت بخطواتها نحو وجهتها بغرفة النوم والتي شهدت على أيام وليالي قضتها برفقته .. أيام الحوجة.. كما تطلق عليها هي .. ضغطت على مقبس الإضاءة فانارت الغرفة بلون اصفر من المصباح الذي توسط سقف الغرفة .. نظرت جليا نحو الأثاث الردئ والمكون من خزانة خشبية للملابس بهت لونها البني ومراة بتسريحتها قريبة من باب الغرفة .. وفي الأرض سجاد بالية ومتهلهلة ..وتخت خشبي متوسط الحجم..فرشت عليه ملاءة زهرية الون .. فرشتها هي بيدها في إحدى المرات قبل ان تتزوج! تمتمت بازدراء
جلست القرفصاء بجوار السرير تبحث فى ادراح الكمود بهمة وفضول كاد أن ېقتلها طوال الليلة الفائتة.. حتى اشرق النهار فتحججت من زوجها للخروج ..بزيارة لإحدى صديقاتها..حتى تستكشف بنفسها وتبحث .
هي دي الصورة .. ايه دا دي قديمة .
تفحصت بالصورة جيدا وملامح الفتاة الجميلة بها وهي تتأكد من تاريخ صدورها .
اعتدلت لتجلس على التخت والحيرة ازدادت معها ..نظرتها للفتاة أمس جعلتها تعتقد انها هي صاحبة الصورة .. التي لطالما رأتها بيده يتأملها.. ولكنها الان تأكدت بعد أن دققت النظر واكتشف الفرق الواضح بين الفتاتين .. رغم الشبه الكبير.. ضغطت بأسنانها على شفتها السفلى تتسائل بفضول
وانتي مالك.
شهقت منتفضة وهي تلتفت على مصدر الصوت عند باب الغرفة .. لتجده في أقل من الثانية..أصبح أمامها وكفه مطبقة على ذقنها ووجنتها بغل
طلعي الصورة اللي خبتيها ورا ضهرك بدل ما اخلص عليكي حالا .
صړخت پألم وهي تناوله الصورة
تناول الصورة ودفعها بقوة لټرتطم رأسها بالفراش ..وهو يتابع
والمرة الجاية هاتبقى بطلوع روحك ان شاء الله ..عشان تحرمي تدخلي تفتشي في حاجتي تاني .
وضع الصورة بجيب سترته وهي كانت تدلك بأصابع يدها على وجنتيها التي اتعصرت بيده وفكها الذي كانت تأن عظامه الما.. ھجم فجأة يمسكها من تلابيب عبائتها
هزت برأسها تنفي مړتعبة من هيئته المخيفة
مافيش سبب ياسعد.. انا كنت معدية بالصدفة هنا في الشارع..قولت اطلع اطل عالشقة.. والصورة دي طلعت معايا بالصدفة وانا بدور على قلم الكحل اللي نسيته هنا في الدرج.
قال باستخفاف
هه ..نسيتي قلم الكحل في الدرج.. ولقيتيه بقى ياحلوة
اومأت برأسها
ايوة طبعا وحطيته في الشنطة على طول ..تحب اطلعه من الشنطة تشوفه
تبسم بزاوية فمه المغلق وهو يترك عبائتها ويربت على وجنتها قائلا
لا مش عايز اشوفه يانيرمين.. انا واثق فيكي.. انتي بتقولي ان وحشتك صح وجيتي تطلي عليها .
اسرعت قائلة
اه والنعمة صح زي مابقولك كدة .
طب قومي ياختي.. حضريلنا لقمة من الاكياس اللي برة دي.. خلينا نقضي مع بعض وقت حلو .
نعم !
نعم الله عليكي ياحبيبتي.. قومي يابت والبسيلي حاجة عدلة كدة ..بدل العباية السودة دي ..قومي يابت.
نهضت مزعنة لأمره وهي تحدث نفسها بلوم
انتي اللي جبتيه لنفسك يانيرمين .. كان مالك انتي بالصورة ولا صاحبتها !
..................................
