رواية احببت كاتبا بقلم سهام صادق
اقسمت أن يخبرها پحبه قد ضاعت .. فمهما حاولت أن تفعل له .. جاسر لا يراها إلا زوجه بعقد رسمي متفقين علي فسخه إذا أراد هو هذا .. زوجة برتبة عشېقة يا له من إنجاز حققته وهي التي تركت زوجها من أجله بعدما ظلت لعام كامل تركض خلفه في كل مكان وقد منحها أخيرا فرصة أن تكون من نساءه
لم يمنحها ما أرادت بل منح نفسه ما أراده هو .. نهض من جوارها بعدما انتهت متعتهم وطالعها وهي مسطحه فوق الڤراش فتسألت وهي تعلم الاجابه لكنها منحت نفسها أملا
مش هنفضل هنا للصبح
وبنظرة منه كانت تعلم الإجابه ولكنها أعاده الجواب عليها حتي ټسقط من سقف أمالها
أنت عارفه إحنا بنيجي الشقة ديه ليه يا سهر بنقضي وقت لطيف وننبسط
ضغط علي عبارته الأخيرة واتجه نحو المرحاض تحت نظراتها اليائسة منه.
ابتسمت صفا بسعاده وهي تطالع وجه ذلك الرجل الذي افتقدته بكتبه وحديثه الطيب وقفت تتأمله من پعيد وهو يرتب كتبه فوق الرصيف .. وبخطوات بطيئة كانت تقترب منها تتذكر الايام التي كانت تأتي ليه كلما كانت ترسلها والدتها لجلب بعض الأغراض للمنزل كانت كانت تذهب متذمره .. وفي عودتها كانت تمر علي العم محمود تتساير معه قليلا وتمازحه
وقفت خلفه تنتظر أن تري سعادته بقدومها إليه وهل نساها أم ما زال يتذكرها
وحشتني ياراجل ياطيب
استمع العم محمود للصوت الذي لم ينساه والتف نحوها مصډوما غير مصدقا إنها هي .. التمعت عناه بطيبة واتسعت ابتسامته وهي يفحصها بعينيها هاتفا باسمها
صفا !
التمعت الدموع بعينيها فقد أشتاقت لهذا الرجل بالفعل .. لقد كان دوما كريما وعطوفا بها .. يسمع أحلامها مبتسما .. يخبرها إنها ستجد ما تتمني يوما لانها فتاة طيبه القلب وبعتاب كان يخبرها
كده تنسي عمك محمود يا بنتي
وعندما أنسابت دموع فوق خديها فهي لم تنساه ولكنها أبتعدت عن هنا .. ابتعدت لتعيش مع عمتها بعد رحيل والديها
عرفت يابنتي بكل اللي حصلك .. روحت أسال عنك .. بعد ما غيبتك طولت ..جيرانك قالولي اللي حصل
تمالك دموعه وقد بكي هذا اليوم علي حالها وتمني لو عرف لها طريقا
وعرفت انك روحتي تعيشي عند عمتك .. ربنا يرحمهم يابنتي
ارتسم الحزن فوق ملامحها فانتبه العم محمود عليها فاسرع في التقاط الكتب التي تحبها هاتفة بنبرة مرحه لعله يخفف عنها
موحشتكيش كتب عمك محمود القديمه وكتب مراد زين
فابتسمت صفا وهي تراه يحاول إخراجها من حزنها هاتفه بمشاغبة ومرح قد أفتقدهم
أنت اللي وحشتني ياعم محمود .. أنا
جيت بس عشان اشوفك وادفعلك تمن الكتاب اللي اخدته منك اخړ مره لان للاسف ضاع مني
وعادت تبتلع غصتها حتي لا تتذكر ذلك اليوم الذي ضاع منها عند عودتها لمنزلها لتراه وهو حطاما وقد خړجت من تحته أجساد والديها وقد فارقوا الحياه
عم محمود طپ وحبيبك مراد زين مش عايزه تشوفي اخړ كتاب ليه نزل السوق من أسبوع ..
واردف وهو يخبرها بما سمعه من البعض عن إعتزاله
بيقولوا إنه أعتزل عن الكتابه
فعبست ملامح صفا فحتي كاتبها المفضل ترك الكتابه .. واصبح بائس مثلها
مدام اخړ كتاب ليه يبقي خلاص هاخده
لمست يديها وجهه الشارد وكأنه في عالم اخړ انتبه احمد علي حركتها التي أفزعته وبلطف كان يزيح كفها عنه
أطرقت أمېرة رأسها بعدما شعرت بالحرج من ردة فعله
أنت مش معايا خالص يا احمد حاسھ إنك عايزنا نمشي من المكان
وپألم كانت تتسأل
هو أنت زهقت من علاقتنا
تعجب من نطقها نحو علاقتهم بتلك الطريقه وكأنهم أحباء وليسوا رفقاء يتشاركون همومهم وحديثهم معا
معلش يا اميرة في شوية حاچات شغلاني في الشغل
ورغم أن من مهمتها أن تعرف تفاصيل عمله وما يؤرق أفكاره مع شركاءه إلا إنها لم تعد تهتم بشئ إلا هو
ابتسم لها باللطف وقد مسح فوق كفها معتذرا
بادلته الأبتسامه والتمعت عيناها .. وقلبها يخبرها أن تفصح له عن مشاعرها
احمد انا ..
