رواية نعيمى وجحيمها بقلم الكاتبه امل نصر
المحتويات
دماغي وهالعب كدة
توقف جاسر يراقبه بابتسامة متوسعة وهو يركض سريعا ويسدد بالكرة داخل السلة باندفاع وقوة فانتبهت عيناه على همهمة الفتيات التي كانت تسير بجوار الملعب وانظارهم معلقة على صاحب الصدر العضلي عاري الجذع وهو يلعب بعنفوانه اصدر له صوت صفير ينبهه
ياعم الحلو عضلاتك اللي مقوية قلبك لفتت نظر الچنس اللطيف عليك الټفت طارق برأسه ليتطلع نحو الجهة التي يشير إليها جاسر سهم قليلا نحوهم ثم عاد إلى جاسر قائلا بقرف
قالها ليكمل لعبه بالكرة أمامه پعنف أكبر وكأنه يفرغ طاقة الغيظ في اللعب وظل جاسر يتابعه بنظرات مذهولة يكتنفها الإشفاق وقد شعر بما يحزن صديقه ليجفله فجأة بسؤاله الغريب
هو انت عرفت الزفت دا ازاي لما جيت تشغله عندك
ضيق حاجبيه يسأله يتطلع إليها باستفسار فهتف طارق بانفعال
اومأ جاسر برأسه متفهما ثم أجابه بهدوء
والد كارم اللوا حمدي فخر كان صاحب والدي.
اه يعني اتوظف عندك بواسطة انا قولت كدة برضوا.
قالها بازدراء فرد جاسر
هو فعلا كان بواسطة بس كارم طلع ممتاز بصراحة تربيته العسكرية من والده افادتني كتير بصراحة في شغله معايا وبأنجازه للمهام اللي بكلفه بيها في أقل وقت.
لو بتفكر تخلص منه انا معاك .
اصدر ضحكة ساخرة ليس لها معني قبل أن يتحرك لمعاودة اللعب مرددا
ابوه كان لواء وتربية عسكرية وانا اقول عامل زي الإنسان الالي ليه
في إحدى صالونات التجميل والمشهورة بسمعها دلفت الفتيات بصحبة كاميليا غادة تتطلع لفخامة المكان بأعين منبهرة وزهرة المبتهجة لعلمها بذهاب كاميليا الى الحفل معها أدخلت الطمأنينه بقلبها لأنها ستحظى بدعم اغلى صديقة لديها ولن تكن وحدها وسط هذا العالم الغريب عنها.
قالتها غادة سائلة وعيناها تحدق في كل شبر وكل فرد حولها.
أجابتها كاميليا بإرهاق
أعرفه من ناس صحابي ياغادة ما تشغليش بالك انت.
ماتشغلش بالها ازاي يابنتي دا باين انه جامد فعلا وكله ناس محترفين.
تبسمت لها كاميليا صامتة فاستطردت زهرة بسعادة
بس انا فرحانة اوي انك هاتيجي معانا .
مكدبش عليك انا كنت هارفض واشدد ع رأيي لما كارم فاجئني بس افتكرتك انت واتراجعت.
حبيبة قلبي .
قالتها زهرة بامتنان اما غادة فمطت بشفتبها حانقة وهي توعد نفسها بأنها ستكون أجملهم الليلة على الإطلاق.
اتفضلوا ياهوانم.
قالتها الفتاة العاملة
بالمحل بابتسامة مرحبا بزي الصالون الموحد
امام النيل وعلى سور الكبري المعلق كان مستندا بمرفقيه شاردا في مشهد مياهه الهادئة في هذا الوقت مثقل بهمومه التي تكاد أن تقسم ظهره ومع ذلك كان يتحمل حتى اكتشف حجم تقزمه وعدم جدوي كل ما فعله طول سنوات عمره التي تخطت السادسة والثلاثون يشعر بصغر نفسه وعدم احترامها يشعر أنه وبعد هذا العمر يكتشف الان فقط انه غبي!
استفاق من شروره على دفعة بيد من تناساها في غمرة شروره.
في إيه خالد هو انت سرحت مني تاني حتى بعد ما وقفتني معاك هنا في الحتة الزحمة دي دا بدل ما تقولي كلمتين حلوين وتقارن بين جمالي وجمال النيل
قالتها نوال بتفكه علها تخرجه من حالة الشرود التي تلبسته من وقت لقاءها به أجابها بشبه ابتسامة
انت أحلى طبعا .