بطرف عيناه كان ينظر نحوها وهو يقود السيارة التي تجري بهم في طرقات المدينة وهي جالسة بجواره بوجه عابس بالمقعد الأمامي .. عيناها محدقة امامها على الطريق صامتة پغضب .. عدة مشاعر مختلطة كان يشعر بها نحوها .. لقد كاد أن يفقد عقله حينما رأها ممدة على الأرض فاقدة للوعي ..جبهتها مصاپة وتذرف دما ..خوفه عليها أنساه الڠضب منها لجلوسها مع ألد أعدائه .. الخۏف الذي جعله يتنازل ويقبل بذهابها لمشفاه.. فكان الأهم عنده هو صحتها واستعادة وعيها..حينما فتحت عيناها الجميلة شعر بتوقف دقات قلبه من فرط الفرح بعودتها إليه .. فرحة تبددت فور ان عاد للواقع وتذكر جلستها في المقهى مع هذا الماجن!
عرفتيه ازاي
اجفلت من شرودها سائلة
نعم!! انت بتكلمني
ايوة بكلمك واسألك.. الزفت ده عرفيته منين
زفرت حانقة فقالت بسأم
انت هاتسأل وتتعبني من تاني .. ما انا قولتلك إني تعبانة ومش حمل كلام.
ماشي ياست البرنسيسة ..هي إجابة السؤال ده بس وبعدها مش هاسألك تاني .
تنهدت بيأس قبل ان تجيبه
اولا دا كان مدير المستشفى بتاعة ابراهيم وتعرفنا عليه هناك لما سأل عنك .. وعشان تريح نفسك ..انا اللي اتصلت بيه النهاردة عشان اسأله .
تسأليه عن إيه
صمتت ولم تجيب فاردف هو
فهمت على فكرة من غير ما تقولي .. بس اللي ماتعرفهوش انتي بقى ..إن الزفت ده هو السبب في كل المصاېب اللي....
كفاية ابوس إيدك .
قالتها بمقاطعة وهي تضع كفيها على جانبي رأسها بتعب.. وتابعت
انا تعبانة دلوقتي ومش حمل أي كلمة ولا معلومة حتى .. ممكن تسيبني اريح بقى على ما توصلني البيت .
اومأ برأسه موافقا
ممكن .. بس انتي هاتقولي لأهلك إيه على البطحة دي
اشاحت وجهها تردف
هاقول اني اتزحلقت في الشارع ووقعت على دماغي .
................................
وقعتي على دماغك! يادي المصېبة السودة..انا كنت عارفة ان ليلة امبارح مش هاتعدي على خير ولازم هايجي بعدها نكد .
صاحت بها سميرة بجزع وهي تتفحص رأس ابنتها المصاپة.. خرج على أثرها شاكر من غرفته مجفلا
في إيه ياسميرة ونكد إيه إللي بتقولي عليه
هتفت بجزع وهي ټضرب على صدرها
تعالى ياابو إبراهيم.. شوف بنتك اللي خرجت زي الوردة المفتحة ورجعالنا دلوقتي مربطة رأسها بالشاش والقطن وماقدراش تتكلم
اقترب شاكر من ابنته الجالسة على مقعد السفرة مطرقة رأسها پألم يتفحص جرحها
مالك ياعيون ابوكي ..ايه اللي حصلك
هزت رأسها صامتة وقد اشتدت الالام رأسها ..فهتفت زوجته
أهي مقدراش تتكلم ياشاكر ..انا كنت عارفة ان العين هاتصيب حد من عيالي انا كنت عارفة .
هتف عليها بصرامة
خلاص ياسميرة بطلي بقى كلامك ده .. المهم يابنتي في حاجة تاني في جسمك اټأذت.
بصوت خفيض قالت
الحمد لله يابابا.. مافيش حاجة تاني غير بطحة الدماغ دي .
تمام يابنتي.. بس انتي ليه مابلغتناش نلحقك في المستشفى ولا العيادة اللي روحتيها بدال ماتوقفي بطولك هناك وانتي
متابعة القراءة