عازف بنيران قلبي بقلم سيلا وليد

موقع أيام نيوز


تستيقظ كعادتها مبكرا.. تقوم بأداء روتينها اليومي من قضاء فريضتها ثم جلست تذكر ربها لبعضا من الوقت 
بعد فترة اتجهت بين الحقول تنعش بالهواء المنعش النقي... ظلت تتحرك وتنظر باستمتاع للحقول والطيور التي تغرد في الصباح الباكر إلى أن وصلت لمكانها المعتاد 
جلست بوجه يكسوه الحزن عندما تذكرت حديث والدها بالأمس... وضعت يديها على صدرها تحاول أن تتنفس بهدوء... وكأنها تريد البوح عما يعتريها من الآم الماضى 

قطع شرودها رنين هاتفها 
صباح الخير يالي لي... دا الصباح الجميل دا.... على الجانب الاخر أجابتها ليلى 
كنت عارفة هلاقيكي صاحية دلوقتي... عاملة إيه.. معرفتش أكلمك امبارح خلصت التصميم متأخر ونمت ودلوقتي بجهز ونازلة.. 
أرتسمت أسما إبتسامة هادئة على ملامحها الجميلة فتسائلت بهدوء
مقولتيش.. عملتي إيه مع راكان.. قالك حاجة 
أطبقت ليلى على جفنيها.. ثم سحبت نفسا طويلا وطردته بهدوء
كنت مفكرة إنه نسي.. ابتسمت وأكملت 
طلع فكرني وبيقولي الأولى تعتذري 
ضحكت أسما بصخب فتحدثت متهكمة أنهي اعتذار بالظبط يالولا.. بتاع الحفلة ولا بتاع قسم الشرطة.. معرفش يابنتي حاسة أني هشوف بينكم حب أفلاطوني 
هزة عڼيفة أصابت عمودها الفقري من حديث أسما.. وشعور بسعادة يدغدغ قلبها لا تعرف لما شعرت بذاك.. ورغم ماأحسته 
صاحت بصوت متقطع 
أسما.. إيه اللي بتقوليه دا.. أنا يوم ماأحب أحب الطاووس دا.. دا عليه غرور يابنتي زي غرور فرعون وهو بيقول أنا ربكم الأعلى... إلهي يعدمه ياشيخة 
قهقهت أسما على حديثها.. ثم صمتت فجأة وأردفت 
بس عيونك مابتقولش كدا ياليلى.. إيه هتخبي على أسما.. 
اتجهت أسما بأنظارها للحدائق الواسعه تستنشق رائحة الزهور والخضرة بها ثم أكملت حديثها 
شوفت نظرة إعجاب منك له يوم الحفلة.. على رغم إنك متكلمتؤش بحاجة.. بس شوفت لهفة عيونك عليه.. صمتت للحظات ثم أستطردت ماجعل قلب ليلى يخفق بشدة 
ليلى إيه حكاية راكان البنداري.... أوعي الراجل دا يشدك..انا حاسة إنك معجبة بيه.. حاسة بيكي.. هو يتحب الصراحة.. لكن حياته غير حياتنا.. وأنا حكتلك عنه وعرفتك بنزواته 
جلست ليلى على فراشها وهي تضع يديها على صدرها حينما أختلج صدرها بكثيرا من المشاعر المتناقضة حوله.. حب أم كره 
ولكن هناك حقيقة حدثها

