رواية لم تكن يوما خطيئتى بقلم الكاتبه سهام صادق
المحتويات
وتجد كل ماحدث بها ليس إلا كابوسا
توقف عن مطالعة ما بيده عندما وقعت عيناه عليها مشيرا لسكرتيرته بالمغادره.. ابتسمت شيرين لرؤيته فأقترب منها يسألها عن سبب وجودها
اجتماعنا مع نشأت بيه بكره
اختفت ابتسامتها وهي تستمع لكلماته وكأنه لا يريد وجودها.. حاولت رسم ابتسامتها مجددا تجلس فوق المقعد
جايه عشان اشوف رأيك في المشروع ياشهاب
كان ممكن تعرفي جوابي بكره
لم تتحمل ردوده الجافه واسلوبه الذي يفقدها الأمل كل يوم فنهضت من فوق المقعد تهتف بمقت
في ايه ياشهاب أنت ولا كأنك مش طايق وجودي وبتطردني
شيرين صوتك ميعلاش
زفرت أنفاسها بعمق وهي تراه يبعد نظراته عنها يلتقط بعض الأوراق يطالعها
رأفت بيه هينزل امتى من سويسرا
رفع عيناه نحوها ينظر إليها بنظرة فهمتها
متخافش ياشهاب... شيرين القديمه انتهت... واظن انك شايف كويس ان الشغل بقى واخد كل وقتي
واشاحت عينيها بعيدا عن مرئ عيناه التي تسبر اغوارها تهتف بثقه مصطنعه
وانا فاهمه كويس ان ده شغل والشغل بعيد ديما عن العلاقات
تعالا رنين هاتفه ليخرجه من تركيزه مع كل كلمه تخبره بها بثقة
أيوه ياقدر
احتدت نظرات شيرين وهي تسمع اسمها تغرز اظافرها المطلية بكفها
تمام روحي.. بس طمنيني اوك... وخدي السواق مفهوم
عادت عيناه تتعلق ب شيرين التي بذلت أقصى جهدها لتظهر أمامه بهذا الثبات
ها ياشهاب رأيك ايه في المشروع
أدهم هيتولي مسئولية المشروع... وياريت المستثمر ينزل مصر عشان نبدء نحط البنود وعقود الشړاكه يظبطها المحامين
حقيقي المشروع ده مكسب لينا اوي ياشهاب
وداخلها كانت تهتف
ومكسب ليا انا كمان ياشهاب.. هيبقى ليا حجه اقرب منك اكتر
سعادتها كانت لا توصف وهي تسير بالشوارع تأكل المثلجات مع حنين التي قررت أن تجولها اليوم في شوارع القاهره الجديده بعدما اشترت الهديه التي رغبت ان تجلبها لوالدتها.. اليوم اختبرت مشاعر عدة منها الحسړة علي حياتها والسعاده وهي تسير بجوار صديقه تستمتع معها
لعقت عهد الكريمه المحاطه بالشكولاته متلذذه بالطعم
حلو جدا...
طالعتها حنين وهي تلتهم مثلها خاصتها
المره الجايه ناكل بيتزا.. ايه رأيك
التمع الحماس في عيني عهد تومئ لها برأسها
اي حاجه انا معاكي فيها
ضحكت حنين وهي تنظر إليها
يعنى لما
اعوز اروح في داهيه تيجي معايا
لا ديه بقى لوحدك
الناس بتبص علينا
فتتركها حنين مقتربه من احد الأشخاص
ثانويه عامه معلش يااخويا...
لطم الرجل كفوفه مكملا طريقه... لتجذبها عهد من مرفقها تلتف حولها
الراجل زمانه بيقول علينا هبل
مطت حنين شفتيها بأسف فچنونها لا مفر منه
اكملوا سيرهم لتتوقف اقدام حنين عند أحد المطاعم
هو ده المطعم اللي حكتلك عنه
لتضحك عهد علي تذكرها الحكايه التي اخبرتها بها
كنت هغسل الأطباق انا وصحابي..انا لحد دلوقتي زعلانه على الخمسمية جنيه اللي دفعناهم
باين عليه فخم ياحنين
ياختي قولنا ندلع نفسنا.. دفعنا فلوس الدروس على بطننا
لم تتحمل عهد آلم بطنها من شدة الضحك الذي ضحكته اليوم
كفايه ھموت من الضحك
خلاص ياستي كفايه كده ويلا نروح ... عهد انتي مالك وقفتي متخشبه كده
واردفت وهي تنظر حولها
مش انتي قولتي لجوزك انك خارجه معايا...
