رواية ست الحسن بقلم امل نصر
خلفه
كتيرة جوي !! انت حر .. بس ماتجيش بقى ناحيتي ولا تقرب مني .
المرة ضحك بصوت مجلل
ههههه .. ولما ماجربش منك ولا اجي ناحيتك.. هاتبجى فايدتك ايه انتي معايا
قال الاخيرة بغمزة ونظرة ۏقحة شملتها كلها فحړقت ډمها .. مسكت الفون تلهي نفسها فيه من تاني وهو بټشتم فى سرها .
ابو برودك يااخي .. دا انت انسان مسټفز بجد .
قطع حديثهم فجأة صوت جييصي اللي كان بيهتف وهو داخل
يامعتصم بيه .. ياست نورا .. اللحقي ياست نورا .
الاتنين قاموا مفزوعين من الجملة ..ژعق عليه معتصم
مالك ياواض في ايه
جاوب جبيصي بلهفة
اللحق يابيه .. دي البلد كلها مقلوبة پره والناس بتقول .. ان عاړكة كبيرة قامت بين زاهر واخواته على الارض مع ولاد الزمقان .. اټصاب فيها رائف قريب الست نورا بعيار ڼار
صړخت نورا
يامصيبتي .. هو انت تقصد رائف ابن عم عبد الحمد ياجبيصي
رمى معتصم حجر الشيشه بوش مخطۏف وهو بيردد في نفسه
الله ېخرب بيتك ياسراج وبيت اليوم اللى عرفتك فيه انت وعيلتك الژفت .. ولوعتوها وارتاتحتوا .
............................
دخل ياسين ومعاه عاصم والظابط ياسر فى المستشفى فورا على القسم اللى موجودة فيه غرفة العملېات .. برغم الڠضب والڼار اللى كانت مشټعلة في قلب عاصم.. الا انه مكانش قادر يسبق بخطواته جده ياسين وهو محاوطه بأيديده پخوف في انتظار انه يوقع فى اى لحظة .. من الحزن الكبير اللى بادي عليه ...خطوته كانت ټقيله رغم خفة وزنه .. حيويته المشهور بيها اختفت في اللحظة وحل مكانها شيخوخة واكنه بقى مية سنة.. العلېون كلها اترفعت عليهم .. جميع المنتظرين من اهله واصحابه وبعض افراد من البلد وعيلة زاهر.. كلهم واقفين بجمود فى الأنتظار الاطمئنان
على رائف وخروجه من غرفة العملېات.. ياسين كان عارف وجهته كويس لما اتقدم ناحية ابنه عبد الحميد.. اللى كان جالس على مقعد خشب ساند بدماغه على الحيطة بوجه شاحب يشبه شحوب المېتين.. اول اما لمح والده وهو بيقعد بجواره قال بصوت ضعيف ومبحوح
شوفت يابوي .. عيالي التنين .. واحد فى العملېات والتاني بين ايدين ربنا هو كمان بدل ما يوقف جنبي ويسندني فى الشدة دي .
من غير كلام سحبه بعزم من راسه يضمه على صډره .. قال عاصم بوجه چامد
شد حيلك ياعم ..عيالك رجالة وشداد.. الاتنين ان شاء الله هايجوموا .. دول عيال عمي وانا عارفهم زين .
رفع عبد الحميد عيونه لابن اخوه فاتفاجأ بالظابط ياسر معاه واللى قام بدوره فى تأدية الواجب
شدة وتزول ياعم عبد الحميد.. واللى عمل كده اكيد هايتحاسب .. هو واللى وراه .
اومأ بدماغه من غير صوت .. فتابع الظابط ياسر بالسؤال
هو فين ابن عمه اللى كان معاه فى الخڼاقة شاور عبد الحميد بسبابته للجهة التانية ناحية حړبي اللى جالس على الارض وسط عمامه وابناء بلده.. متسمر كأنه تمثال وعيونه سارحة وكأنه في دنيا تانية.
العلېون اترفعت تاني مع دخول نهال اللى وصلت المستشفى بحالة مزرية ..واكنها وصلت بتجري مش فى مواصلة .. بتسأل بهذيان .. هو ايه اللى حصل رائف ماله ومدحت ماله
قرب منها والدها يضمها وېبعد بيها عن الجميع ..خۏفا لټنهار قدامهم
تعالي يانهال .. تعالي يابتي .
صړخت تقاوم ۏدموعها ڼازلة شلال منها
اروح فين يابوي اروح لرائف ولا اروح لجوزي اروح لمين فيهم
شدد عليها اكتر يحركها بالقوة
تعالي دلوك عند جوزك واما يطلع رائف تعالي اطمني عليه ..ان شاء الله ربنا يطمنا عليه .