قلبها بها 
لماذا يخفق هذا القلب پعنف بجانبه.. 
أغمضت عيناها ثم تحدثت بصوت متقطع 
أسما إتأخرت على الشغل.. هكلمك بعدين 
أومأت أسما برأسها دون حديث.. وظلت جالسة بمكانها.. ثم همست لنفسها
للأسف ياليلى حبه باين في عيونك ياصاحبتي.. ربنا يستر عليكي من القلب المطعون
تكملة البارت الثالث
في الشركة وخاصة بمكتب راكان 
كان سليم يجلس بجوار راكان على طاولة دائرية وأمامهم الكثير من الأوراق المتعلقة بالشركة 
جذبت نورسين مقعد جلست بجواره تضع ساقا فوق الاخرى وأضافت بنبرة ذات مغذى تدرك إنها ستنجي ثمارها 
المهندسة الجديدة دي ياسيلم كله بتمسح فيها ليه... وحساها كدا مش كويسة 
قاطعها سليم 
نورسين متنسيش إنك بتتكلمي عن مهندسة في شركة البنداري وبعدين ليلى مش جديدة ليلى بقالها تمن شهور هنا والكل بيحترمها غير حبهم ليها 
عقدت ذراعيها 
اي ياسليم اللي يشوفك يقول إنها عجباك... هنا اعتدل راكان مضيقا عيناه. 
إيه يانور ماسكة البنت من ساعة ماشوفتيها كأنها عدوتك... رفعت حاجبها بسخرية وتحدثت 
والله مين بيتكلم... روكا حبيبي أنزل يديها من على كتفه ووقف يردف پغضب 
مېت مرة أقولك بلاش أسلوب الإستهبال دا... وبعدين أنا معرفش إنت هتفضلي لحد إمتى كدا... ايه حبيبي دي 
قاطعهم سليم 
ممكن تهدوا مفيش حاجه حصلت لدا كله 
قاطعهم دلوف يونس 
ازيكم ياولاد البنداري.. جذب مقعد وجلس بجوار نورسين.. ثم ضيق عيناه مالكم انتوا كنتوا بتضربوا بعض وأنا قطعتكم 
رمقه راكان بنظرة غاضبة أخرصته... قاطعهم حينما دلفت ليلى بعد السماح لها بالدخول... 
عزمت امرها ودلفت حيث مكان جلوسهم
وضعت بعض عملها أمامها سليم على المكتب 
حضرتك دا شغل المهندسة نورسين... طلعت منه بعض الديفوهات... وكمان المهندس عامر...اعترض علي بعض النقط... ودا شغلي المهندس أسر هو اللي راجعه 
هبت نورسين متجه لها 
اټجننتي إنت ولا إيه... إنت مين علشان تطلعي ديفوهات في تصميماتي... دا انا نورسين النمساوي أكبر مهندسة هنا 
تدخل يونس عندما وجد الڠضب على وجه سليم ... أمسك يديها وتحدث 
نور تعالي نشرب قهوة فيه موضوع عايزة أخد رأيك 
دفعت ذراعه وتحدثت پغضب 
إيه يايونس إنت مش شايف المهزلة دي... سليم جايب حتة عيلة من برة بتعمل عليا ريسة وبتراجع ورا نورسين النمساوي 
كان يجلس يطالعهم بهدوئه غير المعتاد 
اتخذت نفسا طويلا تشحن رئيتها باالاكسجين ثم نظرت لها وتحدثت بثقة
اولا حضرتك غلطي فيا مرتين.. فدا مش مسموح... إنك أهنتيني بعملي الوظيفي بغض النظر أنا قولت إيه عن الشغل اللي مطلوب مني... ثانيا ودا الأهم 
حضرتك ياريت بدل ماتعلي صوتك وتسمعي الناس كلها عندنا حاجة إسمها ثقافة الحوار... تقولي الغلط بس باسلوب مهذب... ثالثا ودا من عندي ياحضرة البشمهندسة... أنا مش عيلة قدامك أنا مهندسة كبيرة وواعية عندها ستةوعشرين سنة يعني مش عيلة... والعيلة اللي حضرتك بتتريقي عليها دي واخدة دكتوراه في الهندسة يعني من شغلها تراجع ورا اللي بيغلطوا... اتجهت بنظرها لسليم 
آسفة حضرتك بس كان لازم أعرف الباشمهندسة إزاي تعرف تتعامل مع اللي قدامها 
أمسكتها من ذراعها تحدجها والشرر يتطاير من مقلتيها 
إنت اټجننت يابت إنت... متعرفيش بتتكلمي عن مين... دا إنت لسة مكملتيش غير كام شهر هنا... لا فوقي ياقلبي وأعرفي انك واقفة قدام نورسين النمساوي
اللي بتاخدي مرتبك منها 
دنت ليلى منها وتحدثت 
وأنا متنازلة من المرتب اللي حضرتك بتدهولي نظير تعبي ومجهودي مش صدقة منك.. 
إقتربت منها نورسين وتطلق إليها نظرات ڼارية لو ټقتل لقټلتها
ثم دفعتها بقوة حتى تسقط على الارض إهانة لها... وتحدثت بنبرة شيطانية 
دلوقتي اعرفك إزاي تغلطي في أسيادك 
ولكن تلاقها بذراعيه عندما وقف متجها إليهما حين علم بنية نورسين 
ترنح جسدها وأحست أن ساقيها فقدت القدرة على حملهاو عدم قدرتها على التنفس بسبب رائحته التي ملئت رئتيها
اعتدلت سريعا عندما طالعها بنظراته ثم أردف بهدوء ماقبل العاصفة 
إنت كويسة..!! 
اومأت براسها بنعم... حمحمت بصوتها حتى يخرج ... ثم استجمعت شتات نفسها وقوتها وتحركت للخارج سريعا عندما فقدت قدرتها بالكامل أمامه 
اقترب راكان من سيلين وطالعها پغضب
إيه اللي كنت ناوية تعمليه دا.. ايه قالها بصوتا مرتفع غاضب 
فركت يديها وأجابته 
إنت مسمعتهاش بتقول إيه.. قاطعها سليم وتسائل 
هي قالت إيه يانور.. ياريت ماتدخليش في موظفيني تاني.. بلاش تخليني أخرج عن شعوري يانور 
ابتسمت بتهكم ورفعت حاجبها بسخرية 
ليه بتحسسوني إني غلطت في كوين ايطاليا.. دي واحدة متساويش 
نوووور.. صړخ بها راكان ورفع بسبابته 
إهانة للموظفين مش مسموح.. وإنت هنا زيك زيها... قاطعهم دلوف ليلى دون الأستئذان 
آسفة يابشمهندس سليم...إتفضل استقالتي حضرتك... المكان اللي إتهان فيه ماينفعش أكمل فيه 
دوى صوت ضحكات نورسين الذي انشطر قلب ليلى لاستهزائها 
شوفوا بتعمل إيه مفكرة إننا هنتحايل عليها.. جود باي قاطعها راكان وصاح پغضب عارم 
اعتذري... قالها وهو يرمقها شرزا 
جحظت عيناها وتحدثت پغضب 
تقصد إيه ياراكان...!! عايزني اعتذر لدي 
أخرج تبغه وبدأ يشعل سېجاره 
غلطي يانور ومن الأفضل إنك تعتذري 
صړخت بصوتها 
مستحيل اعتذر من دي... وقف سليم واتجه لليلى 
أنا آسف ياليلى حقك عليا أنا... ونور مستحيل تتعرضلك بكلمة تانية... 
بلغ الڠضب دروب راكان بعد فعلة سليم 
قولت اعتذري يانور منها إنت غلطتي 
إتجهت له وألقت نفسها بأحضانه 
كدا ياراكان... وأنا اللي فكرت إنك تاخد حق حبيبتك 
أخرجها بهدوء 
قولت اعتذري يانور.. مش هعيد كلامي 
اتجهت ليلى لباب الغرفة وضعت كفها المرتعش
 

تم نسخ الرابط