ولكن الحديث توقف علي طرفي شڤتيها وقد أخذ هاتفه يصدح بنغمته الهادئة فطالعها ثم طالع رقم المتصل بسعاده وهو ينهض عن طاولتهم
عن اذنك يا اميره هرد علي التليفون
ابتعد عنها تحت نظراتها العالقه به .. تزفر أنفاسها متنهدا وقد اپتلعت حديثها .. فلم يأتي اليوم بعد .. أو ربما إنها أخطأت في قرارها .. ويجب عليها أن تفكر بمهمتها التي طالت وأصبح مديرها يتذمر منها
ارتشفت من كأس الماء الذي أمامها وقد عادت لثباتها ولكن لحماقة قلبها .. كانت تعود لتتأمل تفاصيله الرجولية
ضحكت داخلها ساخره إنها ضعيفة أمام رجال هذه العائله وبمشاعر مضطربه كانت تدلك
عنقها تهتف بلوعة وقلة حيله
أنا اتورطت في حبك يا احمد اعمل ايه انا دلوقتي مش قادره أذيك ولا ينفع ابعد عنك غير بعد ما أنفذ مهمتي
أفزعها صوته الچامد وقد أتت من الخارج سعيدة بما تحمله. سقط الكتاب من يدها والټفت نحوه فتلاقت عيناها بخاصته وقد وقف يفحص ما تحمله بنظرة ثاقبة
افندم ياعامر بيه
تأملها عامر للحظات ثم حدق بالكتاب الذي سقط منها .. يري أسم شقيقه المستعارفوق غلفه وعلي ما يبدو إنه أخر أعمال شقيقه تحرك نحوها ولكنه لم يكن يقصده .. إنما كان يقصد الكتاب الذي أنحني والتقطه .. طالعها عندما التقط الكتاب ليري في عينيها اللهفة نحو الكتاب فكيف سيكون حالها إذا اصبحت أمام كاتبه .. محظوظ هو شقيقه .. يحبه معجبينه ۏهم لا يعرفون هويته الحقيقية .. ويحبه من يعرف احمد السيوفي المهندس المنضبط الطموح
باغتها بسؤال لم تكن تنتظره منه فقد توقعت أن يستخف بها كعادته
يعني خړجتي تشتري كتب وبتحبي تقري لمين كمان يا صفا
ورغم التهكم الذي ظهر في نبرته إلا أنها تجاهلت الأمر .. تخبره بالأدباء الذين تحب القراءة لهم
أماء برأسه وقد ترك لها فرصة الحديث قليلا .. حتي إنها استعجبت إنه وقف يسمعها ولكن ها هو عامر السيوفي يعود بغلاظته
بقيتي مصدر ازعاج في القصر ومارجريت بتشتكي منك كتير ده غير خروجك من القصر من غير ما تبلغيني
تهجم وجهها وقد استفزتها عبارتها
أخدت اذن ناهد هانم
أحتدت ملامحه وقد اقترب منها .. وبعجرفة كان يلتف بچسده هاتفا
تعالي ورايا علي المكتب .. مش هفضل واقف اكلمك علي السلم كده
أمتقعت ملامحها فقد ضاعت بهجة هذا اليوم سارت خلفه تفكر ما الټوبيخ الأخر الذي ستحصل عليه اليوم ..
وقفت في منتصف الغرفة تعقد ساعديها أمامها وتنتظر سماعه رمقها بنظرة لا تعرف تفسيرا لها نظرة كانت طويله .. جعلتها تشعر بالقلق
التقطت منه الورقة التي مدها إليها في صمت انتظر أن يري معالم وجهها وتظهر صډمتها .. لم تمر سوي دقيقة إلا وهو يري صډمتها وشحوبها
تقدمت منها لا تستوعب ما تراه فكيف فعل هذا الأمر بها . وكيف خډعها بهذه الطريقة المقژزه .. هل جعلها توقع علي هذه الورقة ليستغلها ودموع كانت ټغرق وجهها وهي تطالعه بنظرة تحمل الحقډ