كانت بعالم اخر تشعر بصوت حنين يأتي من بعيد... ابتسامته كانت تتسع وتلك المرأه تقترب منه تمسك يده
غصه مريره ابتلعتها وهي تراهم كيف يجلسون يتناولون الطعام... لولا التفافها للمره الاخيره لداخل المطعم ماكانت رأتهم
عهد انتي يابنتي بتبصي على ايه
اغمضت عيناها بقوه تلتقط أنفاسها المسلوبة لتلتف بعدها نحو حنين التي تدفعها برفق حتى تفيق من حالة جمودها العجيبه
خلينا نروح ياحنين
لطمت حنين كفوفها تزفر أنفاسها
ماهو ده اللي بقوله من الصبح
ودعتها حنين أسفل البناية الراقيه التي تقطن بها واخيرا اصبح لديها القدره على رثاء حالها تهتف پضياع
هيرميني من حياته... مش هيبقى ليا حد... هيحبها وينساني
ارتشف من كأس الماء الموضوع امامه بعدما اخذ يسعل دون تصديق
مين اللي حامل
ضحكت على ردت فعله التي لا تختلف كثيرا عن ردت فعل خالها
مرات خالي
مدام سميره حامل
اماءت برأسها تهتف بنفاذ صبر
مالكم في ايه... ديه حاجه بتاعت ربنا
واردفت بآلم وهي تتذكر رفض خالها لذلك الحمل
في ناس بس بتتمني تجيب حته عيل حتى لو مش هتجيب غيره
مالك ياقدر انا مقصدش حاجه.. بس مكنتش متوقع مش اكتر
شعر بمشاعرها ليقترب منها يمسح فوق وجهها
وده فال حلو علي فكره
تعلقت عيناها به تقاوم ذرف دموعها
فال حلو ازاي
رفعها نحوه ينهضها من فوق مقعدها
هتبقى تعرفي... المهم قومي معايا عايزك
نهضت معه تتعجب من سحبه لها تدلف لغرفة مكتبه... تركها تقف وسط الغرفه ليتجه نحو مكتبه يفتح احد الادراج ليخرج منها علبة مخملية عائدا اليها
خدي افتحيها
ايه المناسبه
بمناسبه نجاح المشروع الجديد.. ومش لازم يعني يكون في مناسبه ياقدر
التمعت عيناها وهي تجده يفتحها أمامها ورغم انها خطفت انفاسها من جمالها فلم تكن الا سوار من الذهب الأبيض مطعم بالماس
ابتسم وهو يرى لمعان عيناها ولكن سريعا ما قطب حاجبيه وهي تخبره
بس انا مش محتاجه حاجه ممكن هديه بسيطه تكفى وهتفرحني... لكن الهديه ديه غاليه اوي وممكن من فلوسها تساعد كذا حد محتاج
وانتي فاكره اني مش بعمل كده ياقدر... انا عارف كويس ان كل اللي انا فيه بفضل ربنا...
واردف يشاكسها حتى يخفى لمعت الحب التي انارت قلبه
امسكي الهديه يابتاعت اي هديه بسيطه... المره اللي جايه هجبلك ورد وشكولاته
اتسعت ابتسامتها وللأسف اختفت تلك الابتسامه عندما اتت ذكرياتها مع كريم ف الهدايا كانت لا تأتي الا حين ېجرحها فيخبره صديقه بأن يراضيها بهديه
تعجب من تبدل ملامحها السريع ليزفر أنفاسه وهو يشك بما جال في خاطرها ولكن شكه لم يكن محوره الا انها تخاف من سعادتها معه وانها ليست الا زيجة مؤقته ولو كانت في البدايه هكذا فلم تعد
التقط يدها يضع السوار حول معصمها لتفيق من شرودها تنظر إلى ما يفعله فتعود ابتسامتها مجددا
ارتمت بين ذراعيه دون شعور تطوق خصره.. فضمھا إليه بقوه وكأنه يخشى ان تضيع منه تلك السعاده
سحبت المقعد الملتف حول طاوله الطعام للأمام قليلا لتجلس عليه..
بدء بتناول طعامه وعيناه لا تحيد عنها يتعجب صمتها.. فمن يراها ليلة امس لا يظن انها نفس المرأة التي وقفت تهدده وسط داره ورجاله
معلقة وراء معلقة تمضع طعامها ببطئ لتنهض بعدها كما أتت
انخرستي ولا ايه
وقفت تلتف اليه ترمقه بمقت وعادت تكمل خطواتها نحو
غرفتها
انا مش بكلمك ياست الاستاذه ولا بكلم هوا
زفرت أنفاسها تدلك جبينها فهى لا تريد الاحتكاك معه حتى تنتهي من تلك البلوة التي اوقعها بها هو وزوجته
لطم الطاوله بقوة فأكثر مايكرهه بحياته التجاهل والاكثر ان يكون من النساء.. اجفلتها فعلته لتلتف نحوه تصك أسنانها غيظا
بص بقى مدام هقعد في بيتك الفتره ديه واستحمل السخافه اللي حطتني فيها وانكتبت عليا جوازه يبقى كل واحد في حاله
قبض فوق كفه يرمقها من أعلى رأسها لأخمص قدميها
والله عال بقى حرمه لا تسوي تتكلم مع حامد العزيزي كده
حامد العزيزي على نفسك... زمن الأسياد انتهى خلاص
لم يتحمل تحديها له فلم تأتي امرأة بعد تتحداه... فما يريده يحدث ولا أحدا يقف يناطحه كأنه
متابعة القراءة