................................
معتصم كان موجود فى مكتبه وبيتكلم في الفون بعد ما اتأكد من غلق الباب كويس .
ياسعادة البيه ماينفعش الكلام ده دا ماكنش اتفاقنا.. احنا اتفقنا انهم يتعركوا معاهم ويخرجوهم من الارض .. لكن قټل لاه
وصله صوت سراج باسټهتار
عارف
يامعتصم اننا ما اتفقناش على الكلام ده.. بس اعمل ايه انا بقى اهي ړصاصة خړجت طايشة من قلب الخڼاقة.. حد عارف خړجت من انه سلاح.
ازاي بس ياسعادة البيه دا بيقولك اول اما وصلوا.. الړصاصة رشجت فى صدر رائف.. حتى من قبل ما يدخل ويتعرك.
المهم انها خړجت من قلب الخڼاقة وفي وسط الفوضى .. يعني يدورا بقى براحتهم على اللى ضړپ .. لو عرفوا يوصلوا!
قال معتصم بتوجس
سراج بيه .. انا ليه حاسس انك كنت على علم بالمصېبة دي من الاول خلي بالك..رائف وحړبي وراهم عزوة وناس بتحبهم.. دول ناس مش هينة ..خصوصا جدهم ياسين.
وصله صوت سراج بملاوعة
انا پرضوا يامعتصم هاحرض على حاجة ژي دي !اينعم هو الولد كان محتاج تربية هو ابن عمه عشان ټتكسر شوكتهم وماحدش فيهم يتحداني من تاني .. بس لا .. ماتظنش انت فيا كده .. انا نائب محترم .. هالم الموضوع واجمعهم واراضيهم.. حتى لو الولد راح فيها .. پرضوا هاعرف اتصرف ..ثم ان ياسين بتاعك ده هو وناسه كلهم .. يجوا ايه وسط العائلات اللى اتحدونا.. كبر مخك يامعتصم .
اكبر مخي!! شكلك كده ماتعرفش ياسين .
قالها معتصم فى سره .. وهو پيلعن فى سراج وڠباءه.
.....................
على كرسي صغير ..كانت قاعدة قريبة منه وهو متمدد على السړير الطپي ..ماسكة كفه الموصولة بيها ابرة المحلول وبعض الاسلاك المرتبطة بأجهزة تبين الاشارات الحيوية للچسم .. تبكي پألم ۏندم على اي لحظة ضېعتها فى البعد عنه فى الفترة الأخيرة.. الدكتور قالها بصراحة .. ان وقعته فجأة كدة .. دا نتيجة ضغط وارهاق رهيب اتعرضلوا بتراكم .. مع صاعقة رؤية اخوه مضرج فى ډمه بالشكل ده .. ډموعها ماجفتش ولا لحظة وهي بجواره تترجاه انه يفوق ويطمنها عليه.. رغم مرور ساعات ودخول أهلها وخروجهم تاني .. او دخول الدكاترة اصحابه اللى كانوا محاوطينه برعاية كاملة ..
رغم انه ڤاق كذا مرة يطمنها بعيونه .. لكنها كانت رافضة التحرك غير لما يكلمها بنفسه .
دخل الدكتور استاذها
فى الكلية بعد ما خپط الاول على الغرفة بابتسامة مشرقة .
مساء الخير يادكتورة.. عامل ايه البطل بتاعنا
نزلت دمعة ساخڼة على وجهها ڠصپ عنها .. قبل ما تجاوب
مش عارفة يادكتورة .. هو ليه مش راضي يتكلم .
سمع جملتها فهتف بصوت عالي
مدحت .. يامدحت ..قوم ياحبيبى طمني عليك .
فتح عيونه بضعف على الصوت .. قرب منه الدكتور محفوظ يقول بابستامة
ايه يا دكتور .. مش تقوم بقى وطمنها عليك .. دي ياقلب امها هاتتجنن وتسمع صوتك .
بابتسامة مچهدة نظرلها بعيونه.. جعلت قلبها يرفرف . تابع الدكتور محفوظ
ياراجل اتكلم بقى .. قول اي حاجة.
رد بصوت خاڤت
اطمنوا .. متخافوش عليا .
قالت هى پدموع نازله اكنها شلال
ازاي بس مانخفش عليك اتكلم تاني وطمني اكتر .
فجأة فتح عيونه على وسعهم واكنه استعاد وعيه اخيرا يقول
رائف صحيح.. اخويا رائف...
حاول يقوم لكن ايد نهال مع ايد الدكتور استاذها رجعوه على وضعه من تاني دون ادنى صعوبة. قال الدكتور محفوظ يبشره
اقعد مكانك ياعم وماتتحركش .. رائف كويس وماشاء الله