رواية نعيمى وجحيمها بقلم الكاتبه امل نصر

موقع أيام نيوز

على التخت مرددة بأسى تدعي اللوعة على رؤية اڼهيارها المفاجئ
حبيبتي مالك بس ليه تزعلي وتقهري نفسك بالشكل ده
اعتدلت ميري بجذعها تصرخ باكية
عشان اتذليت ياميرفت انا ميري الناس تمسك في سيرتي ويتقال ان جاسر رماني وفضل عليا الجربوعة دي انا يا مرفت
قالتها لتنخرط في بكاءها مرة أخرى شددت عليها مرفت بذراعيها تظهر التعاطف في صوتها
طب بس ياقلبي ماتزعليش وتقهري نفسك انت كدة ممكن يحصلك حاجة وحشة لقدر الله ماحدش هينفعك. 
خرجت من أحضانها قائلة بغيظ اختلط ببكاءها
يامرفت انا اتهنت واتداست كرامتي جاسر الغبي ماهمهوش منظري ولا منظره لما فضل واحدة زي ده انا مشغلهاش عندي خدامة خلى ناس متسواش تفرح وتشمت فيا بقى انا ميري يحصل فيا كدة.....
انقطعت كلماتها بوصلة جديدة من البكاء والأخرى تقوم بوظيفتها على أكمل وجه في التربيت على ظهرها بحنو زائف حتى هدأت لتسألها بفضول ينبع من حقدها
طب والدك بقى مش سامع باللي بيحصل معاك عشان يتصرف ويوقف كل واحد عند حده
عدلت ميريهان بشعرها للخلف ويدها تمسح بالمحرمة الورقية على وجهها لترد ببعض الثبات
والدي شايف وفاهم كل حاجة بس انا مقدرش اتكلم معاه لأنه للأسف مش طايق يسمع صوتي من ساعة المواجهة مع جاسر لما قالوا اني بشرب وبسكر وبروح عند مارو شقته في مصر الجديدة. 
تطلعت إليها مرفت بتفحص لتسألها بتوجس
مارو دا اللي كنت بترقصي معاه صح
اومأت لها ميري برأسها كإجابة فتابعت مرفت سؤالها بهمس متردد
وانت فعلا روحتي معاه شقته
هتفت ميري بانفعال
وافرضي يعني روحت كام مرة وهو ماله أصلا ولا هو قرف وخلاص
ابتعلت مرفت ما بحلقها من كلمات موبخة فهذه الغبية تستحق كل ما يحدث معها فقالت بمهادنة
انت حرة يا روحي وانا مالي يعني المهم بقى انا سمعت ان خالتو لميا وعامر الريان رجعوا من
السفر هو الكلام دا بجد
اجابتها وقد بدأت تستعيد تماسكها
دا حقيقي ياروحي دي حتى خالتو اتصلت بيا كمان وانا كلمتها وانا مڼهارة على اللي عملوا ابنها معايا وباركتلها على النسب اللي يشرف!
انتبهت مرفت واشتعلت عيناها بالحماس لتسألها
وكان رد فعلها ايه ميري قالت ايه ها
أجابتها ببعض التشفي
كانت ساكتة ومش عارفة ترد عليا بكلمة واحدة بس انا فاهمة كويس قوي بعد السكوت دا فيه ايه دي خالتوا وانا عارفاها. 
افتر ثغر الأخرى بابتسامة سعيدة قائلة بمكر
دي شكلها على كدة هاترحب بمرات ابنها الجديدة جامد.
ردت ميري وهي تبادلها ابتسامتها الخبيثة
أكيد ياقلبي وخلي الأستاذ جاسر بقى يشرب ويشوف نتيجة اختياره اللي هايخسف بيه وبشركته الأرض ولسة كمان لما والدي يتحرك انا متأكدة انه مش هايسكت. 
مطت شفتيها بابتسامة منتشية وقد أطربتها الكلمات قبل أن تجفل فجأة على صيحة ميريهان الغاضبة
بس انا بقى هاموت واعرف ابن ال...... اللي نشر الخبر الزفت ده دا ولا كأنه كان قاصدني انا .
ابتلعت مرفت ريقها بتوتر وهي تشيح بوجهها عنها بتهرب حتى الټفت إليها تجرها لحديث غيره
على فكرة ياميري صحيح نسيت اما اقولك مش انا هاعمل حفلة بعد كام يوم كدة.
سألتها مندهشة
حفلة بمناسبة ايه بقى هو انت مش عيد ميلادك كان قريب
عادت لطبيعتها تتكلم بأريحية وقد نجحت بصرف ميريهان عن حديث الصحفي والنشر
يابنتي ما انا مش عملاها لعيد ميلادي انا عملاها لماهر اصل راجع في خلال يوم ولا يومين اهو بقى منها حفل تعارف له ومنها احنا نعمل حاجة جديدة نبين فيها جمالنا واناقتنا أكيد أنت هاتحضري يا ميري دا انت ملكة الأناقة والحفلات.
عضت ميري على شفتيها وقد اكتنفها التردد وهو تتسائل
طيب هي الناس مش هاتمسك سيرتي عشان متطلقة جديد ولا بقى يشمتوا فيا زي اصحابي الأندال
ردت مرفت بتشدق لتقنعها
مين دا اللي يجرؤ يتكلم ولا يشمت فيك بحرف هو انت ناسية انك بنت مين ولا صاحبتك اللي عاملة الحفلة نفسها تبقى مين دا اللي يلمح بكلمة بس وحياتك عندي لكون طرداه شړ طردة دا انت حبيبتي واللي يمسك و يمسني 
قلبي بافيفي .
فالتها ميري بفرحة وهي تلف عليها ذراعيها لتضمها والأخرى تردد ضاحكة
دا انت اللي قلبي يا روحي انت
من الشرفة المتهالكة بالمنزل القديم كان الفتيات الثلاثة يتطلعن للأسفل بانبهار وهن يتابعن شقيقتهن التي تترجل من السيارة برفقة رجلين من الحراس الشخصين بشكل مهيب لفت أنظار المارة وسكان الحي هناك شهقت صفية مخاطبة رقية الجالسة محلها وشط الصالة بمرح
يالهوي ياستي ع المنظر بنت بنتك نازلة من العربية وحواليها الحرس ولا اكنها وزيرة ولا مرات المحافظ
هتفت رقية بين ترديدها بالآيات القرانية والأدعيةالحافظة
كبري يابت وخمسي في وش كل راجل ولا ست شافوها ولا صلوش ع النبي.
طاوعتها صفية تردد بالادعية الحافظة وهي تراقب مع شقيقاتها دلوف زهرة لداخل المبنى. 
بعد قليل 
كان الفتيات الثلاثة ومعهم سمية والدتهم ملتفين حول زهرة المستندة برأسها على حجر جدتها وهي تمسد بكفها على شعرها بحنان هي في أشد الحاجة اليه الان مع هذه العواصف الدائرة برأسها من قلق