كدة انت أحلى وبس فيه ايه يابني لسانك اللي بيرغي ع الفاضي وع المليان حصله إيه النهاردة
قالتها تدعي المشاكسة لتخفي شعورها القلق اما هو فتنهد أمام أنظارها من عمق حزنه قبل أن يقول
تعبت يانوال تعبت قوي وماعدتش بقى عندي قدرة على الصمود او اي شئ انا حاسس اني عاجز عاجز يا نوال
وضعت كفها على كتف ذراعه تسأله بقلب موجوع على حزنه وألمه الذي يصل إليها بمجرد النظر إليه فما بالك لو كان بهذا الوضوح الان وكأن هموم العالم تامرت عليه لتساقط جمعيها فوق رأسه.
مالك ياخالد إيه اللي واجعك كدة بالقوة دي.
اتجه بأنظاره نحو النيل يقول لها بشرود
كل ما اتقدم خطوتين يانوال وافتكر نفسي وصلت الاقي نفسي رجعت خمسين متر للخلف.
اصابها الارتياع من لهجته الحزينة هذه فقالت تسأله بجزع
ايه وصلك للحالة دي ياخالد انا أول مرة اشوفك كدة.
صمت قليلا بتفكير وقبضته تطرق على الحاجز الحديدي ثم الټفت إليها يسألها بحسم
نوال انا عايز اخد رأيك في قرار اتخذته
خرجت من غرفة تبديل الملابس بخطوات مسرعة نحو الفتيات في حجرة البادكير تهتف سائلة بأسمها
زهرة ايه رأيك في الفستان ده
قالتها والټفت انظار الجميع حولها من زبائن وعاملات بأعين جاحظة بانبهار صړخت على أثره غادة
ايه دا ياكاميليا انت جبتي الفستان دا منين
تجاهلت الرد عليها لتسأل زهرة بقلق
ماتقولي رأيك يابنتي بقى .
القت زهرة بنظرة شاملة متأنية على الفستان الذي انسدل على جسد الأخرى بنعومة فائقة لونه الأزرق انعكس على بشرتها البيضاء ليزيدها بهاءا
بتفصيلة محكمة من أعلى الجسد وحتى الركبة ليتوسع بعد ذلك ويعطيها حرية في الحركة مع فتحة في الصدر اظهرت جزء من مفاتنها بشكل مغري رغم خلو وجهها من أي مساحيق للتجميل حتى الان بالإضافة إلى شعرها المتناثر أيضا ومع ذلك كانت شديدة الفتنة كعهدها دائما
همت زهرة لتعطي رأيها ولكن سبقتها السيدة رئيسة المحل والتي كانت متواجدة بالصدفة
انتي بتسالي على إيه ياقمر وانت بسم الله ماشاءالله قلبتي الصالون كله نحايتك.
اومأت لها بمجاملة فالټفت بأعين سائلة لزهرة التي أجابت هذه المرة
الفستان فعلا يهبل عليك بس الفتحة اللي فوق دي نازلة لتحت شوية.
ردت بعدم رضا
شويتين مش شوية وانا حاسة الفستان اصلا من استايلي اوفر كدة ومش سيمبل زي ما بحب دايما .
يابنتي وما يبقى أوفر دي مخليك ولا نجوم السيما اللي بتعرض نفسها على السجادة الحمرا في المهرجانات انت جبتيه منين
هتفت بها غادة للمرة الثانية فردت كاميليا بنفاذ صبر
مش انا اللي جيبته ياغادة كارم هو اللي بعت عليه اون لاين. فهمتي بقى .
اه
اومأت بها تدعي التفهم ومن داخلها غمغمت
يابختك وكارم دا كمان طلع مصېبة .
قالت كاميليا تخاطب الفتيات
انا طالعة في دماغي اعتذر وماروحش الخروجة اللي جاتني فجأة دي وبلاها من الفستان دا اللي مش مرتاحة فيه أساسا..
تطلعت لها زهرة برجاء تقول
ليه بس يا كاميليا دا انا ماصدقت
ارتسم على وجه كاميليا التراجع فندخلت المرأة معهم
انا ممكن اظبط الفستان من فرق شوية يعني بحيث اننا مانبوظش القصة اصل بصراحة خسارة أوي
ردت غادة باقتراح
أو ممكن نبدل انا وانت تاخدي فستاني وانا اخد بتاعك .
عبس وجه كاميليا باعتراض وهي تتذكر فستان غادة القصير فسبقتها المرأة الفضولية في الرد على غادة
ماهي مش بالفستان يابنتي الرك ع القد .
قالتها بإشارة لكاميليا التي حسمت أمرها لترد على المرأة
طب انا موافقة على تظبيط الفستان وشاكرة جدا لمساعدتك.
قالت المرأة بترحيب
من غير شكر ياقمر انا تحت أمرك هنا .
تمتمت كاميليا بالشكر مرة ثانية قبل أن تنصرف
متابعة القراءة