وخوف وترقب لما سيحمله لها الغد تعلم أنه متمسك بها ولكن أيضا لا تدري الى متى سيظل كذلك امام هذه الحروب الطاحنة التي تقابله بسببها.
طب انت قلقانة ليه بس يازهرة مش جاسر باشا وقف كل واحد عند حده في الشركة ونصرك قدامهم
هتفت بالسؤال سمية وأومأت لها زهرة بعيناها تتنهد بقنوط دون رد فتدخلت صفية تقول
اما أمرك غريب يا أبلة زهرة يعني بدل ما تبقي سعيدة وفرحانة دلوقت باللي حصل وجه في صالحك تبقي زعلانة كدة وشايلة الهم.
تطلعت إليها زهرة بنظرة غامضة ثم ردت بابتسامة باهتة
معلش يا صفية بقى اصل شكل اختك كدة خدت ع النكد وما بتعرفش تفرح .
خاطبتها سمية بعدم رضا
بعد الشړ عليك ياحبيبتي من النكد ولا الكلام الفارغ انت بس عشان متهابة لكن بكرة لما تاخدي على الجو هاتحسي بجد ياحبيبتي ان ربنا كرمك. 
اكملت على قولها صفية
اه والله يا أبلة دا انت ربنا بيحبك قوي عشان كدة بيكرمك طب بذمتك ماخدتيش بالك من نظرات الناس وعيونهم اللي كانت هاتتلقع عليك وعلى عربيتك ولا الحراس كمان دول وأكنهم بهوات بالبدل واللبس الأوبهة.
استجابت لها زهرة بابتسامة ودودة قبل أن تجفل على لكزة على ذراعها من بقبضة رقية وهي تسألها
اه صح يامنيلة انت جاية على حارتك بالحرس ليه هي المنطقة غريبة عنك
اعتدلت بجذعها لتخرج عن صمتها وتجيب جدتها 
مش من دماغي والله ياستي جاسر هو اللي اصر على كدة دا حتى كمان شدد الحراسة على بيتنا وعليه هو شخصيا.
ضيقت عيناها رقية بريبة فلحقتها سمية تقول
هو أدرى بظروفه ياجماعة دا راجل كبارة واسمه مش هين في البلد المهم بقى ياست زهرة فوقي كدة وقومي اتنشطي في قلب المكان دا خالك موصيني على شوية اكل اعملهم ع الغدا النهاردة انما ايه عظمةاصله هايجيب في ايده الاستاذه نوال يعني القعدة هاتكمل بجمعة الحبايب
شدد عامر من عناق ابنه بحرارة واشتياق يقبله على رأسه ويريت على ظهره بخشونة محببة الى جاسر والذي كان متشبثا به هو الاخر يشعر وكأنه طفلا صغير وجد حصنه الامن بعودة والده فمتى
تم نسخ الرابط